الإستيطان يعيق تحقيق التقدم
عريقات: المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية صعبة جدًا


القدس: فشل الإسرائيليون والفلسطينيون، الإثنين، في تحقيق تقدم خلال جولة ثانية عقدت في القدس منذ إطلاق مفاوضات السلام في تشرين الثاني/نوفمبر في أنابوليس بسبب الإستيطان الإسرائيلي الذي يلقي بظلاله على المفاوضات، كما أفاد مسؤولون. وخاض فريقا التفاوض برئاسة احمد قريع عن الجانب الفلسطيني ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني عن الجانب الإسرائيلي ساعات من المباحثات حتى وقت متأخر في فندق في القدس، وصفها المفاوض الفلسطيني صائب عريقات بأنها quot;صعبة جدًاquot;.وعقدت الجولة الجديدة من المشاورات غداة نشر معلومات في إسرائيل عن بناء 250 مسكنًا في مستوطنة معالي ادوميم بالضفة الغربية و500 مسكن في حي هار حوما الاستيطاني على جبل ابو غنيم في القدس الشرقية المحتلة.

وقال عريقات quot;إن لم يتم وقف النشاطات الاستيطانية لا يمكننا ان نبدأ بالتفاوض حول الوضع النهائي، ونحن نرفض البدء بمفاوضات الوضع النهائي حتى يحدث ذلكquot;. وقال احد مساعدي الوزيرة ليفني لفرانس برس انه وخلال مفاوضات الاثنين quot;طلب الفلسطينيون وقفاً كاملاً للاستيطان، في حين طالب الجانب الاسرائيلي الفلسطينيين بتنفيذ إلتزامهم بضرب المجموعات المسلحة وتحسين الامن في الضفة الغربية وفي قطاع غزة كذلكquot;.

وقال مسؤولون اسرائيليون الاحد إن اسرائيل خصصت مبالغ لتوسيع مستوطنتي معاليه ادوميم في الضفة الغربية وهار حوما في القدس الشرقية، في ثاني عملية توسع استيطاني في الاراضي المحتلة منذ انابوليس. وشجب الفلسطينيون هذه الخطوات وحذروا من ان مواصلة الاستيطان يعني تقويض المفاوضات. وقال عريقات ومساعد ليفني ان الجانبين اتفقا على عقد لقاء بين رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال الايام المقبلة دون تحديد موعد محدد.

وطالب الفلسطينيون مرارًا اسرائيل بالالتزام بوقف الاستيطان قبل زيارة يقوم بها الرئيس جورج بوش الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية في كانون الثاني/يناير، في اول زيارة يقوم بها رئيس اميركي منذ 1998. وقال عريقات quot;منذ بداية المفاوضات، نحاول ارساء ثقة بين الجانبين واقناع شعبنا بأننا قادرون على التوصل الى حل عبر الحوار. لكن ما تقوم به اسرائيل يحول دون وصول الجهود الى تسوية سلمية للنزاعquot;.

وتابع المسؤول الفلسطيني quot;على اسرائيل ان تختار بين طريق المفاوضات والسلام وطريق الاستيطان والاحتلالquot;. لكن المسؤولين في الدولة العبرية يعتبرون ان عمليات البناء في هار حوما لا تتناقض مع الالتزامات الاسرائيلية، مؤكدين ان هذه المستوطنات تشكل جزءًا من حدود quot;القدس الكبرىquot; التي تشمل القدس الشرقية المحتلة منذ 1967.

وعلق الوزير المكلف شؤون القدس رافي ايتان الاحد quot;قلنا دائمًا اننا نستطيع البناء في هار حوما الموجود داخل الحدود البلدية للقدسquot; التي حددتها اسرائيل من جانب واحد. واضاف quot;قد نواجه مشكلات بالنسبة الى معالي ادوميم، لكننا نريد مواصلة التوسع الطبيعي في الكتل (الاستيطانية) الكبيرةquot;.وصعدت الولايات المتحدة التي رعت احياء مفاوضات السلام، لهجتها في شكل غير مألوف اثر كشف قضية بناء المساكن في جبل ابو غنيم قبل ثلاثة اسابيع.

ولدى اطلاق المفاوضات في انابوليس بعد جمود استمر سبع سنوات تقريبًا، تعهد الجانبان بتنفيذ خطة خارطة الطريق التي وضعتها اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الاوسط والتي تطالب اسرائيل بوقف الاستيطان والفلسطينيين بتحسين الامن. ولكن مسؤولين اسرائيليين اعلنوا الاحد ان اسرائيل خصصت 25 مليون دولار ضمن ميزانية 2008 التي سيقرها الكنيست هذا الاسبوع، لتوسيع مستوطنتي معاليه ادوميم وهار حوما.

ودان الفلسطينيون والاتحاد الاوروبي وواشنطن اعلان اسرائيل قبل اسبوعين عن عطاء لتوسيع هار حوما ادى الى افشال الجولة الاولى من التفاوض في 12 كانون الاول/ديسمبر. وعلى الرغم من ان اسرائيل تقيم فرقًا بين المستوطنات في الضفة الغربية وتلك التي تقيمهما في القدس الشرقية، فإن المجتمع الدولي يعتبر كافة المستوطنات غير شرعية. ولم يعترف المجتمع الدولي بالقدس الشرقية جزءًا من اسرائيل التي ضمت هذا الجزء من المدينة بعد احتلالها في 1967.

مفتي الديار الفلسطينية: اسرائيل تسعى لعزل القدس وتهويدها

هذا وأكد الشيخ محمد حسين المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية خطيب المسجد الاقصى أن سلطات الاحتلال تقوم بعمليات استيطانية ومصادرة للاراضي بشكل كبير خاصة في محيط القدس ومنطقة جبل أبو غنيم والخان الاحمر وذلك بهدف عزل القدس عن محيطها الفلسطيني وبالتالي تهويدها. واشار حسين الى ان الهجمة الاستيطانية مستمرة وبشكل كبير وأن ما يعلن عنه قليل جدًا من حقيقة هذه الممارسات الاحتلالية ضد الشعب الفلسطيني وارضه ومقدساته.

وقال المفتي في بيان صحافي اليوم quot;إن سلطات الاحتلال تجاوزت كل الاعراف الدولية بعمليات النهب والإستيطان في الأراضي الفلسطينية بهدف خلق واقع جديد وفرض سياسة الامر الواقعquot; مشيرًا الى أن سلطات الاحتلال تتخذ قرارًا على أعلى المستويات بالاستمرار في عمليات الاستيطان وتوسيع المستوطنات رغم الاحتجاج العالمي والمطالبة بوقف هذه الاعتداءات.

واضاف quot;أن مثل هذه الاعمال تؤثر على المنطقة وعلى استقرارهاquot; محملا سلطات الاحتلال النتائج الخطيرة المترتبة على هذه الممارسات. وناشد المفتي جميع الدول والمنظمات والهيئات الدولية التدخل لوقف هذه الممارسات التي تقوم بها سلطات الاحتلال بتخطيط مسبق.