ايلاف من لندن: قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن السلطات السورية، قد إستدعت الصحافية الشابة مايا جاموس ابنة المعارض فاتح جاموس إلى التحقيق في فرع المنطقة بدمشق للمرة الثالثة وهددتها بنقل ملفها إلى فرع أمني أكثر شراسة أن لم توقع على إقرار تتعهد فيه بعدم النشر في مواقع اليكترونية معارضة وعدم التهكم على أجهزة الدولة في مقالاتها.

وأشار المرصد في بيان اليوم إلى أن هذه هي المرة الثانية التي تطلب فيها السلطات السورية هذا التعهد الذي يتنافى مع حريات التعبير وحقوق الصحافيين ورجال الإعلام في نقد السلبيات واختيار المنابر التي ينشرون فيها. وقالإن محنة مايا جاموس مع الأجهزة الامنية قد بدأت منذ أن نشرت نهاية اب (اغسطس) الماضي، تحقيقًا صحافيًا بعنوان (مزة 86 مدينة مشوهة - ريف مخنوق... والدولة تنتظر الزلزال!) تنتقد فيه احياء السكن العشوائي في تلك المنطقة التي تحولت الى قنبلة بشرية موقوتة نظرًا للاكتظاظ السكاني فيها وقنوات تصريف المياه المفتوحة، وعدم توفر أبسط الشروط الصحية في تلك الاحياء الفقيرة التي أهملتها الدولة تاركة قاطنيها تحت رحمة السماسرة ومستغلي النفوذ الذين يواصلون البناء العشوائي دون رخص قانونية. وأوضح المرصد انه قبل تهديد مايا جاموس وصحافيين آخرين فقد سبق لمحكمة أمن الدولة أن أصدرت في السابع عشر من حزيران (يونيو) الماضي أحكامًا قاسية ضد سبعة شبان سوريين لنشرهم مقالات تنتقد بعض السلبيات في أجهزة الدولة ومؤسساتها.

واعتبر المرصد هذه الممارسات quot;قمعية ضد الصحافيين والصحافيات وتتعارض مع الدستور السوري الذي يضمن حق التعبير لوسائل النشر المتاحة وهي غير مقبولة على الاطلاق ولا يمكن السكوت عنها بعد أن تزايدت وجعلت سورية تحتل مركزًا متقدمًا بين أسوأ الدول انتهاكا لحق حرية التعبير ولحقوق الانسان بصفة عامquot; .

واستنكر المرصد السوري لحقوق الانسان quot;هذا السلوك غير المقبولquot;، رافضًا quot;منطق التهديدات الصريحة والمبطنة الموجهة للصحافيين السوريينquot;. وطالب السلطات السورية بالكف عن ملاحقة الصحافيين والتوقف عن توجيه التهديدات والتهم المفبركة لهم... وناشد جميع المنظمات الدولية التدخل للضغط على السلطات السورية ومنعها من البطش والتنكيل بالصحافيين وغيرهم ممن يمارسون حقهم القانوني المشروع في التعبير عن هموم أمتهم ومشاكلها.