الأحزاب الشيعية تحكم قبضتها على جنوب العراق
متهمو كربلاء لإيلاف: زَوّروا أوامر إعتقالنا

عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: قال نائب محافظ كربلاء جواد كاظم الحسناوي ورئيس اللجنة الاعلامية في المحافظة غالب الدعمي إن الاتهامات التي صدرت بحقهما وحق كل من رئيس المجالس المحلية في كربلاء احمد الحسني وحسن الاعرجي رئيس مجلس قضاء الهندية التابع لمحافظة كربلاء اداريا تم تزويرها من قبل محافظ كربلاء وحزب الدعوة الذي ينتمي إليه على خلفية أحداث ما يعرف بالزيارة الشعبانية في آب/ اغسطس الماضي التي راح ضحيتها نحو خمسين شخصا وجرح مايقارب 300 شخص وفق مصادر عراقية متعددة.

وأضاف الحسناوي والدعمي خلال اتصال هاتفي لهما مع إيلاف أن ماحصل خلال الزيارة الشعبانية كان معدا له من قبل ما يمسى بميليشيات المرجعية وانهم القوا القبض على قناصين ايرانيين سلموهم لحرس المقام في كربلاء ولديهما وثائق تثبت ذلك. وان استهدافهما يأتي ضمن سلسلة طويلة مخطط لها مسبقا تستهدف الوجود العربي في كربلاء لصالح ذوي الاصول الفارسية.

وقال غالب الدعمي الذي يرأس صحيفة كربلاء اليوم ايضا وهو عضو في مجلس المحافظة ويرأس لجنتها الاعلامية انه لم ينتم لاي من الاحزاب الموجودة في المدينة التي تتقاسمها احزاب وتيارات الدعوة والمجلس الاعلى وتيار الصدر وتوابعهم. وزاد الدعمي ان استهداف الشيعة العرب الرافضين لما يسمى بالتواجد العجمي في المدينة اغضب محافظ كربلاء وحزبه و كانوا يتحينون الفرص ضدهم.

وشرح الدعمي قصة اعتقاله وزملائه من مجلس محافظة كربلاء لإيلاف قائلا: صدرت في الثاني عشر من شهر أيلول مذكرات إلقاء القبض علينا من قانون مكافحة الارهاب المعروف بالرقم 4 ووصلت المذكرات لمحافظة كربلاء وتم ابلاغنا بالامر ووافقنا على الحضور للمحكمة المركزية في بغداد ورافق ذلك حملة تشويه ضدنا وادعاء وجود اعترافات ضدنا من قبل القبض على متهمين تم اخذ اقوالهم بالقوة. لكن بعض افراد حمايتنا نبهونا الى وجود مخطط لتصفيتنا على طريق كربلاء بغداد وتحديدا في منطقة اللطيفية بتفجير عبوة ناسفة وقتلنا كما حصل لبعض المتهمين السابقين فقررنا الذهاب بطريقتنا الى بغداد. وهناك كانت المفاجأة حيث اخبرنا رئيس محكمة التحقيق المركزية في الكرخ ان مذكرات إلقاء القبض صادرة من المحكمة ذاتها لكن باسماء اخرى وبتواريخ سابقة وان ماحصل هو استبدال اسماء المتهمين السابقين باسمائنا. واخبرنا القاضي رئيس محكمة تحقيق الكرخ المركزية التي اصدرت مذكرات إلقاء القبض بعدم وجود اي مذكرات او اتهامات ضدنا. فتأكدت لنا تحذيرات افراد حمايتنا في كربلاء من مخطط اغتيالنا.

وطالبنا بتقديم محافظ كربلاء للمحاكمة لانه يقف خلف مذكرات إلقاء القبض المزورة للتخلص منا ولم يستجب لنا احد ونسعى الان للعودة لممارسة اعمالنا في كربلاء لكن نريد توفير حماية لنا خاصة بعد صدور أوامر من محافظة كربلاء بفصل كل افراد حماياتنا ونخشى من تصفيتنا اذا ماعدنا من دون ضمانات.

وناشد الدعمي رئيس الوزراء نوري المالكي بالتدخل لوضع حد لما يحصل داخل مكتبه من قبل مستشاريه ومن قبل اعضاء حزبه حزب الدعوة الاسلامية في كربلاء ومحافظات الجنوب من استهداف الوجود الشيعي العربي وتقريب الموالين فقط ضمن حملة مايسمى استبعاد المعدان وهم عرب العراق الشيعة من اي مركز قرار في الجنوب او بغداد. كما ناشد الدول العربية بعدم الوقوف متفرجين وتعميم نظرتهم لعموم الشيعة العراقيين كاتباع لايران اذ الشريحة الاكبر منهم يعتزون بعروبتهم ويعانون الاضطهاد على ايدي من اسماهم بالعجم.

وكان النظام العراقي السابق قام بتسفير مئات الالاف من العراقيين عام 1979 قبيل الحرب الحرب العراقية الايرانية باعتبارهم من اصول فارسية كان اجدادهم سكنوا العراق قبل سنوات طويلة ويصر معظمهم على انهم عراقيون وتم استهدافهم لاسباب سياسية وطائفية. وعادوا بعيد سقوط نظام صدام عام 2003. وينتمي اغلبهم إلى التنظيمين الشيعيين الابرزين في العراق وهما حزب الدعوة الاسلامية والمجلس الاسلامي الاعلى اللذان يحكمان الان.

وكان مجلس النواب العراقي شكل لجنة لتقصي الحقائق في احداث الزيارة الشعبانية ومثله فعلت وزارة الداخلية قالت الوزارة ان تحقيقاتها توصلت الى وقوف عصابات اجرامية خلف الاحداث. وعلى خلفية الزيارة ذاتها اتهام اتباع جيش المهدي بالضلوع فيها فجمّد مقتدى الصدر جيش المهدي لستة اشهر لاعادة هيكلته. وحصلت اثناء الزيارة، التي يحييها الشيعة في كربلاء في منتصف شهر شعبان من كل عام على انها يوم ميلاد الامام الثاني عشر لدى الشيعة المهدي المنتظر، مواجهات بين الشرطة العراقية وقوة حماية الضريح من جهة ومسلحين غير معروفين من جانب اخر استمرت ثلاثة ايام اعلن خلالها حظر التجوال في المدينة المقدسة.