الجزائر: قالت السلطات الجزائرية إنها نجحت في قتل الرجل الثاني في تنظيم القاعدة على أراضيها، حارق زهير، المعروف باسم سفيان فصيلة، والذي يعتبر أحد أبرز المسؤولين عن إعداد المتفجرات والعبوات الناسفة في التنظيم، والمتهم الأول بمحاولة اغتيال رئيس الوزراء عبد العزيز بلخادم. وذكرت السلطات أنها تمكنت الأربعاء من تحديد هوية فصيلة، بعدما تحققت من جثث مجموعة متشددة كانت وحدات الجيش والشرطة قد أجهزت عليها خلال معارك وقعت نهاية الأسبوع الماضي.

ونقلت تقارير صحفية جزائرية أن القيادي القتيل هو العقل المخطط للعديد من الهجمات الانتحارية والتفجيرات التي نفذها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، والذي كان يحمل اسم quot;الجماعة السلفية للدعوة والقتال،quot; قبل أن يغيّر اسمه بعد مبايعة أسامة بن لادن. وقد تم قتل فصيلة، الذي كان برفقة اثنين من المسلحين، عند حاجز وضعته الشرطة على الطريق العام في مدينة بوغني الواقعة ضمن منطقة القبائل الهادئة شرقي البلاد، وفق وكالة أسوشيتد برس.

وكانت قوات الأمن قد بدأت حملة واسعة النطاق في المنطقة للبحث عن فصيلة، الذي كان مطلوبًا على خلفية الضلوع بهجمات 11 أبريل/نيسان الماضي الانتحارية التي استهدفت مقر الحكومة الجزائرية ومراكز شرطة، وأودت آنذاك بحياة 30 شخصًا. ويعتقد أن فصيلة، وهو من مواليد العام 1975، كان أبرز القيادات المتشددة التي دعت إلى تعميم استخدام أسلوب التفجيرات الانتحارية من قبل التنظيمات المسلحة في شمالي أفريقيا.

وبمقتل فصيلة، تطوي الجزائر صفحة أساسية من سجل المواجهة المستمرة بين الجيش والجماعات المتشددة منذ العام 1992 والتي أودت حتى الآن بحياة أكثر من 200 ألف شخص. وكانت عدة تقارير قد أشارت إلى تعرض الجزائر لضغوطات أمريكية كبيرة تهدف إلى إقناعها باستضافة قاعدة عسكرية تابعة لها على أراضيها لمواجهة الخطر المتزايد لتنظيم القاعدة في المنطقة. غير أن وزير الخارجية الجزائري مراد المدلسي، رد صراحة بأن quot;سيادة الجزائر غير قابلة للتفاوض وليس هناك أي مجال اليوم لفتح الطريق أمام إنشاء قواعد عسكرية أجنبية في الجزائر.quot;

وكان الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، قد دعا في 20 سبتمبر/أيلول الماضي في رسالة مصورة إلى quot;مساعدة القاعدة في المغرب الإسلاميquot; على quot;تطهيرquot; المغرب(العربي) من الفرنسيين الذين يعيشون هناك.quot; وبعد يوم واحد من بثّ الشريط، شهدت الجزائر هجوما بالمتفجرات أصيب فيه تسعة من ضمنهم فرنسيان وإيطالي، فيما أعلنت باريس quot;إحباطquot; عملية اختطاف استهدفت موظفين من رعاياها هناك. ويعود آخر هجوم استهدف الأجانب في الجزائر إلى أغسطس/آب في برج منايل، 50 كلم شرق العاصمة، حين فتح إسلاميون مسلّحون النار على سيارة سفير مالي الذي كان في طريقه إلى تيزي وزو، عاصمة منطقة القبائل.