عبد الخالق همدرد من اسلام اباد، وكالات: كان شريف الدين بيرزادة المستشار القانوني للرئيس الجنرال مشرف، قد أكد للمحكمة بداية تشرين الأول/أكتوبر الجاري أن الرئيس مشرف سوف يتخلى عن منصبه العسكري إذا ما تمت إعادة انتخابه لولاية أخرى في 6 تشرين الأول/أكتوبر؛ إلا أن المحكمة قد أجلت إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية إلى حين البت في عرائض تطعن في أهلية مشرف لمنصب الرئاسة مع احتفاظه بزيه العسكري على الرغم من أنه قد كسب الانتخابات حسب نتائج غير رسمية.

وقد أثار استخدام كلمة quot; إذا quot; الشرطية الكثير من التسؤالات في ذلك الحين لأنها تشير إلى ما هو غير معروف إذا لم يتم انتخابه. وقد أضحت تلك المخاوف تتحول إلى حقائق في إطار مرسوم المصالحة الوطنية المزعوم والصفقة مع حزب الشعب الباكستاني تحت زعامة بينظير بوتو.

وأشار تقرير نشرته صحيفة (ذي نيوز) الإنكليزية و (جنك) إلى أن الخبراء القانونيين ورجال السياسة يشكون في تعهد مشرف خلع بذلته العسكرية إذا كان قرار المحكمة المنتظر في 17 تشرين الأول/أكتوبر الجاري ضده. وفي تلك الحالة قد تكون لديه خطة ماكرة أخرى.

وأضاف التقرير أن أيس أيم ظفر أحد قادة حزب الرابطة (القائد الأعظم ) الموالي لمشرف وخبير قانوني قال إنه كان يرى أنه من المناسب أن يخلع مشرف بذلته قبل فحص أوراقه قبيل الانتخابات الرئاسية مشيرًا إلى أنه لو تمت الموافقة على ذلك الاقتراح في ذلك الحين لم تكن البلاد لتتوجه نحو أزمة أخرى. وأضاف أن المحكمة لو أصدرت قرارها في حقه فإن ذلك الأمر سيقدم مثالاً للاعتراف بدور الجيش في السياسة في المستقبل.

إلى ذلك، فإن كثيرا من الخبراء القانونيين يرون أن مشرف يرغب في بقائه في الحكم مهما كان الثمن ولأجل ذلك يحجم عن إعلان القبول بقرار المحكمة إذا قررت عدم أهليته لخوض الانتخابات الرئاسية. وقد نقلت صحيفة (ذي نيوز) عن فخر الدين جي إبراهيم أحد كبار المحامين في باكستان أن قصر الرئاسة هذه الأيام لا يفكر إلا في أمر واحد، وهو كيف يمكن بقاء مشرف في الحكم مضيفًا أن الدكتاتوريين لا يبالون بدستور ولا قانون.

وعندما اتصلت الصحيفة نفسها بالمدعي العام ملك قيوم وسألته لماذا لا يخلع مشرف زيه العسكري؟ رد متسائلا هل تريدون أن يخلع مشرف البذلة ثم تصدر المحكمة قرارًا بعدم أهليته للترشح للرئاسة وبالتالي سيحرم من كل شيء. هذا مستحيل.

والجدير بالذكر أن بريطانيا والولايات المتحدة قد أشارتا إلى أنهما شكلتا دورًا في التقريب بين مشرف وبينظير بوتو. وهذا ما يشير إلى أنهما تجتهدان لفرض حكمهما على الشعب الباكستاني ؛ لكن المشكلة الجديدة هي أن مرسوم المصالحة التي ستمهد الطريق لتقاسم السلطة بينهما قد علقت المحكمة العمل به إلى حين البت في عرائض رفعت إليها ضده.

ولعل هذا الأمرهو الدافع الأكبر وراء إصرار مشرف على احتفاظه بالزي العسكري؛ لأنه يعرف جيدًا، أنه لن يتمكن من ركوب رقاب الشعب دونه إذا ما خلعه ولم تتم الصفقة مع بوتو وحزبها.

حزب بينظير بوتو يتوقع مليون متظاهر احتفالا بعودتها

من جهة أخرى توقع احد قادة حزب رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بينظير بوتو نزول اكثر من مليون من انصارها الى شوارع كراتشي (جنوب) الخميس احتفالا بعودتها quot;التاريخيةquot; بعد ثماني سنوات في المنفى.

وقال رئيس حزب الشعب الباكستاني في ولاية السند الجنوبية قيم علي شاه متحدثا للصحافيين في كراتشي quot;نتوقع حضور اكثر من مليون شخص. تحدثنا عن مسيرة مليون مؤيد وسنثبت ذلكquot;.
وquot;اكدquot; مجددا ان بوتو، المرأة الوحيدة التي قادت باكستان (1988-1990 و1993-1996) واول رئيسة وزراء في تاريخ العالم الاسلامي، ستصل الى كراتشي في 18 تشرين الاول/اكتوبر.

وكانت بينظير بوتو اختارت طوعا عام 1999 الاقامة في دبي ولندن هربا من ملاحقات قضائية ضدها بتهمة الفساد.
ويتوقع حزب الشعب الباكستاني ان تلقى استقبالا quot;تاريخياquot; يفوق بحجمه استقبالها لدى عودتها من المنفى عام 1986.

وقال شاه quot;ان الناس يصلون سيرا على الاقدام وفي حافلات وسيارات وقطارات من جميع انحاء البلادquot;.
وباتت كراتشي عاصمة باكستان الاقتصادية البالغ عدد سكانها 12 مليون نسمة مكسوة بالاعلام وبصور ابنة رئيس الوزراء السابق ذو الفقار علي بوتو الذي اطيح عام 1977 واعدم عام 1979 في ظل نظام ضياء الحق العسكري.

وتجوب حافلات صغيرة تابعة لحزب الشعب الباكستاني شوارع كراتشي مطلقة اناشيد خاصة ببينظير بوتو، فيما رفعت صورها على لوحات ضخمة على سطوح المباني.
غير ان عودة بوتو (54 عاما) ستكون بمثابة قفزة في المجهول.

ويبقى المستقبل غامضا بالنسبة لها بعدما شوهت صورتها اتهامات الفساد التي وجهت اليها في وقت كانت تقود البلاد وبات موقعها هشا بسبب الاتفاق الذي ابرمته مع الرئيس برويز مشرف لتقاسم السلطة معه استعدادا للانتخابات التشريعية المقررة في منتصف كانون الثاني/يناير 2008.