مستندات: الإرهاب و الشرق الأوسط شكلا هاجساً لأميركا منذ 40 عاماً

واشنطن: ان كان السلام في الشرق الاوسط يعتبر هدفا قيما بحد ذاته، الا ان الرئيس الاميركي جورج بوش يسعى على ما يبدو من خلال تنظيم اجتماع انابوليس الدولي الى هدف اخر يقضي باحتواء ايران خلف طوق مؤلف من دول عربية سنية.ويأتي التزام بوش في قضية النزاع الاسرائيلي الفلسطيني متأخرا بعدما حرص منذ دخوله الى البيت الابيض عام 2001 على البقاء بمنأى عن هذه القضية، مركزا جهوده على الحرب في العراق ومواجها النوايا الفلسطينية بالريبة والتشكيك.غير ان ادوارد جيريجيان السفير الاميركي السابق في اسرائيل في عهد بيل كلينتون قال لوكالة فرانس برس ان ادارة بوش quot;اقرت اخيرا بما كان العديد منا يردده منذ فترة طويلة وهو ان الملف الرئيسي في الشرق الاوسط هو النزاع الاسرائيلي الفلسطينيquot;.

وخيم شبح ايران التي يشكل الشيعة غالبية سكانها على مؤتمر انابوليس الثلاثاء وقد ندد رئيسها محمود احمدي نجاد بالمشاركة العربية الكثيفة في المؤتمر تلبية لدعوة بوش.وغاب العراق والكويت عن انابوليس فيما شاركت السعودية المعروفة بتشددها حيال اسرائيل وكذلك سوريا حليفة ايران في المنطقة والمتهمة مثلها بدعم حركة حماس التي سيطرت في منتصف حزيران/يونيو على قطاع غزة.

ويرى العديد من المحللين ان الخوف من امتلاك ايران السلاح النووي يزداد سواء في واشنطن او في الشرق الاوسط، مبررين الاندفاع الجديد من اجل اقامة دولة فلسطينية بالمخاوف التي تثيرها الجمهورية الاسلامية.

واعتبر سفير اخر في اسرائيل في عهد كلينتون هو مارتن انديك ان quot;طموحات الهيمنة الايرانية وفرت فرصة للولايات المتحدة لبناء تحالف اسرائيلي عربي موجه ضد ايرانquot;.واوضح انديك امام معهد بروكينغز للابحاث ان التحول في موقف بوش هو quot;تقدم تكتيكي بهدف استراتيجي هو التصدي للتهديد الايراني في العراق وفي المنطقةquot;.

وادرج بوش نفسه الثلاثاء المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية في اطار اوسع فشدد على الارادة الطيبة لدى الطرفين وعلى الدعم العالمي لمسار تفاوضي جديد، محذرا من quot;السماح للمتطرفين بالانتصارquot; ومعتبرا ان نجاح المؤتمر quot;سيسدد ضربة قاضية الى قوى التطرفquot;.

وذكر كذلك حق اللبنانيين في انتخابات حرة، في اشارة واضحة الى التدخل السوري في الشؤون اللبنانية، في وقت كان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد بين المشاركين.لكن بالرغم من تاكيد بوش دعمه لعملية السلام، فان البيت الابيض اعلن ان وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس هي التي ستضطلع بquot;المهام الصعبةquot; في العملية التي يفترض ان تفضي الى قيام دولة فلسطينية بحلول نهاية 2008.

وقالت تمارا كوفمان ويتس من معهد بروكينغز انها quot;هي التي ستتعرض للوم في حال الفشل وهي التي ستحظى بالاعتبار في حال النجاحquot;.ورأت ان اجتماع انابوليس كان بالنسبة لبوش اقرب الى quot;حفل استقبال لهذا التحالف الجديد بين دول عربية والولايات المتحدة الساعي الى احتواء ايران وحلفائهاquot; المعادين لاسرائيل.

ولفت ريتشارد هاس المستشار السابق لكولن باول حين كان وزيرا للخارجية الى الاهتمام الذي يبديه بوش لحمل دول عربية كبرى مثل مصر والسعودية على الانضمام الى مساعيه.وقال quot;اميل الى الاعتقاد بان ذلك كان يهدف في جزء منه الى الافادة من التوجه المعادي لايران لدى قسم كبير من العالم العربي السني وتعزيز هذا التوجه والى تغيير النظرة الى سياسة ادارته الخارجية في المنطقةquot;.


بوش يؤكد تعهده بالدفاع عن اسرائيل اذا هاجمتها ايران

وكان قد كرر الرئيس الأميركي جورج بوش يوم الاربعاء تعهده ان تدافع الولايات المتحدة عن اسرائيل اذا هاجمتها ايران التي كان رئيسها قد حث على quot;محو الدولة اليهودية من على الخريطةquot;.

وقال بوش في مقابلة مع شبكة تلفزيون سي.ان.ان في أعقاب مؤتمر قمة للسلام في الشرق الاوسط quot;لقد أوضحت أننا .... سنساند حليفتنا اسرائيل اذا هاجمتها ايران.quot;

واضاف قوله quot;أرجو ألا يحدث ذلك.quot;

وقال بوش انه يحمل على محمل الجد مختلف تصريحات الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد عن اسرائيل. وكان احمدي نجاد شكك في وقوع محارق النازي لليهود وهو واحد من عدة تصريحات أثارت انتقادات دولية.