خلف خلف من رام الله: بالتزامن مع إحياء إسرائيل للذكرى الثانية عشرة لاغتيال رئيس وزرائها السابق إسحاق رابين عام 1995، ما زال هاجس الاغتيال السياسي يحوم فوق رؤوس قادتها. وربما يأتي في هذا السياق رفع درجة الحراسة الأمنية الأسبوع الماضي حول الرئيس شيمون بيريز، ورأى وزير البنى التحتية بنيامين بن إليعيزر في تصريحات له اليوم الأربعاء أن احتمال وقوع عملية اغتيال سياسي في إسرائيل ما زال قائما رغم أن الأجواء العامة تختلف عما كانت عليه عندما وقعت عملية اغتيال رابين. وأشار الوزير بن اليعازر إلى أن غالبية الجمهور تتمسك بمواقف معتدلة كما أن المسؤولين الكبار يحاطون بحماية وثيقة.

كما أن قاضي المحكمة العليا الإسرائيلية الياكيم روبنشتين، هو أيضا لم يخف قلقه من وقوع عملية اغتيال سياسي جديدة، وقال: quot;إنه لا يستطيع أن يستبعد احتمال وقوع اغتيال سياسي آخر في إسرائيل على شكل اغتيال رابين، وانه يأمل أن تعرف هيئة فرض القانون كيف تعالج أمر من يطرح مثل هذه الأفكار المرعبةquot;.

وبين القاضي روبنشتين إنه حين كان مستشارا قانونيا للحكومة، حاول دفع تشريع متشدد ضد من يقوم بأعمال التحريض، ولكن الكنيست أوقف وعطل ذلك، وحسب أقواله يصعب تقديم المحرضين للمحاكمة لان القانون القائم معقد للغاية.

وأقامت إسرائيل في الساعة الثالثة من بعد ظهر اليوم المراسم التأبينية الرسمية في مقبرة ما يسمى بـ quot;عظماء الدولةquot; على جبل صهيون في القدس إحياء لذكرى يتسحاق رابين وعقيلته ليئا. كما عقد الكنيست بكامل هيئته في الساعة الخامسة مساء جلسة خاصة بهذه المناسبة يلقي فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود ووزير الدفاع إيهود باراك ورئيس المعارضة بنيامين نتياهو ورئيسة الكنيست داليا إيتسك كلماتهم.

في غضون ذلك، يجدد بين الفينة والأخرى المسؤولون في إسرائيل تأكيدهم عدم التفكير بإطلاق يغال عمير وهو قاتل رابين الذي قد استطاع أن يخوض جولة قانونية ويكسبها ويتمكن من تخصيب زوجته قبل تسعة أشهر وهو داخل السجن.

وصرح وزير الدفاع ايهود باراك أن قاتل رابين لن يخرج أبدا من السجن، ولن يحصل على عفو، ومع هذا فان القاتل حسب أقواله، ليس هو المهم بل ضرورة استخلاص العبرة مما حصل، وزيادة التعليم بخصوص التسامح والتآخي.

وقال باراك إنه لا يزال يذكر التحريض المشين ضد اسحق رابين، والذي شارك فيه أشخاص لا يزالون إلى اليوم في الأجهزة العامة. ووصف براك أقوال أخت رابين راحيل يعقوب بأنها كانت حادة وواضحة ودقيقة. وكانت راحيل قالت في مراسم إشعال شمعة لذكرى اسحق رابين في بيت الرئيس، انه خلال حرب لبنان الثانية تم الوقوف على فقدان القيادة التي أظهرها رابين.

كما أعرب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غابي اشكنازي عن معارضته لفكرة منح قاتل رابين عفوا. وقال quot;إن جيش الدفاع لا يزال يستخلص العبر من اغتيال رابين الذي استهدف تغيير مجرى العملية السياسيةquot;.

ويمضي عمير (37 عاما) وهو متطرف يهودي متدين معارض لعملية السلام مع الفلسطينيين، عقوبة بالسجن مدى الحياة، ويؤكد للصحافة لغاية هذه الأيام بأنه quot;لم يندم أبدا على فعلتهquot;، وكان تمكن من إطلاق الرصاص على رابين وقتله بتاريخ 4/11/ 1995 المصادف الثاني عشر من شهر حشفان حسب التقويم العبري، وذلك في ختام تجمع من اجل السلام نظم حينذاك في تل أبيب.