أسامة العيسة من بيت لحم : قالت وزيرة الخارجية الأميركية كونلديزا رايس، إن مبادئ الأديان ومعانيها العميقة، يجب أن تشكل حافزًا للجميع من أجل صنع السلام، وذلك خلال زيارتها اليوملمدينة بيت لحم الفلسطينية وزيارة كنيسة المهد فيها، في حين عبرت مصادر فلسطينية عن إستيائها من زيارة رايس إلى المدينة، بسبب ما وصفته هذه المصادر بتجاهل الوزير الأميركية، للممارسات الإسرائيلية حول المدينة الأهم بالنسبة إلى مسيحي العالم، بينما عبر الصحافيون عن غضبهم للإجراءات الأمنية المشددة التي رافقت زيارة رايس، والتي حالت دون أن يغطوا الزيارة بحريّة.

وكانت مدينة بيت لحم شهدت إجراءات أمنية داخلية، منذ ساعات الامس تحضيرًا لزيارة رايس، واعلنت قوات الأمن الفلسطينية الاستنفار، ولكن الجهات الأميركية، لم تكتف بالترتيبات الأمنية الفلسطينية، حيث رافق رايس رجال أمن أميركيون، ضمن خطة لحماية الوزيرة التي تزور الشرق الأوسط في جولة مكوكية حملتها إلى تل أبيب، والقدس، ورام الله، والقاهرة. وبدأت رايس زيارتها، لكنيسة المهد، التي يعتقد بان السيد المسيح ولد فيها، واستقبلها في الكنيسة ممثلون عن محمود عباس (أبو مازن) رئيس السلطة الفلسطينية، إضافة إلى قادة الأجهزة الأمنية الفلسطينية، ورجال الدين المسيحيين من مختلف الطوائف، الذين قدموا لها شرحًا عن تاريخ الكنيسة ومعالمها.

وعبرت رايس عن مدى تأثرها بزيارة مهد المسيح، وقالت إنها تدرك مدى قدسية كنيسة المهد وتاريخها وأهميتها وان quot;هذه القدسية والمشاعر تدفعنا للعمل بجهد من أجل التغلب على كافة العقبات والظروف الصعبة التي تعيشها شعوب هذه المنطقة من اجل الوصول إلى سلام عادل وشاملquot;.

وعبرت رايس عمّا وصفته إحترامها للمعاني الدينية العميقة في مختلف الأديان وهي معاني quot;تدعو الجميع إلى عمل من اجل السلام في هذه المنطقة ليعم على الجميعquot;.

ووسط تدابير أمنية مشددة، عقدت رايس اجتماعًا مع عدد من السياسيين الفلسطينيين ورجال الأعمال والأكاديميين، في فندق الانتركونتننتل في بيت لحم.

واستمعت خلال الاجتماع الذي استمر نحو ساعة لآراء الحضور في الوضع السياسي والاقتصادي وظروف الحياة في الأراضي الفلسطينية.

وغاب عن الاجتماع صلاح التعمري محافظ بيت لحم، مما اثار تساؤلات حول هذا الغياب، واسبابه، إلا أن التعمري اصدر بيانًا أوضح فيه انه اعتذر عن استقبال رايس لأسباب صحيّة.

وقال التعمري إن زيارة وزيرة الخارجية الأميركية إلى مدينة بيت لحم تعتبر quot;زيارة مهمة وتاريخية خصوصًا أنها تعطي للوزيرة الضيفة فرصة الاطلاع على ما تعانيه هذه المدينة جرّاء الممارسات الإسرائيلية المتمثلة بالجدار والاستيطان وغيرها من ممارسات إسرائيليةquot; .

وأشارت الدائرة الإعلامية في محافظة بيت لحم quot;إلى أن المحافظ التعمري اعتذر عن استقبال الوزيرة الأميركية بسبب وضعه الصحي بعد إجراء عملية القلب المفتوحquot;.

وأوضحت الدائرة الإعلامية أن التعمري أشار إلى انه quot;لا يمكن لأي زائر ضيف إلى بيت لحم وبالذات بحجم وزيرة الخارجية الأميركية كونلديزا رايس تجاهل الممارسات الإسرائيلية وعلى رأسها الجدار والظروف القاسية التي تعيشها هذه المدينة المقدسةquot;، مشددًا على أن زيارة رايس إلى بيت لحم زيارة مهمة جدًا على كافة الأوجه.

من جانب آخر، أعرب الصحافيون الذين غطوا زيارة رايس، عن استيائهم من حجم التدابير الأمنية التي رافقت الزيارة، والتي حالت دون أن يتمكن معظمهم من تغطيتها.

طرح قضية الأسرى أمام رايس

على صعيد آخر، حذر سياسيون وأكاديميون ورجال أعمال فلسطينيون، إلتقتهم كوندليزا رايس، وزيرة الخارجية الأميركية اليوم، من ان فشل مؤتمر الخريف، سيكون له تأثيرات تتجاوز فلسطين، وبان الخسارة من ذلك لن تمس الفلسطينيين فقط ولكن العالم أيضا.

وطرح هؤلاء قضايا تتعلق بالمعيقات التي تفرضها اسرائيل أمام الاقتصاد الفلسطيني، وإجراءات هذه السلطات في الأراضي المحتلة عام 1967، مثل استمرار بناء الجدار، والتوسع الاستيطاني واستمرار حملات الاعتقالات التي تطال فلسطينيين.

وأكد النائب عيسى قراقع، مقرر لجنة الأسرى في المجلس التشريعي الفلسطيني، الذي حضر اللقاء مع رايس، بأن أي اتفاق لا يشمل قضية الأسرى سوف يفشل، وطالب بإعادة مبعدي كنيسة المهد والإفراج عن جثث الشهداء الذين تحتجزهم إسرائيل.

وأشار قراقع إلى أن نجاح مؤتمر الخريف المقبل، يعتمد على دعم الأسرى لهذا المؤتمر على أساس تحقيق الحرية للشعب الفلسطيني واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وتمنى قراقع ألا يبقى الأسرى تحت رحمة الشروط والمعايير الإسرائيلية التي وصفها بالعنصرية، مؤكدًا بأنه على الولايات المتحدة أن تضغط للإفراج عن الأسرى خاصة القدامى الذين قضوا أكثر من عشرين عامًا وكذلك الأسرى الأطفال والأسيرات والمرضى والمعتقلين الإداريين المحتجزين منذ سنوات بدون تهم أو تقديمهم للمحاكم.

وقال قراقع quot;حان الوقت ليكون ملف الأسرى جزء أساسيا من التسوية والحل السياسي وليس ملفًا هامشيًا وعابرًاquot;. وأشار قراقع إلى أن نسبة كبيرة تزيد عن 70% من الأسرى يدعمون حل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، على أساس إقامة الدولتين واحقاق الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني وفق قرارات الشرعية الدولية، وقال ان الأسرى يؤدون دورًا مؤثرًا في صناعة السلام كما هي quot;حال القائد مروان البرغوثي الذي شكل دورًا أساسيًا ولا يزال في العملية السياسيةquot;.

وطالب قراقع وزيرة الخارجية الأميركية بالضغط على إسرائيل للإفراج عن آلاف الأسرى قبل عقد المؤتمر الدولي والإفراج عن جثث الشهداء المحتجزين واعادة مبعدي كنيسة المهد إلى بيوتهم.

وتناول حديث بقية الشخصيات مع رايس أهمية انسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، واقامة دولة فلسطينية مستقلة ووقف الإجراءات التي تقوم بها اسرائيل على أرض الواقع من استيطان ومصادرات وجدار وحواجز ومعيقات أدت إلى تدهور الوضع الإنساني والاقتصادي والسياحي في الأراضي الفلسطينية.