سمية درويش من غزة: يرحب الشارع الفلسطيني وسط تفاؤل مشوب بالحذر ، بجلسات الحوار الداخلي التي انطلقت قبل أيام في مدينة غزة ، في محاولة جديدة للخروج من الأزمة الراهنة التي تعصف بالساحة الفلسطينية ، والابتعاد عن الصراع الدامي الذي خلف عشرات القتلى ، وعكس بدوره على الأوضاع المعيشية والأمنية والاجتماعية.

ويعيش المواطن الفلسطيني معاناة لا يحسد عليها نظرا لتفاقم أزمة النظام السياسي الفلسطيني ، وتدهورها أكثر فأكثر منذ انتخابات العام الماضي ، وازدواجية السلطة والانقسام السياسي الحاد ، والحصار الدولي والإقليمي المفروض علي المنطقة منذ عام. ويقول المواطن أبو احمد في العقد الخامس من عمره ، quot; بان الجميع ينتظر أن تخرج الحوارات باتفاق حول تشكيل حكومة وحدة وطنية للخروج من الأزمة الراهنةquot; ، غير انه لم يخف تشاؤمه من عدم التوصل لاتفاق بين فتح وحماس.

وقد عاد الاقتتال الفلسطيني الفلسطيني للواجهة من جديد ، عقب إعلان القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية الليلة ، عن مقتل احد عناصرها جراء انفجار عبوة ناسفة جانبية في شمال غزة ، حيث أكد مسؤول بتلك القوة في اتصال هاتفي مع quot;إيلافquot; ، بان الانفجار أسفر عن مقتل خليل الانقح 20 عاما من أفراد التنفيذية وإصابة آخرين بجروح بينهم حالة خطرة.

ومن المتوقع أن تعكس تلك الحادثة على مجريات جلسات الحوار التي بدأتها فتح وحماس الثلاثاء الماضي ، عقب الاتفاق بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل بدمشق قبل أيام على استئناف جلسات الحوار في غزة نحو تشكيل حكومة وطنية.

وقالت سناء مصطفى موظفة حكومية لـquot;إيلافquot; ، quot; نسمع بان هناك حوارات ، ولكن لم نر على ارض الواقع أي نتائج تحمل بشرى سارة لفك الحصار وانتشال الشعب من الفقر والجوعquot;. وتمنت الموظفة الفلسطينية ، أن تتوصل فتح وحماس لاتفاق ، حتى تعود الحياة لمجاريها وتعود رواتب الموظفين لمراكز الصرف الآلي ، بحسب تعبيرها.
من جانبه قال المحلل السياسي طلال عوكل ، quot; الفلسطينيون في هذه الوضعية ليسوا حقيقة مؤهلين للخوض في عملية سياسية تستفيد من الماضي الفاشل لهذه العملية quot;. وأضاف لو جرى الاتفاق على حكومة وحدة وطنية ، فإن التوافق السياسي بين حركتي فتح وحماس في الأساس ، لا يصل إلى مستوى يمنع وقوع مشاحنات ، وتوترات على خلفية المواقف المتباعدة من المشاريع السياسية المطروحة والمرتقب طرحها.

وأشار عوكل ، إلى أن حكومة الوحدة الوطنية في حال تم التوافق عليها، ستكون عبارة عن هدنة ، أو حالة تعايش مؤقتة لا تنهي صراعا سيستمر بطرق وأشكال مختلفة على السلطة والصلاحيات ، ونحو كسر هذه الازدواجية لصالح احد الطرفين المتنافسين. وكان إسماعيل رضوان الناطق باسم حركة حماس ، قد أشار إلى أن القضايا التي تعيق تشكيل حكومة وحدة وطنية مازالت عالقة ، حيث قال ، quot;من السابق لأوانه الحديث عن الوصول إلى تفاهمات وتجاوز نقاط الخلاف التي مازالت عالقة ، لأن الحوار لم يبدأ بعدquot;.