عودة إلى عهدي شارل حلو والياس سركيس
ميشال إده hellip; إحفظوا هذا الإسم

إيلي الحاج من بيروت: تلقت quot; إيلاف quot; إتصالات ورسائل تستفسر عن دعوتها اللبنانيين والمهتمين بموضوع الرئاسة في لبنان مرتين مطلع هذا الشهر وفي منتصفه إلى حفظ إسم الوزير السابق ميشال إده. وليس في الأمر تبصير ولا quot; ضرب مندل quot; ، فمن يعرف جيداً علاقة البطريرك الماروني نصرالله صفير بالسياسيين والشخصيات من أبناء رعيته يدرك أن ميشال إده هو الأقرب إلى عقل الرجل وقلبه، وأنه quot; يمون عليه quot; في الكبيرة والصغيرة. وإذا ما اضطر إلى تزكية مرشحين للرئاسة بسبب الأوضاع السياسية المتأزمة بل الشديدة التعقيد في هذه البلاد فسيزكي في الدرجة الأولى ميشال إده وإن أورد إسمه في آخر اللائحة.

ومع أن الرجل ابتعد عن الأضواء وعن السمع قصداً منذ نحو 4 أشهر، باستثناء مقابلة تلفزيونية تقصد قبل أيام أن تكون من خلال محطة الكنيسة غير السياسية quot;تيلي لوميارquot; التي يساهم في تمويلها، وأعلن فيها مواقف من الأزمة الرئاسية تتطابق مع مواقف البطريرك ( فوتوكوبي ) .

يثق صفير بإده ثقة عمياء . لذلك عندما احتدم التنافس قبل ثلاثة أعوام على رئاسة quot;الرابطة المارونيةquot; أجبره البطريرك على ترؤسها لمرحلة إنتقالية يجري فيها إصلاحات جوهرية. لم يكن الوزير السابق يريد quot;وجع الراسquot; ذاك ، كما كان يردد ، لكنه نفذ المهمة- الأمر. يحلو لميشال إده القول إن quot;السياسة أتت إلي ولم أسعَ إليها مطلقاَquot;. عام 1966 عيّنه صديقه الرئيس شارل حلو وزيراً للإعلام من دون أن يسأله وكان في الخارج .

اتصل به وقال له : quot;تعال إلى لبنان. أنت وزير الآنquot;. وفي 1980 أيضاً عيّنه صديقه الآخر الياس سركيس وزيراً ولم يظهر في الصورة التذكارية للحكومة لأنه كان في الخارج . يؤكد عارفو الرجل أنه سيكون رئيساً ndash; إذا انتخب ، وهذا الأرجح إذا انعقدت الجلسة- على طريقة صديقيه الراحلين شارل حلو والياس سركيس ، فثلاثتهم من مدرسة واحدة.

quot;نجمهquot; قوي ميشال إده ، على عكس الميشالين الآخرين ، الجنرال عون الذي فقد وحدة تكتله النيابي بخروج ميشال المر و7 نواب آخرين على موقفه الذاهب إلى مقاطعة الإنتخابات أيا تكن ما دامت لن تأتي به رئيساً، والجنرال الآخر سليمان الذي سَحب إسمه من quot;البازار الرئاسيquot; منصرفاً إلى ضبط الأمن والمهمة العسكرية.

النائب السابق لرئيس الجمهورية السوري عبد الحليم خدام وصف ميشال إده مرة بأنه quot;كنيسة متنقلةquot;، لكن لقب quot; دائرة المعارفquot; الذي أطلق عليه من الستينات يلائمه أكثر . فهو إلى جانب ثقافته المتعددة الأفق متضلع من تاريخ المسيحية وروحانياتها والإسلام يتوسع في شرحهما وعرضهما قدر ما يشاء مبينا طاقة فكرية مذهلة . فضلاً عن إطلاعه العميق على الماركسية والصهيونية واليهودية والقضايا المعاصرة .

quot;يعلّمquot; ميشال إده الموارنة تاريخهم ويستفيض في عرض واقعهم والحلول ، ويشرح ل quot;حزب اللهquot; ما هي إسرائيل وكيف تفكر وأخطارها على لبنان والأمة، ويلقن السوريين إذا شاء دروساً في ما هي العروبة الحقة وما يجب أن تكون . رجل قانون ورجل أعمال ناجح حقق ثروة من مشاريعه خارج لبنان لكن أبناءه حققوا نجاحات أكبر . معتدل سياسياً . مواليد 1928 . بيروتي من عائلة أريستوقراطية . جده ميشال quot;أفنديquot; إده كان ترجماناً للسفير الفرنسي في القاهرة في ستينات القرن التاسع عشر، ثم ترجماناً لوالي بيروت العثماني . ميشال quot;أفنديquot; عمّر كاتدرائية بيروت للموارنة في وسط بيروت، وميشال إده الحفيد أعاد بناءها ورمّمها بعد الحرب.

بالطبع ليست هذه إلا لمحة عن حياة الرجل الذي إذا أصبح رئيسا الأسبوع المقبل فستعني رئاسته أن الكنيسة أخذت مكان الأحزاب والسياسيين الذين أثبتوا عجزهم عن القيادة. وللموضوع تتمة.