دمشق: نفت الحكومة السورية ما نسبته وسائل إعلام الى الرئيس بشار الأسد بأن سوريا تدعم عملا عسكريا تركيا في العراق. واعتبر وزير الاعلام السوري محسن بلال في تصريحات لبي بي سي أن كلام الرئيس السوري قد حرف.

طالباني ينتقد تصريحات الأسد الداعمة للتدخل التركي
وقال بلال إن سورية وتركيا لم تبحثا أي موضوع عسكري في هذا الخصوص وإن البلدين كانا متفقين اثناء محادثات القمة بين الرئيس بشار الاسد والرئيس عبد الله جول في انقرة مؤخرا على اعتماد الحلول السياسية لحل كافة مشاكل المنطقة. كما كشف مصدر رسمي عن ان دمشق ستقوم خلال الأيام القليلة القادمة بإجراء اتصالات بكل من بغداد وأنقرة لتهدئة الأجواء بين العاصمتين والدخول في اتصالات دبلوماسية لحل المشكلة عن طريق الحوار.

وكان الرئيس العراقي جلال طالباني قد انتقد ما نسب للرئيس السوري من تصريحات حول تأييد التدخل العسكري التركي المحدود في شمالي العراق لوقف نشاطات مقاتلي حزب العمال الكردستاني التركي المحظور. وقال طالباني إن العراق ليست له القدرة العسكرية لاخراج هؤلاء المقاتلين من اراضي اقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي واسع.

واعتبر طالباني، في تصريحات لصحيفة الشرق الاوسط السعودية الصادرة في لندن السبت، تصريحات الاسد بأنها quot;تجاوز خطير لكل الخطوط، وكان الأجدر بالرئيس السوري أن يقول ما قاله الأميركيون والأوروبيون من أنه يفضل الحل السياسي رغم تفهمه لموقف تركياquot;.

وكان الرئيس السوري قد اعتبر قبل ايام قليلة خلال لقائه مع نظيره التركي ان تدخلا تركيا محدودا لردع مقاتلي حزب العمل الكردستاني التركي يعتبر quot;أمرا مشروعا ومبرراquot;.

وكان الأسد قد تراجع عن تلك التصريحات في وقت لاحق، داعيا إلى منح الحكومة العراقية مزيدا من الوقت لحل مشكلة وجود مقاتلي العمال الكردستاني.

واشتكى الرئيس العراقي من نقص العدة والعدد في القوات المسلحة العراقية لاخراج مقاتلي حزب العمال من المناطق التي يتمركزون فيها، وهي مناطق جبلية وعرة ونائية في شمالي العراق، وقال: quot;ما نستطيعه هو ادانة هذه الأعمال، لكن لا تتوفر لنا القوات الكافية لإرسالها الى جبال قنديل لإخراجهم منهاquot;.

وانتقد نوايا انقره في القيام بعملية عسكرية محتملة في تلك المناطق بالقول: quot;نعتقد أن العمل المسلح يسيء الى الديمقراطية في تركيا والى رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية. وهذا الأخير ظاهرة ديمقراطية جديدة تريد أن تبني مجتمعا تركيا جديدا فيه مكان لأكراد تركيا ولغيرهم من القوميات الموجودة في هذا البلدquot;.

ويسعى حزب العمال الكردستاني، والذي يعرف اختصارا بالـ بي كيه كيه، إلى الحصول على حكم ذاتي في المناطق الكردية الواسعة في جنوب شرقي تركيا، وهي الجزء الاكبر من كردستان التاريخية.

إلا أن الحزب يعتبر بالنسبة لتركيا والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة ودول عديدة اخرى مجموعة ارهابية خارجة عن القانون.

وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان قد دعا الحكومة العراقية الى اغلاق معسكرات حزب العمال الكردستاني التركي وتسليم قادة مقاتلي الحزب، وقال: quot;ما يرضينا هو اغلاق هذه المعسكرات تماما وللأبد وتسليم قادة الإرهابيينquot;.

وتقول أنقرة إن قرابة 3500 من مقاتلي الحزب موجودون في منطقة كردستان شمالي العراق بدون اتخاذ موقف حاسم منهم بل إنهم يلقون دعما من القادة الأكراد العراقيين وهو ما ينفيه أكراد العراق بقوة.

وعلى صعيد آخر، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه في ضوء القرار الذي أصدره البرلمان التركي مؤخرا والذي يجيز للقوات التركية القيام بعملية عسكرية شمالي العراق.

ويقول المراقبون إن أي خطوات لكبح جماح حزب العمال الكردستاني ينبغي أن تأتي من الإدارة الكردية المحلية التي تسيطر على قوات البيشمركة وتحظى بنفوذ في أوساط مقاتلي حزب العمال أكثر من الحكومة المركزية في بغداد.