واشنطن: حلّ رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، الاثنين، بالبيت الأبيض حيث التقى الرئيس الأميركي جورج بوش وبحثا جدول أعمال متخما بالقضايا الشائكة، وفي مقدمتها الأزمة على الحدود التركية - العراقية مع مسلحي حزب العمال الكردستاني التي تهدد بانفجار إقليمي.

وتأتي هذه الزيارة في وقت تبذل فيه واشنطن وبغداد جهداً حثيثاً لإقناع أنقرة بعدم تنفيذ تهديدها بشن عملية عسكرية عابرة للحدود ودفع جنودها داخل الأراضي العراقية، وذلك بهدف إنقاذ الحكومة الهشة في بغداد من تبعات أي عمل عسكري تركي، وصون خطوط الإمداد العسكرية الشمالية للجيش الأميركي.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو إنّ الإدارة الأميركية عرضت على أنقرة مشاطرتها المعلومات الاستخبارية بشأن المتمردين(الأكراد) بغرض quot;عمليات محدودة ومستهدفة.quot; وأضافت قولها quot;إنّنا نوافق على أنّ حزب العمال الكردستاني إرهابي وينبغي أن يتوقف.quot;

وقبل حلول رئيس الوزراء التركي، وفي بيان خاص بالزيارة، قال البيت الأبيض إن بوش: quot;ينظر قدماً نحول لقاء رئيس الوزراء التركي ومتابعة البحث معه في مجموعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها الحرب ضد الإرهاب ودعم السلام والاستقرار في أفغانستان والعراق ولبنان وعموم الشرق الأوسط.quot; وأضاف البيان أن المباحثات ستتطرق أيضاً إلى quot;مواقف الولايات المتحدة الداعمة لدخول تركيا إلى الاتحاد الأوروبي وجهود أنقرة في هذا الإطار.quot;

إلا أن الخبراء في واشنطن أجمعوا على أن البند المتعلق بتطورات الأوضاع على الحدود العراقية - التركية سيحتل صدارة جدول أعمال الاجتماع خاصة وأن التحديد التركي بتنفيذ عمليات على الأراضي العراقية ما يزال ماثلاً للعيان.

وتخشى الإدارة الأميركية من أن تؤدي ضربة تركية إلى زعزعة الحكومة العراقية الهشة في بغداد وتهديد خطوط التموين القائمة لأكثر من 160 ألفاً من عناصرها في العراق. وكانت المواجهات بين الجيش التركي وحزب العمال الكردستاني ، PKK، قد بلغت ذروتها في 22 أكتوبر تشرين الأول الماضي بعدما أسرت عناصر الحزب ثمانية جنود أتراك.

وقد عاد الحزب وأطلق أسراه الأحد حيث أقلتهم طائرة عسكرية إلى قاعدة بمدينة ديار بكر جنوب شرقي البلاد بعدما تم تسليمهم إلى مسؤولين في حكومة إقليم كردستان العراق. وينطلق مقاتلو quot;حزب العمال الكردستانيquot; من قواعدهم في المناطق الجبلية في شمالي العراق لشن هجمات عبر الحدود في إطار مساعيهم لاستقلال ذاتي في مناطق الأغلبية الكردية في جنوب شرقي تركيا.

ولقي أكثر من 30 ألف شخص مصرعهم منذ بدء النزاع المسلح هناك في عام 1984. وكان البرلمان التركي قد فوض في أكتوبر/تشرين الأول الحكومة حق التوغل العسكري إلى داخل الأراضي العراقية لملاحقة المتمردين، وفيما أعلن القادة الأتراك تفضيلهم لخيار يتخطى العمل العسكري، حذر رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان أن حكومته على استعداد لاتخاذ كافة التدابير لضمان دحر مقاتلي quot;حزب العمال الكردستاني.quot;

وقال رئيس هيئة أركان الجيش التركي، يشار بويوكانيت، إن أنقرة ستحدد خطواتها المقبلة بعد لقاء أردوغان بالرئيس الأمريكي في واشنطن في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني.

ومن جانبه حذر رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، مسعود برزاني، من أن الإقليم سيدافع عن نفسه أمام أي توغل عسكري للجيش التركي، في تصريح يزيد من مخاوف توسع نطاق المواجهات في واحدة من أهدأ جبهات العراق.

هذا وقد وعد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي السبت بمنع الانفصاليين الأكراد من استخدام العراق قاعدة لشنّ هجمات داخل تركيا المجاورة. وجاءت تصريحات المالكي أثناء اجتماع لمسؤولي دول جوار العراق ودول عربية أخرى في اسطنبول، خيّمت عليه الأزمة على الحدود بين العراق وتركيا.