الياس توما من براغ : اختار الناخبون البولنديون التغيير من خلال منح تفويض قوي لحزب المنتدى المدني المعارض يسمح له بتشكيل حكومة قوية وتنهي حكم حزب الحق والعدالة القائم منذ عامين .

وعلى الرغم من أن النتائج الأولية لم تظهر بعد بانتظار عمليات فرز الأصوات التي بدأت متأخرة الليلة بسبب إشكالات في الأوراق الانتخابية حدثت في بعض المراكز إلا أن استطلاعات الرأي التي أجريت أمام المراكز الانتخابية بعد خروج الناخبين من منها وأعلنت الليلة تشير بوضوح إلى أن الفارق سيكون كبيرا بين حزب المنتدى المدني المعارض وحزب الحق والعدالة الحاكم .

ووفق هذه الاستطلاعات فان المنتدى المدني يتجه للفوز في هذه الانتخابات بنسبة 44,2% فيما سيحصل حزب رئيس الحكومة ياروسلاف كاتشينسكي وهو حزب الحق والعدالة المحافظ على 31,3% كما سيتمكن من دخول البرلمان الجديد تحالف اليسار والديمقراطيين الذي يقدر له أن يحصل على 12,2% مقابل 7,9% لحزب الشعب البولندي أما حزب عصبة العائلات البولندية وحزب منظمة الحكم الذاتي اللذين كانا في الحكومة المنتهية ولايتها فقد اخفقا في تجاوز حاجز الخمسة بالمئة اللازمة للوصول إلى المقاعد النيابية .

ولا تعتبر خسارة حزب الحق والعدالة مفاجأة لان جميع استطلاعات الرأي التي أجريت قبل توجه الناخبين إلى المراكز الانتخابية أكدت أن فرص فوز المنتدى المدني أعلى وان المزاج السياسي للبولنديين قد تغير وابتعد عن التيار اليميني المحافظ لصالح التيار الليبرالي الذي يمثله حزب المنتدى المدني الذي يصنف بأنه من تيار يسار الوسط .

وستسمح النتيجة التي تشير إليها التقديرات في حال تأكيدها لاحقا من قبل لجنة لانتخابات المركزية بعد فرز الأصوات لحزب المنتدى المدني بتشكيل حكومة بمفرده غير أن وجود الرئيس ليخ كاتشينسكي في رئاسة الدولة وتبنيه لمواقف وتوجهات مختلفة عن مواقف وتوجهات حزب المنتدى المدني في العديد من القضايا قد تدفع رئيس حزب المنتدى المدني دونالد توسك إلى الدخول في ائتلاف مع حزب الشعب أو مع تحالف اليسار والديمقراطية لتامين أغلبية الثلثين في البرلمان لأبطال رفض الرئيس المصادقة على مشاريع القوانين التي يقرها البرلمان .

ويؤكد توسك منذ الآن أن يوم الحادي والعشرين من تشرين الأول أكتوبر سيكون يوم التغييرات لكبيرة بالنسبة لبولندا مشيرا إلى أن حزبه في حال تشكيله الحكومة القادمة سيعمد إلى سحب القوة البولندية من العراق والى تحسين علاقات وارسو مع دول الجوار وبناء علاقات أوثق مع الاتحاد الأوربي وتنفيذ إصلاحات اقتصادية واسعة .

وبالنظر لكون حكومة كاتشينسكي قد أظهرت بولندا بمظهر الدولة المشاكسة داخل الاتحاد الأوربي وتجاه روسيا وألمانيا لذلك فان انتهاء حكم ياروسلاف كاتشينسكي وحزبه سيلقيان الترحيب الأوربي لأنه سيعني بان بولندا ستعود دولة طبيعية يمكن توقع الخطوات اللاحقة لها .