موسكو: يرى رئيس مجلس المفتين الروسي الشيخ راوي عين الدين أنه على كل مسلم في روسيا أن يصوت في الانتخابات البرلمانية التي ستجري في الثاني من ديسمبر المقبل. وقال الشيخ عين الدين في حديث للصحفيين: quot;يجب على كل مسلم أن يأتي إلى مكاتب الاقتراع في 2 ديسمبر وأن يصوت للحزب الذي اختاره، معبرا بذلك عن موقفهquot;.

وأضاف قائلا إن quot;مستقبل روسيا يهم جميع مسلمي البلادquot;.

هذا وقد أجرت مراسلة quot;نوفوستيquot; أولغا سيومينا مقابلة صحفية مع رئيس مجلس المفتين في روسيا الشيخ راوي عين الدين. وفيما يلي نصها:

لقد التقيتم في 8 نوفمبر الجاري مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو. فما هو تقييمكم لفترة السنوات الثماني من ولايتي بوتين الرئاسيتين من وجهة نظر مصالح المسلمين في روسيا؟

إذا نظرنا إلى سني حكم فلاديمير بوتين بوسعنا القول بشكل قاطع أن سياسة الدولة الروسية أزاء الإسلام قد تغيرت. وعندما ينظر العالم الإسلامي إلى نشاطات الرئيس الروسي فإنه يتذكر بالمرتبة الأولى مبادرة بوتين التي تقدم بها في قمة منظمة المؤتمر الإسلامي في كوالا لامبور بماليزيا حول انضمام روسيا إلى المنظمة بصفة مراقب. وبفضل إصرار الدبلوماسية الروسية تسنى لروسيا الالتحاق بهذه المنظمة بصفة مراقب. وثانيا ـ تم في فترة رئاسة بوتين البت في قضايا مساعدة مؤسسات التعليم الإسلامية بما في ذلك شمول بعض كليات هذه المؤسسات التعليمية بحق منح دبلومة من الصنف الرسمي. كما لا تقل أهمية واقعة استحداث صندوق غير تجاري في روسيا لدعم التعليم والثقافة والعلوم الإسلامية. وتدعم الدولة من خلال هذا الصندوق المؤسسات التعليمية الإسلامية وتساعد الأئمة الذين يعملون في مختلف أقاليم روسيا كما يجري تنفيذ برامج التوعية الإسلامية. وثالثا ـ توسعت في عهد الرئيس بوتين علاقات روسيا السياسية والاقتصادية والثقافية مع العالم الإسلامي. وإن زيارة ولي العهد ـ خادم الحرمين العاهل السعودي حاليا ـ عبد الله في عام 2004 إلى موسكو أكسبت تطور العلاقات مع المملكة زخما. ومن المنتظر أن يقوم ولي العهد حاليا الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود بزيارة في 21 نوفمبر. كما أن زيارات رئيسنا إلى المملكة العربية السعودية وقطر والأردن ومصر ودولة الإمارات العربية المتحدة والجزائر عرضت أيضا رغبة روسيا في بناء العلاقات مع العالم الإسلامي على أساس الشراكة والثقة المتبادلة. وقد جرى إبان زيارة الرئيس بوتين تشكيل فريق الرؤية الاستراتيجية quot;روسيا ـ العالم الإسلاميquot;. وسيعقد الفريق اجتماعه الرابع في السعودية. وهذا يعني أن العالم الإسلامي يود التقارب مع روسيا. ويجدر تأكيد أن روسيا بدأت تعتبر في عهد بوتين شريكا مضمونا لدول آسيا الوسطى. وإننا نشهد تنامي العلاقات مع جيراننا ـ أوزبكستان وطاجكستان وتركمانيا وأذربيجان وقرغيزيا. والتعاون مع كازاخستان ملموس جدا. وانطلاقا من كل هذا يمكن القول إنه بوسع روسيا مواصلة بناء علاقاتها مع العالم الإسلامي بنجاح. وبودي تأكيد أن الرئيس الروسي ثمن عاليا إبان اللقاء دور رجال الدين الإسلامي في الحفاظ على وحدة روسيا ووحدة أراضيه.

ما هي القضايا التي نوقشت في لقائكم الأخير مع الرئيس الروسي؟

وجهت إلى الرئيس الروسي باسم المشاركين في اللقاء إذ كان معي رئيس الإدارة الدينية المركزية للمسلمين الشيخ طلعت تاج الدين ورئيس المركز التنسيقي لمسلمي شمال القوقاز حاج أسماعيل بيردييف تسعة أسئلة. وهي تتعلق بحياة كافة مسلمي روسيا. وكان أحدها يتعلق ببناء مسجد في سوتشي. فهناك تعيش شعوب إسلامية منذ غابر الزمان. كما نوقشت في اللقاء قضية التعليم الإسلامي. وأنا قلت للرئيس الروسي أنه يجري الآن في روسيا إنشاء خمسة مراكز جامعية لإعداد الكوادر الدينية. وهي الجامعة الإسلامية في موسكو والجامعة الإسلامية الروسية في قازان (تتارستان) وجامعة شمال القوقاز الإسلامية في محج قلعة (داغستان) والمعهد الإسلامي في أوفا (بشكيريا) والمعهد الإسلامي في نالتشيك (قبرده بلقاريا). وأثنى الرئيس الروسي على جهودنا. وخلصنا إلى الرأي حول شمول عدد من كليات المراكز الجامعية التي تقوم بإعداد رجال الدين بالاعتماد رسميا.

حضرت المفتي المحترم أشكركم على هذه التفاصيل. وفي الختام بودي معرفة هل لديكم نية الالتقاء مع ولي العهد السعودي الذي سيحضر إلى موسكو بعد بضعة أيام؟

الشيخ راوي عين الدين: لدى لقائي مع مراسلي الشركتين التلفزيونيتين quot;السعوديةquot; وquot;العربيةquot; رحبت بقدوم ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود إلى روسيا. وللأسف أن زيارة ولي العهد الأمير سلطان تتوافق مع زيارتي إلى الصين المقررة منذ فترة طويلة. فتلبية لدعوة من رابطة التنظيمات الإسلامية في الصين سيقوم وفد من مجلس المفتين في روسيا لأول مرة بزيارة هذه البلاد وأنا أعتبر هذه الزيارة هامة جدا.