طهران،نيويورك: شن المسؤول الإيراني الكبير حسن روحاني حملة عنيفة على السياسة الخارجية للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد التي إعتبر أنها تقتصر على quot;إرسال الرسائل وإطلاق الشعاراتquot;. وقال روحاني الذي يعد احد ممثلي المرشد الاعلى آية الله علي خامنئي داخل المجلس الاعلى للامن القومي quot;ليست لدينا استراتيجية مناسبة ونحن لا نستخدم الخبرة المكتسبةquot;.

وهاجم روحاني في مقابلة مع صحيفة quot;افتاب يزدquot; سياسة حكومة احمدي نجاد quot;التي لم تستفد من الفرص التي سنحت لها في العالم (...) بعد هزائم الولايات المتحدة في العراق وافغانستان وهزيمة اسرائيل في لبنانquot;. وكان روحاني مسؤولا عن المفاوضات بشأن الملف النووي الايراني حتى تسلم احمدي نجاد منصب الرئاسة في صيف 2005. واضاف المسؤول الايراني quot;ان الاستراتيجية التي تقوم على ارسال الرسائل واطلاق الشعارات لا يمكن ان تكون الاستراتيجية الواجب اتباعهاquot;.

وكان الرئيس الايراني وجه رسائل الى الرئيسين الاميركي جورج بوش والفرنسي نيكولا ساركوزي اضافة الى المستشارة الالمانية انغيلا ميركل يشرح فيها نظرته الى كيفية اقرار السلام في العالم. وتميز احمدي نجاد بخطاباته النارية اذ وصف قرارات مجلس الامن التي فرضت عقوبات على ايران بانها quot;حبر على ورقquot; وشكك بوقوع ابادة بحق اليهود خلال الحرب العالمية الثانية وكرر توقعه بفناء دولة اسرائيل.

واعتبر روحاني ان quot;وضع ايران داخل المجتمع الدولي ليس جيداquot; والسبب برأيه رفض ادارة احمدي نجاد الاستفادة من كفاءات العديد من الدبلوماسيين والخبراء الايرانيين. وتابع روحاني quot;لدينا مئات الدبلوماسيين من اصحاب الخبرات الواسعة اضافة الى خبراء في وزارة الخارجية لا تتم الاستعانة بخدماتهمquot;. واتهم الرئيس الايراني بانه يدير الحكومة وكأنها جيش. واكد روحاني ان quot;المسألة تتعلق بالسيطرة على موقع عسكري واعطاء الاوامرquot;، مشددا على ان quot;التسلط هو احدى نقاط الضعف الاساسية لهذه الحكومةquot;.

وتابع روحاني quot;لدينا في وزارة الخارجية مئات الدبلوماسيين المحنكين والخبراء لا تتم الاستعانة بخدماتهمquot;، متهما الرئيس الايراني بادارة الحكومة وكأنها جيش. واكد روحاني ان quot;المسألة لا تقضي بالسيطرة على موقع عسكري وتوزيع التعليمات على الجميعquot;، مشددا على ان quot;التسلط هو احدى نقاط الضعف الاساسية لهذه الحكومةquot;. وسئل عما اذا كانت ايران جنت فائدة من سياسة الحكومة فعرض سلسلة من المواضيع ابرزها العقوبات الدولية، معتبرا انها تنفي ذلك. وتساءل quot;هل ان الحد من النشاطات المصرفية دليل قوة؟ هل ان تزايد المخاطر الاقتصادية دليل قوة؟quot;.

كذلك نقلت الصحيفة عن وزير الخارجية السابق كمال خرازي المقرب من المرشد الاعلى توقعه صدور قرار ثالث عن مجلس الامن ينص على مجموعة عقوبات جديدة. وقال خرازي quot;اعتقد ان المسؤولين الاميركيين سيمضون قدما في العقوبات والضغوط السياسية على بلادنا وسيمهدون لقرار جديدquot;.

إيران إستأنفت برنامج التسلح النووي

من جهة ثانية أبلغت جماعة معارضة إيرانية في الخارج صحيفة وول ستريت جورنال أن إيران أوقفت برنامج تسلحها النووي في العام 2003 لكنها إستأنفته بعد ذلك بعام غير أنها وزعت المعدات لتضليل المفتشين الدوليين. وقالت الصحيفة يوم الثلاثاء ان الجماعة وهي المجلس الوطني للمقاومة الايرانية هي التي فضحت برنامج الوقود النووي الايراني في العام 2002 وتعتقد الآن أن تحليلا أمريكيا حديثا يعطي الانطباع الخاطيء بأن برنامج ايران النووي لا يمثل تهديدا عاجلا.

وذكر تقرير المخابرات الوطنية الاميركية الاسبوع الماضي ان برنامج التسلح النووي الايراني جمد في العام 2003 مناقضًا تقريرًا سابقًا بأن الجمهورية الاسلامية مصصمة على بناء قنبلة نووية. ورفض رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت ذلك قائلا ان اسرائيل تعتقد أن ايران ستمتلك الموارد لبناء سلاح نووي بحلول العام 2010. لكن التقرير الاميركي الاخير يقلل من أي تحمس من جانب روسيا والصين لفرض عقوبات من الامم المتحدة على ايران بسبب برنامجها النووي الذي تقول ايران انه لاغراض سلمية. وقالت الصحيفة ان للجماعة الايرانية التي تعتبرها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي جماعة ارهابية سجل متضارب فيما يتعلق بدقة المعلومات النووية التي تقدمها عن ايران.

وأضافت الصحيفة أن الجماعة تقر بأن مجلس الامن القومي الاعلى الايراني قرر اغلاق أهم مركز أبحاث للاسلحة النووية في شرق طهران المسمى لافيسان-شيان في أغسطس/آب 2003. وقالت الصحيفة ان الجماعة التي تزعم ان لها مصادر داخل ايران قالت إن المنشأة قسمت الى 11 حقلاً للابحاث بما في ذلك مشروعات لتطوير مفجر نووي وتحويل اليورانيوم المعد لصناعة الاسلحة الى رأس نووي.

وقال محمد محدسين المسؤول عن العلاقات الخارجية في الجماعة quot;لقد بعثروا برنامج التسلح في أماكن أخرى واستأنفوه في العام 2004.quot; وأضاف quot;كانت استراتيجيتهم أنه اذا عثرت الوكالة الدولية للطاقة على أي جزء من البرنامج البحثي فإنه سيمكن تبرير وجوده بأنه مدني. ولكن اذا بقي في مكان واحد فلن يمكنهم ذلك.quot;

وقالت الصحيفة انه عندما سمح للمفتشين بزيارة موقع لافيسان هدمت المباني التي زعمت ايران انها كانت مخصصة للابحاث النووية كما سوي الموقع بالارض بوساطة الجرافات. وقالت الجماعة إن المعدات نقلت الى مجمع عسكري آخر يعرف باسم مركز الجهوزية والتكنولوجيا المتطورة والى جامعة مالك أشتر في أصفهان والى مستشفى عسكري في طهران. وقالت الجماعة انها وضعت على قائمة الارهاب الاورويية بضغوط من طهران عندما كانت الدول الاوروبية تحاول تحسين العلاقات مع ايران.

وقالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس يوم الاثنين، إن مسؤولين من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين سيعقدون اجتماعات يوم الثلاثاء لوضع اللمسات النهائية على نص قرار ثالث لفرض عقوبات من الامم المتحدة على ايران. وقالت رايس quot;معظم الدول وجدت أننا نملك الاستراتيجية الصحيحة والمهم لايزال هو حمل ايران على وقف عمليات التخصيب واعادة التجهيز حتى نستطيع بدء مفاوضات للوصول الى الهدف المشروع بانتاج طاقة نووية مدنية.