كتب ـ نبيل شرف الدين :

فجر العقيد الليبي معمر القذافي مفاجأة حين بادر إلى إعلان فشل مفاوضات الخاصة بإقليم دارفور السوداني، والتي بدأت في مدينة سرت الليبية وسط غياب ممثلي أبرز جماعات التمرد الرئيسة في الإقليم، بينما أعلنت الحكومة السودانية وقف إطلاق النار من جانب واحد في إقليم دارفور، كما أعلن ذلك نافع علي نافع مساعد الرئيس السوداني لدى افتتاح مباحثات سرت في ليبيا .

وفي كلمة ألقاها في مستهل الاجتماع قال القذافي: إن حركتي quot;جيش تحرير السودانquot; وquot;حركة العدل والمساواةquot; هما أبرز مجموعتين واعتبرهما مثل اولادي، على الرغم من أن كلاً منهما ولد عاق، ولكن من دونهما لا يمكن ان نصنع السلمquot;، على حد تعبيره .

وبدأت تلك المحادثات في ليبيا بين الحكومة السودانية والمتمردين، وشارك في جلستها الافتتاحية ممثلون عن الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن والأمم المتحدة والاتحاد الافريقي والجامعة العربية إضافة إلى ممثلين عن الدول المانحة الرئيسة .

وكانت فصائل التمرد الرافضة لاتفاق quot;أبوجاquot; قد استبقت مفاوضات سرت بإعلان تعليق مشاركتها في تلك المحادثات لعدم توحد فصائل الحركات وإهمال مقررات quot;أروشاquot;، كما اشترطت للدخول في المفاوضات إشراكها في جميع الترتيبات المتعلقة بالتحضير للمحادثات من تحديد المكان والاجندة والاطراف المشاركة.

أطراف الأزمة

وجاءت هذه الجولة الجديدة من مفاوضات السلام بين الحكومة السودانية وحركات التمرد في دارفور برعاية الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة سعيًا للتوصل لحل دائم ونهائي لمشكلة دارفور والخروج من الدائرة المغلقة التي تدور فيها جهود حل الأزمة.

وشاركت في هذه الجولة من المفاوضات: مصر وتشاد وإريتريا وهي من دول الجوار مع السودان وتلعب أدوارا مختلفة إلى جانب ليبيا في عملية السلام بالسودان، كما تشارك في الاجتماعات أيضًا الجامعة العربية وممثلو الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الامن .. حيث تركز أجندة مفاوضات السلام في سرت على وضع حد للنزاع في دارفور الذي أسفر وفق تقديرات الأمم المتحدة عن سقوط 200 ألف قتيل ونزوح مليونين آخرين على الأٌقل .

ودعا مجلس الأمن كافة أطراف النزاع في دارفور إلى وقف إطلاق النار والمشاركة في مفاوضات سرت، مشددا على عزمه القيام بتحرك ضد كل طرف يسعي لتعطيل عملية السلام في الوقت الذي أكد فيه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن هذه المحادثات ستكون نهائية وحاسمة والفرصة الأخيرة للحوار والتوصل إلى إتفاق سلام .

من جانبه أكد الرئيس السوداني عمر البشير أن جولة سرت ستكون الأخيرة للتفاوض بين الحكومة وبين الحركات المسلحة مع تمسكها بأن يكون إتفاق أبوجا هو الأصل والمرجعية لهذه المفاوضات .

واندلعت الأزمة في العام 2003 ، وشهدت انقسامات شتى بين فصائل التمرد لتصل إلى ما يزيد عن 16 فصيلا، وبينما يرى مراقبون أن هذه الانقسامات تعكس حجم التناحر على قيادة الاقليم، فإن حكومة الخرطوم تزعم أن الدعم المالي والعسكري من جانب أطراف دولية أسهم في زيادة عدد هذه الفصائل المتمردة الأمر الذي صعب معه التفاوض معهم .