برلين: مع إعلان روسيا عزمها تطوير أسلحة نووية واحتمال انسحابها من معاهدة القوى النووية، تزايدت مخاوف الأوروبيين من انطلاق سباق تسلّح عالمي جديد. خبراء ألمان يخففون من هذه المخاوف ويرون في سلوك موسكو محاولة للقيام بدور سياسي أكبر.

في ظل استمرار الخلاف بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية بشأن الدرع الصاروخي والملف النووي الإيراني، تتزايد مخاوف بعض السياسيين الألمان والأوروبيين من عودة شبح الحرب الباردة وانجراف القوى العظمى إلى سباق تسلح جديد يهدد السلم العالمي. وجاء إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخرًا، بأن بلاده بصدد تطوير أسلحة نووية جديدة في إطار خطة تهدف إلى تعزيز دفاعاتها كبادرة تشير إلى أن العالم ربما يكون مقدمًا على مرحلة جديدة من التوترات. وزاد من تعزيز المخاوف تهديد بوتين بالانسحاب من معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى، وهي المعاهدة التي أبرمت في فترة نهاية الحرب الباردة بهدف تفكيك الصواريخ النووية الأميركية والروسية التي كان بالإمكان استخدامها لشن ضربات داخل أوروبا.

وفي خضم هذه التطورات يتباين تقييم الخبراء والساسة الألمان لدلالات الخطاب الروسي الأخير الذي ينطوي على رغبة روسية أكيدة فيالقيام بدور أكبر على الساحة الدولية، فضلاً عن رغبة موسكو في استعادة ثقلها السياسي الدولي وإثبات وجودها كقوة عسكرية عظمى.

من ناحيته يعزي هورست تيلتشيك، منظم وراعي مؤتمر ميونيخ للأمن، في حديثه مع المجلة نفسها، التصعيد في التصريحات المتبادلة بين واشنطن وموسكو إلى أسباب تتعلق بالانتخابات الروسية القادمة. وذكرت المجلة أيضًا نقلاً عن وزير الدفاع الألماني السابق فولكر رويه أن على الولايات المتحدة الأميركية وروسيا العودة إلى طاولة المفاوضات. وأشار في هذا السياق إلى أن موسكو ترغب في إشراكها بالقرارات الدولية وأنه كان من الخطأ إعلان واشنطن إقامة درع الدفاع الصاروخي من جانب واحد دون التشاور مع الجانب الروسي.

وفي ما يتعلق بنزوع القوتين العظميين إلى سباق تسلح جديد عقب الخلاف بشأن الدرع الصاروخي يرى ترينرت في تحليل نشرته صحيفة دي فيلت أن إيران هي البلد الوحيد الذي يمكنه تهديد بصواريخ نووية على المدى البعيد، ويضيف في هذا السياق: quot;إذا ما تم حل مشكلة الملف النووي الإيراني فإنه لا داع لإقامة الدرع الصاروخيquot;.