البيت الابيض لم يعلق على العملية التركية ضد الاكراد

أميركا ليس لديها معلومات حول عملية تركية بالعراق

أنقرة: قالت تركيا أنها كبدت متمردين أكرادا خسائر ثقيلة في شمال العراق يوم السبت في عملية quot; توغل مكثفquot; شملت طائرات هليكوبتر ومدفعية وغارة عبر الحدود قامت بها القوات الخاصة.

وذكر مسؤول عسكري ان الجيش أرسل نحو 100 فرد من القوات الخاصة الى شمال العراق لمهاجمة متمردي حزب العمال الكردستاني بعد يوم من إعلان رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان أن الحكومة منحت الضوء الاخضر لقيام الجيش بمثل هذه العمليات. وأضاف المسؤول ان الجيش أطلق أيضا قذائف مدفعية بعيدة المدى وأرسل ما يصل الى ست طائرات هليكوبتر لقصف معسكر يستخدمه حزب العمال الكردستاني على بعد 20 كيلومترا داخل العراق بعد أن رصد مجموعة تضم بين 50 و60 متمردا هناك.

وقال الجيش في موقعه على الانترنت quot;جرى توغل مكثف يستهدف المجموعة وتأكد أن المجموعة الارهابية تكبدت خسائر ثقيلة.quot;

وأبلغ مسؤول من حزب العمال الكردستاني طلب عدم نشر اسمه رويترز في السليمانية بشمال العراق أنه لم تقع أي عملية وأن الجماعة لم تتكبد أي خسائر. ويوجد ما يقدر بنحو ثلاثة الاف من متمردي حزب العمال الكردستاني في المنطقة. وقال المسؤول quot;الانباء بشأن التوغل والقصف التركي غير صحيحة. ليس هناك توغل أو قصف تركي في شمال العراق.quot;

وذكر المسؤول العسكري التركي أن القوات الخاصة عادت الى الاراضي التركية. وقال الجيش في بيان في وقت لاحق quot;العملية الاولى نفذت يوم الاول من ديسمبر 2007 وستتواصل العمليات استنادا الى معلومات المخابرات.quot; وأضاف quot;العمليات التي ستنفذ تستهدف فقط منظمة حزب العمال الكردستاني الارهابية وليست ضد الناس الذين يعيشون في شمال العراق أو الجماعات المحلية مادامت لا تقوم بأي عمل عدائي ضد القوات المسلحة التركية.quot;

وفي وقت سابق قال متحدث باسم الزعيم الكردي العراقي مسعود البرزاني انه لم يكن هناك توغل من جانب القوات التركية في اقليم كردستان الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي في شمال العراق. ونفى الجيش الاميركي علمه بأي توغل.

وحشدت تركيا ما يصل الى مئة ألف جندي بالقرب من الحدود الجبلية مدعومين بدبابات ومدفعية وطائرات تحسبا لهجوم محتمل على شمال العراق. ولم يبد ان عملية السبت هي العملية العسكرية التي طال توقعها والتي تستهدف تدمير قواعد المتمردين الاكراد الاتراك.

وقال الصحفي سميح ايديز من صحيفة ميليت quot;هذه عملية محدودة يؤيدها المجتمع الدولي. لا أتوقع أن أرى تصعيدا في العنف.quot; وأصدرت أنقرة عدة تهديدات بشن عمل عسكري لكنها امتنعت حتى الان عن التنفيذ تحت ضغط من الولايات المتحدة التي تخشى من أن يؤدي ذلك لزعزعة استقرار المنطقة الاكثر استقرارا في العراق وربما في نطاق أوسع من ذلك.

وقبل أن يصدر الجيش بيانه قال اردوغان انه يأمل أن تكون نتيجة العملية quot;فعالة لاقصى درجةquot;. وأضاف quot;قواتنا المسلحة صدر لها الاذن اعتبارا من 28 نوفمبر. وسنراقب ونتابع العملية بعد ذلك.quot;

ووافق البرلمان التركي في 17 اكتوبر تشرين الاول على قرار يمنح الحكومة الاساس القانوني لاصدار اوامر بتنفيذ عمليات عسكرية عبر الحدود حين ترى انها ضرورية.

وجاء القرار الذي وافق عليه البرلمان باغلبية ساحقة عقب سلسلة من الهجمات المميتة لحزب العمال الكردستاني ضد قوات الامن التركية اثارت موجة غضب في انحاء تركيا عضو حلف شمال الاطلسي والتي تريد ايضا الانضمام لعضوية الاتحاد الاوروبي.

ويسري القرار لمدة عام. ويعطي القرار الذي اتخذته الحكومة هذا الاسبوع مطلق الحرية لقادة الجيش بالتصرف عند الضرورة من دون السعي للحصول على موافقة سياسية أخرى.

وعقد اردوغان محادثات طوارئ مع الرئيس الاميركي جورج بوش في الخامس من نوفمبر تشرين الثاني في البيت الابيض خرج منها بتعهدات من الرئيس الامريكي بتعاون اوثق بما في ذلك مزيد من تبادل معلومات المخابرات ضد جماعة تصفها واشنطن بانها منظمة ارهابية.

واتخذت حكومة اقليم كردستان العراق ايضا خطوات لوقف الامدادات التي تصل الى متمردي حزب العمال الكردستاني في الجبال.

وتلقي أنقرة بالمسؤولية على حزب العمال الكردستاني في مقتل قرابة 40 ألف شخص منذ بدأت الجماعة حملة مسلحة عام 1984 من أجل اقامة وطن للاكراد في جنوب شرق تركيا.

وتعتبر تركيا والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة حزب العمال الكردستاني منظمة ارهابية.