واشنطن: أقرت وكالة الإستخبارات الأميركية سي آي إيه بأنها دمرت شرائط فيديو كانت توثق لتحقيقات أجرتها الوكالة مع إثنين من المتهمين بالإنتماء إلى تنظيم القاعدة. وقال رئيس الوكالة مايكل هايدن إن الشرائط دمرت لمنع الكشف عن هويات المحققين، لكن تقارير صحافية تقول إن الـ سي اي ايه تخشى من احتمال ملاحقة عملائها بتهمة استخدام التعذيب في التحقيق مع هؤلاء المتهمين.

وبدأت وكالة الاستخبارات الاميركية تسجيل التحقيقات التي تجرى مع المعتقلين بتهم الإرهاب في العام 2002 عندما أقر الرئيس جورج بوش نظام تحقيقات سري جديد سمح باستخدام ما يسمى وسائل مشددة في التحقيق وهي ما يعتبرها منتقدو الإدارة الاميركية أساليب تعذيب مثل إيهام المحقق معه بالغرق.

quot;تهمة التعذيبquot;

وأُقر البرنامج الجديد هذا في العام 2002 مع اعتقال ابو زبيدة أول متهم بالتخطيط لهجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر على واشنطن ونيويورك. لكن الرئيس جورج بوش لم يؤكد وجود هذا البرنامج سوى في العام 2006. ويأتي اعتراف الوكالة بتدمير هذه الشرائط بعد أن كشف الشهر الماضي عن امتناع الوكالة عن تسليم القضاء الفدرالي أشرطة الفيديو الخاصة بالتحقيقات مع زكريا الموسوي الذي اعتقل بتهمة التخطيط للحادي عشر من ايلول سبتمبر أيضا. وأقر هايدن ان الشرائط دمرت في العام 2005 أي بعد ان طلبها القضاء الفدرالي ونفت الوكالة وجودها في حينه.

وقال رئيس وكالة الاستخبارات مايكل هايدن، إن المهم في الموضوع ان الشرائط دمرت بعد ان انتفت الحاجة إليها وفقًا للقانون وبرر تدميرها بالقول انها كانت ستعرض موظفي الوكالة لمخاطر امنية كبيرة مثل اعمال انتقام من تنظيم القاعدة لو خرجت الى العلن. لكن صحيفة نيويورك تايمز -التي كانت اول من نشر الخبر- نقلت عن مسؤولين أميركيين قولهم إن السي أي ايه خشيت احتمال تعرض عملائها للمحاسبة القضائية بسبب استخدام أساليب تعذيب في التحقيقات المسجلة.

وأثار برنامج التحقيقات السري هذا اعتراض الكثيرين من اعضاء الكونغرس وأدان رئيس اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ باتريك ليهي أمس الأربعاء تدمير شرائط الفيديو وعبر عن قلقه من أن هذه الأمور تجري من دون محاسبة.