لندن: نشرت صحيفة الديلي تلغراف البريطانية مقالا لمراسلها في واشنطن، توبي هارندن بعنوان quot;فرنسا تغتنم الفرصة بفقدان براون حظوته لدى البيت الأبيض.quot; يقول هارندن نقلا عن مصادر داخل الإدارة الأميركية إن البيت الأبيض لم يعد ينظر إلى بريطانيا على أنها أشد حلفائه الأوربيين وفاء له منذ أن تولى جوردن براون رئاسة الوزراء في بريطانيا، وبالتالي صار يوجه أنظاره أكثر فأكثر نحو فرنسا وألمانيا.

وتنقل الصحيفة عن مسؤول رفيع في البيت الأبيض قوله quot; هناك قلق بشأن توجهات براون لكن عزاؤنا أن باريس وبرلين لم تعودا تسببان لنا المتاعب. إن الحاجة إلى رهن كل شيء بلندن بصفتها ضامنة الأمن في أوربا لم تعد قائمة.quot; ويضيف المقال أنه برحيل توني بلير، صار يُنظر إلى الرئيس الفرنسي ساركوزي على أنه أفضل رجل يمكن أن يتعامل معه الرئيس بوش في أوربا. ويتابع المقال أن المستشارة الألمانية، انجيلا ميركل ، رغم أنها لم تكن في مستوى الآمال والتوقعات التي كانت معلقة عليها في البداية، فإن النظرة إليها لا تزال هي أنها أفضل حالا من سلفها جيرهارد شرودر.

لكن المسؤول الأميركي أضاف أن بريطانيا ستظل دائما هي quot;حجر الزاويةquot; في السياسة الأمريكية إزاء أوربا رغم quot;مظاهر الاستياء الكثيرةquot; من أداء القوات البريطانية في البصرة والقبول بسحب براون الجنود البريطانيين المتبقين من العراق والبالغ عددهم 4500 جنديا خلال السنة المقبلة. وتابع المسؤول الأميركي قائلا quot;على المستوى الميداني، كان أداء القوات البريطانية ضعيفا في البصرة. ربما من الأفضل أن يغادروا. سيكون الآن أمامنا ميدان جاهز في جنوب العراق.quot;

ويقول المقال إن الرئيس بوش ورئيس الوزراء البريطاني لم يتحدثا عبر الهاتف سوى مرتين خلال الأشهر الثلاثة الماضية منذ أن التقيا في كامب ديفيد في يونيو الماضي بينما كان بلير وبوش يعقدان مناظرات أسبوعية عبر دائرة تلفزيونية مغلقة.

زيارة العراق

صحيفة التايمز تقول في افتتاحياتها الرئيسية إن بريطانيا لا ينبغي أن تغادر العراق قبل إكمال المهمة، وتضيف أنه ليس من الصعوبة إدراك العلاقة بين زيارة براون للعراق ومؤتمر حزب المحافظين المنعقد في مدينة بلاكبول إذ أنها تنطوي على رسالة سياسية مؤداها أن الالتزام بتخفيض عدد الجنود البريطانيين في العراق يمضي في طريقه وقد ينتهي قريبا إلى سحب الجنود كلية من هناك.

لكن الصحيفة تضيف أنه سيكون من غير الحكمة تماما التعجيل بسحب الجنود من العراق ولا سيما أن الأمور تطورت بشكل كبير نحو الأحسن في العراق خلال الشهور الأخيرة وأن خطة زيادة عدد القوات الأمريكية التي طالما تم التشكيك في جدواها، أثبتت فعاليتها على الأرض.

وتتابع الافتتاحية أن إيران والحركات الشيعية المتعاطفة معها ستتسبب لا محالة في متاعب في البصرة لو أتيحت لها الفرصة. ومن ثم، أهمية تنسيق السياسة البريطانية في العراق مع واشنطن في كل تفاصيلها. وتقرر الافتتاحية أن حرب العراق لم تكن quot;حرب بليرquot; ولكنها كانت quot;حرب بريطانياquot; وبالتالي، فمن واجب براون إسدال الستار على هذه الحرب بروية وتعقل وليس بإطلاق العنان لنزواته السياسية.