نبيل شرف الدين من القاهرة : أجرى الرئيس المصري حسني مبارك اليوم ، محادثات منفصلة مع كل من : رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والنائب سعد الحريري رئيس كتلة المستقبل النيابية في البرلمان اللبناني، حيث تطرقت المحادثات إلى مسألتي الترتيبات الخاصة بمؤتمر السلام الدولي المزمع في الولايات المتحدة، والأزمة السياسية اللبنانية.

وعقب اجتماعه بالرئيس المصري أكد النائب اللبناني سعد الحريري صحة أنباء تحدثت عن معلومات لدى أجهزة أمنية بشأن مخططات لعمليات اغتيال جديدة ربما تطاله شخصياً، وقال رئيس كتلة المستقبل إن لدينا بالفعل معلومات تؤكد صحة ذلك، ونحن نتابعها بدقة والأجهزة الأمنية اللبنانية تتقصى ذلك بالتعاون مع أجهزة أمنية عربية أخرى، وأشار إلى أن التهديدات الأمنية لا تستهدفه وحده فقط، بل تخطط للنيل من شخصيات أخرى أيضا، على رأسها رئيس الوزراء فؤاد السنيورة. وحول إمكانية اختيار قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان كرئيس للجمهورية كحل وسط للأزمة قال الحريري إن لدينا في قوى الرابع عشر من آذار مرشحين للرئاسة هما نسيب لحود وبطرس حرب أما بالنسبة إلى ما يطرحه البعض بشأن إمكانية تعديل الدستور فهذا شأن لابد أن يتوافر له quot;توافق سياسيquot;، على حد تعبيره .
وفي سياق تعقيبه على مبادرة رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، بشأن التوافق على رئيس جديد للجمهورية، قال الحريري إن موقف تيار المستقبل كان ولا يزال واضحا ويتمثل في قبول مبدأ quot;التوافقquot; .. فلبنان أهم من أي شخص بذاته.. والمهم أن ينظر رئيس الجمهورية الجديد الى مصلحة لبنان قبل أي مصلحة أخرى .

ترتيبات أنابوليس

على صعيد آخر، ومن جانبه قال محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية إن موقفه حيال مؤتمر السلام الدولي المزمع عقده في مدينة (أنابوليس) الأميركية، لم ولن يتغير، نافياً بذلك أنباء ترددت عن خفض محتمل لسقف توقعات الجانب الفلسطيني من هذا المؤتمر .

وأوضح عباس أن المباحثات التي جرت خلال لقائه مع الرئيس مبارك تناولت الأمور التي تم الحديث فيها مع الجانبين الإسرائيلي والأميركي وهي البند الاول من خطة quot;خارطة الطرقquot;، حيث جرى الاتفاق على أن يتم تنفيذ هذا البند الأول من الآن حتى موعد المؤتمر، موضحا أن هذا البند يتضمن التزامات فلسطينية والتزامات إسرائيلية والتزامات مشتركة وأخرى ذات طابع دولي .

وكشف عباس عن تشكيل لجنة ثلاثية تتكون من رئيس الوزراء الفلسطيني ووزير الدفاع الإسرائيلي ومن الجنرال دايتون ممثلا عن الجانب الأميركي، وذلك لوضع هذه الالتزامات موضع التنفيذ .

ومضى عباس قائلاً إنه يجري الآن بحث استمرار المفاوضات التي تجري حالياً برئاسة رئيس الوزراء الفلسطيني السابق أحمد قريع، ووزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني للوصول الى انضاج وثيقة تقدم للاجتماع الدولي .

واختتم عباس تصريحاته بالتأكيد على ضرورة ان تتضمن تلك الوثيقة مقدمة تتعلق بالمرجعيات السابق ذكرها وقضايا المرحلة النهائية الست، وماذا بعد أنابوليس وتحديد وقت مناسب لإنهاء المفاوضات النهائية بعد quot;مؤتمر انابوليسquot;، مشيرا الى أننا كجانب فلسطيني اقترحنا أن نكون هذه المدة في حدود ستة أشهر، وللآن لم نتوصل إلى اتفاق لا مع الجانب الإسرائيلي أو الأميركي حول هذه المدة، التي نراها مدة كافية ومعقولة تبدأ فور انتهاء مؤتمر انابوليس الذي سيعقد ربما في اواخر نوفمبر أو مطلع ديسمبر.. وقال ان مثل هذه المدة كافية من وجهة نظرنا لدراسة ومناقشة والاتفاق على كل قضايا المرحلة النهائية.