يوسف عزيزي من طهران: لم يكن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ورغم تفرده في العمل السياسي يتوقع ان يقوم المحافظون الذين ينتمي الى صفوفهم بتوجيه انتقاداتهم له بعد ان توافدت اليه الانتقادات من كل حدب و صوب، خاصة من قبل غرمائه السياسيين في المعسكر الاصلاحي.

في الحقيقة تمر العلاقات بين احمدي نجاد و التيار الاصولي بمرحلة دقيقة، حيث تواجه عملية التعاون و التنسيق بين البرلمان الحالي ndash; كرمز لسلطة التيار الاصولي ndash; وبين حكومة احمدي نجاد، تحديات جدية.

هذا ما قاله المتحدث باسم حزب كوادر البناء حسين مرعشي قائلا: quot;بالرغم من الهيمنة المطلقة للاصوليين على البرلمان الحالي و ادعاء الحكومة بالانتماء للتيار الاصولي و قيامها باحياء قيم الثورة الاسلامية، لكن في الواقع هناك تباين واضح بين اتجاهات الحكومة والبرلمانquot;.

فهناك تململ ملحوظ بين الشخصيات و الزعامات المعتدلة للمحافظين من جهة و المتشددين الموالين للرئيس احمدي نجاد من جهة اخرى؛ خاصة و ان الجميع يصفون انفسهم بالاصوليين.

فالفجوة التي تتسع يوما بعد يوم بين احمدي نجاد ومناصريه من جهة وبين الاغلبية الواسعة من الاصوليين في البرلمان و مسؤولين محافظين كانوا يديرون مناصب هامة كالمسؤول السابق للملف النووي علي لاريجاني و القائد السابق للحرس الثوري الايراني رحيم صفوي و القائد الاسبق للحرس الثوري محسن رضائي و رئيس بلدية طهران محمدباقر قاليباف و مستشار مرشد الثورة الايرانية للشؤون الدولية اكبر ولايتي، وكذلك اللقاء السياسي الذي جمع الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي و منافسه المحافظ في الانتخابات الرئاسية عام 1997 ناطق نوري تنبئ بظهور تكتلات سياسية جديدة وعلى رأسها انشقاق المعتدلين عن المتشددين في التيار المحافظ.

وتعتبر صحيفة نوروز الاصلاحية اللقاء الذي تم يوم السبت بين قاليباف و ولايتي و لاريجاني و رضائي مع رئيس الوزراء الاسبق والامين العام لرابطة رجال الدين المجاهدين محمدرضا مهدوي كني و طلبهم منه للترشح للانتخابات الفرعية لمجلس الخبراء بانه مؤشر لاشتداد الخلافات في صفوف المحافظين. خاصة و ان ذلك يتم عشية الانتخابات التشريعية المقرر اجراءها في منتصف آذار/ مارس المقبل.

ووصفت الصحيفة هذا اللقاء السياسي بانه رد فعل لوجوه فاعلة في التيار الحاكم على التشدد التي شهدته الساحة السياسية الايرانية في العامين الماضيين و يظهرquot; ان فئات لاباس بها من التيار اليميني المحافظ اخذت تندم على امورها لتبعيتها خلال الاعوام الماضية لمجموعة متشددة محددة تملك اكبر الامكانياتquot; في السلطة.

كما توقعت صحيفة آفتاب الالكترونية بانشقاق ما وصفتهم بالاصوليين التكنوقراط من الرئيس احمدي نجاد. وقالت آفتابquot; ان مقابلة السيد احمدي نجاد المتلفزة [حول المشكلات الاقتصادية في البلاد] خيبت آمال الجميع. فاستخدامنا لمفردة quot;الجميعquot; لايشمل المعارضين له فقط بل العديد من الاصوليين و الناس العاديين ايضا. فهؤلاء انفصلوا بالتدريج عن احمدي نجاد و حكومته او سينفصلونquot;.

وتتهم صحيفة /اعتماد ملي/ الاصلاحية احمدي نجاد بانه كان يتعاون مع قوات الحرس الثوري و التعبئة و مجموعة القوى الاصولية لاغراض تكتيكية وليس استراتيجية. وتعزو الصحيفة اقصاءه لعدد من وزراء حكومته و الضغط على الاخرين منهم للاستقالة، الى ابتعاده عن المحافظين المعتدلين و رفد حكومته بوزراء قريبين لافكاره.ويبدو الرابع عشر من اذار/ مارس المقبل وهو موعد اجراء الانتخابات التشريعية كقمة الجبل الذي سيفرز الطريق الشاق للوصول اليها صفوف رفاق الامس.