موسكو: بين الحملات المعادية للغرب والتهديدات العسكرية، اثارت موسكو خلال العام 2007 الكثير من التساؤلات التي سيرثها الرئيس الروسي المقبل، حول كيفية توظيف نفوذها المستعاد واحتمال ان تشكل خطرا.وتتجه الانظار كلها مع اقتراب نهاية العام الى دميتري ميدفيديف الذي يرجح ان يكون الرئيس المقبل بعدما رشحه فلاديمير بوتين لخلافته في ربيع 2008.ويعتبر النائب الاول لرئيس الوزراء ميدفيديف (42 عاما) البشوش الوجه والمعتدل الخطاب على طرفي نقيض مع مرشده بوتين المعروف بتصريحاته الشديدة اللهجة واساليبه المتسلطة التي اختبرها الغربيون في الاشهر الماضية.

وفتح الرئيس النار في شباط/فبراير 2007 في ميونيخ في خطاب اثار ذهول محاوريه. وقال في هذا الخطاب حينذاك ان quot;الولايات المتحدة تخرج من حدودها الوطنية في جميع المجالات وهذا خطير للغاية. لم يعد احد بشعر بالامانquot;.

وندد في كلمته بمشروع نشر الدرع الصاروخية الاميركية في اوروبا الوسطى الذي تعتبره موسكو خطوة اضافية موجهة ضدها بعد توسع منظمة حلف شمال الاطلسي الى ابواب روسيا. وفي حزيران/يونيو هدد بوتين بتوجيه الصواريخ الروسية الى quot;اهداف جديدة في اوروباquot; في حال نشر الدرع، قبل ان يعلن بعدها تعليق بلاده لاتفاقية عسكرية اساسية هي معاهدة القوات التقليدية في اوروبا.
وبعد التقارب الذي حصل مع الولايات المتحدة في بداية عهد الرئيس الاميركي جورج بوش على خلفية محاربة الارهاب، تشعر روسيا انها تعامل معاملة سيئة وان الغرب لا يتفهمها، ما يحملها على رفع صوتها.

وتطالب روسيا بمزيد من المراعاة بعدما عززت موقعها بفضل سيل عائدات النفط الذي يدخل خزينتها.وقد بدأت استخدام سلاح الطاقة حيال بلدان مجاورة مثل اوكرانيا التي تتقرب اكثر مما يبدو لها مناسبا من الحلف الاطلسي والولايات المتحدة منذ الثورة البرتقالية.وترسخ الخطاب الناقم الذي يجسده بوتين في اعلى مستويات الدولة اذ تصدر عنها تصريحات تتكلم عن نهاية quot;الذلquot; بعد طي صفحة الرئيس السابق بوريس يلتسين وتؤكد ان روسيا quot;استعادت مكانتهاquot; وتحظى بquot;الاحترامquot; ويتم quot;الاستماع اليهاquot; على الساحة الدوليةوصرح دميتري ميدفيديف بعد قليل على ترشيحه quot;لم يعد في وسع احد تلقيننا دروسا وكأننا تلاميذ. الجميع يحترمنا ويأخذ رأينا في الاعتبار. روسيا استعادت مكانة تليق بها ضمن الاسرة الدوليةquot;.

وكان لروسيا دور في جميع الملفات الدولية من كوسوفو الى ايران، فقامت احيانا بوساطة وعمدت احيانا اخرى الى خلط الاوراق فتركت محاوريها حائرين في امرها وعاجزين عن فهم الهدف الذي تسعى اليه.وقال دبلوماسي اوروبي رفيع المستوى quot;الانطباع الذي نخرج به هو ان (روسيا) لا تملك استراتيجية بل تعتمد دبلوماسية تسجيل نقاط وتجمع ضمانات عند كل فرصة سانحة. لا نرى اي منطق سوى للتأكيد على ان +روسيا هنا وقد استعادت مكانتها+quot;.

ويبدي الغربيون ايضا مخاوف حيال تراجع الديموقراطية في روسيا منذ وصول بوتين الى السلطة عام 2000 وينددون بالاعتقالات التي تطاول معارضين خلال تظاهرات والقيود المفروضة على عمل المنظمات غير الحكومية.

وتحمل السلطة على quot;الاعداءquot; سواء في الداخل في اشارة الى المعارضة او في الخارج مثل دول البلطيق والولايات المتحدة. وتردد هذه الاتهامات الحركات الشبابية الموالية للكرملين والتي تعتمد اساليب مريبة.

وحرص دميتري ميدفيديف الذي كان نجم منتدى دافوس الاقتصادي في كانون الثاني/يناير، على طمأنة الغربيين قبل انتخابه شبه المؤكد في اذار/مارس 2008 وذلك باعتماده خطابا معتدل اللهجة ليبرالي التوجه يتجاوب مع تطلعات النخبة الاوروبية او الاميركية.غير انه قدم نفسه على انه الضامن لسياسة بوتين وتأكيدا على هذه الاستمرارية السياسية، طلب منه تسلم رئاسة الوزراء في حال انتخابه.

ورأى ارييل كوهن اختصاصي الشؤون الروسية في معهد هيريتدج quot;كل هذا يعني ان بوتين هو الذي سيبقى زعيم روسيا في السنوات المقبلة، وليس ميدفيديف. سيكون على الارجح +رئيس وزراء فائق الصلاحيات+ مكلفا السياسة الخارجية والامن والدفاعquot;.

الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا تراقب الانتخابات الرئاسية في روسيا

إلى ذلكأعلن رئيس الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا رينيه فان دين ليندين أن الجمعية تعتزم المشاركة في مراقبة الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في روسيا في الثاني من شهر مارس 2008. وذكر ليندين أن الجمعية تنوي متابعة الحملة التي تسبق الانتخابات وعملية التصويت نفسها.وأعرب عن أمله في أن تراعي الانتخابات الرئاسية المقبلة توصيات مجلس أوروبا، بما في ذلك ما يتعلق بالوصول إلى وسائل اعلام والمعارضة.

معظم المواطنين في روسيا مستعدون للتصويت لصالح ميدفيديف

على صعيد متصلدلت نتائج استطلاع للرأي أجرتها مؤسسة quot;الرأي العامquot; الروسية على أن نحو 59 بالمائة ممن شملهم الاستطلاع أبدوا استعدادهم للتصويت لصالح النائب الأول لرئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في روسيا في 2 مارس 2008.

وذكر نحو 17 بالمائة من العينة أنهم لن يصوتوا لصالح ميدفيديف.

وأجري الاستطلاع بعد أن تم الإعلان عن رغبة ميدفيديف في الترشح لخوض الانتخابات وعن تأييد بوتين له ولكن قبل أن يوافق بوتين على تولي رئاسة الحكومة في حال فوز ميدفيديف.

وشارك في الاستطلاع الذي أجري في 15-16 ديسمبر الجاري 1500 شخص من 100 منطقة سكنية في روسيا.