سمية درويش من غزة: لم تغب الأحداث الجارية على الساحة اللبنانية ، عن الإعلام الفلسطيني رغم ما تواجهه الساحة الفلسطينية من تحديات لا تقل خطورة عما يدور في لبنان ، حيث ازدواجية الخطاب السياسي بين راسي السلطة ، في حين دعا ساسة ، أطراف النزاع الفلسطيني بانتظار الحسم بلبنان لتنفيذ الحل على طريقة الأخيرة.

وقال المحلل السياسي يحيى رباح سفير سابق ، quot; يتعرض لبنان هذه الأيام إلى نفس الرياح السوداء التي داهمته في الماضي مرات عديدة ، رياح الانقسام الطائفي ، والتفكك المؤسساتي ، والحرب الأهلية quot;، موضحا ان القوى الإقليمية والدولية التي لديها استراتيجيات متناقضة ومتناطحة ، تستخدم لبنان quot; كما في كل مرةquot; ليكون ماصة الصواعق، وليكون حلبة النزال ، والأقوياء يلعبون ويتنافسون ، وهو وحده يدفع الثمن.

من جهته قال حافظ البرغوثي رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة ، الخطاب السياسي للمعارضة اللبنانية من حيث الاعتصام والتظاهر ثم الإضراب ، لا يختلف عن الخطاب السياسي للمعارضة الفلسطينية.

وبحسب رباح ، فان المعارضة التي نفذت تهديدها بالإضراب العام تجاوزت حقها حين أرغمت الآخرين الذين لا يؤيدونها إلى الخضوع لهذا الإضراب ، وذلك عن طريق إغلاق الطرق والتهديد ، بل الاشتباك نفسه ، فسقط قتلى وسقط جرحى وحدثت خسائر ، مشيرا إلى أن الأخطر من كل ذلك أن الاحتقان تضاعف ، وأن الجراح تعمق ، وأن المسافات ابتعدت أكثر ، ولا يعرف أحد على وجه التحديد إن كان الخلاص ممكنا من الداخل، أم أنه في انتظار الخارج.

وتابع البرغوثي قائلا ، القمع الذي تعرضت له المعارضة اللبنانية يشبه القمع التنفيذي للمضربين والمتظاهرين في غزة ، والخطاب السياسي للحكومة اللبنانية هو نفسه الخطاب السياسي للحكومة الفلسطينية، حيث تصف المعارضين بأنهم انقلابيون ينفذون أوامر خارجية من دمشق وطهران، فيما تتهم حكومتنا المعارضة بأنها تنفذ أوامر خارجية من واشنطن وتل أبيب ، والمعارضة تتهم الحكومة بأنها تنفذ أوامر طهران ودمشقquot;.

وأشار البرغوثي ، إلى ان المشهدين اللبناني والفلسطيني يتشابهان بطريقة مقلوبة ، حيث المعارضة اللبنانية متهمة بالتعامل مع قوى خارجية، والحكومة متهمة بالتعامل مع قوى خارجية أيضا ، وعندنا كذلك- مع انقلاب الأدوار- فالحكومة الشرعية في لبنان في موقع دفاع ، والحكومة الشرعية في فلسطين في موقع هجوم.

وأقترح المحلل السياسي ، على الحكومة الرشيدة والمعارضة الراشدة ان ينتظرا الحسم في لبنان ، ويوقفا الصراع حقنا للدماء والرصاص والأملاك لنرى نتيجة المباراة اللبنانية ، وعلى ضوء ذلك ننفذ حلا فلسطينيا على الطريقة اللبنانية وفي هذا خير لنا. وقال البرغوثي ، quot; ما دمنا نتصارع نيابة عن الآخرين quot; دمشق وطهران وواشنطن وتل أبيبquot; ، فالأولى بنا ان نترك لبنان يتصارعون ويحسمون صراعهم الذي سيكون حسما على الطريقة اللبنانية لا غالب ولا مغلوب ثم نجسده عندناquot;.