واشنطن: من شأن كشف النقاب عن ضلوع تنظيم القاعدة بدور في إغتيال زعيمة المعارضة الباكستانية بينظير بوتو أن يبرهن على أنه بوسع هذه الجماعة المتشددة أن تحبط بدرجة كبيرة من توجهات السياسة الاميركية الخارجية بعد أكثر من ست سنوات من اعلان الرئيس الاميركي جورج بوش عزمه انزال الهزيمة بالجماعة. وشرعت اجهزة المخابرات الاميركية يوم الجمعة في العمل للتحقق من صحة بيان اعلنته وزارة الداخلية الباكستانية يفيد بان رصد الاتصالات ادى لكشف ضلوع القاعدة في اغتيال بوتو.

وفي اعقاب اغتيال بوتو يوم الخميس الماضي تبددت امال بوش في ان تسهم عودة بوتو الى وطنها في اكتوبر تشرين الاول الماضي كزعيمة للمعارضة في ترسيخ دعائم الديمقراطية والاستقرار. وقال مايكل شيوار وهو موظف سابق بوكالة المخابرات المركزية الاميركية كان قد قاد عمليات البحث عن زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن quot;اتصور في بعض الاحيان انه يتعين على ابن لادن و/نائبه ايمن/ الظواهري ان يتصافحا ويقولا (الامر في غاية السهولة).quot;

وكان الظواهري قد وصف بوتو في وقت سابق من الشهر الحالي بانها اداة تخدم السياسة الاميركية. وقالت الحكومة الباكستانية انها حصلت على أدلة تشير الى مسؤولية تنظيم القاعدة عن قتل بوتو في هجوم انتحاري لدى مغادرتها لتجمع انتخابي يوم الخميس. وقال متحدث باسم وزارة الداخلية quot;لدينا (معلومات) بيانات اعتراض استخباراتية تشير الى ان بيت الله محسود الزعيم بالقاعدة وراء الاغتيال.quot;

وقد نفى متحدث باسم بيت الله محسود المتشدد الباكستاني المرتبط بالقاعدة يوم السبت تورطه في اغتيال زعيمة المعارضة. ووصف مسؤول اميركي في مجال مكافحة الارهاب محسود الذي كان قد سبق ان وجه تهديدا الى بوتو بانه زعيم قبلي quot;وجهادي متمرس يحتفظ بعلاقات وثيقة بالقاعدة وبطالبان ومنظمات ارهابية اخرى.quot;

ولايزال الشك يساور عددا من المحللين بان من مصلحة الرئيس الباكستاني برويز مشرف ان يركز الانظار على القاعدة فيما تواجه حكومته نفسها شكوكا داخلية بالضلوع في جريمة الاغتيال. وقال ريتشارد كلارك المسؤول الامريكي السابق في مجال مكافحة الارهاب quot;ربما يكون الباكستانيون يكذبون.quot;

يقول محللون انه لو صح ذلك فان تنظيم عمليات القاعدة يبين ان بوسعها شن هجمات مؤثرة من مناطق القبائل في غرب باكستان حيث أعادت القاعدة تنظيم صفوفها بعد غزو قادته الولايات المتحدة ونجح في استئصال شأفة الحركة المتشددة من افغانستان المجاورة عام 2001. واضاف مسؤول مكافحة الارهاب ان للقاعدة حيزا نفسيا وبدنيا متاحا quot;كي تجند وتدرب كوادر ارهابية وتخطط لهجمات.quot;

وعندما اصدر ابن لادن تسجيلا جديدا بالفيديو قبل حلول الذكرى السنوية السادسة هذا العام لهجمات 11 سبتمبر ايلول قالت مستشارة البيت الابيض لشؤون مكافحة الارهاب انذاك فران تاونسند ان ابن لادن بات عاجر فعليا الا ان تقييما للمخابرات صدر في يوليو تموز نوه الى تعزيز صفوف القاعدة من جديد والى قدراتها القتالية وهي الجماعة التي كانت غالبا ما تلجأ الى العمل من خلال جماعات اقليمية.

وقال شيوار ان هدف القاعدة لم يعد مهاجمة اهداف داخل الولايات المتحدة بقدر ما هو طرد قواتها من المنطقة. وكانت بوتو مؤيدة للسياسات الاميركية فضلا عن تاريخ من العداء مع ابن لادن يرجع الى 20 عاما الى الوراء لذا فقد كانت هدفا مؤكدا. وقال شيوار وهو يشير الى تأييد من الولايات المتحدة وبريطانيا لبوتو لدى عودتها الى ارض الوطن quot;لم يكن من الصواب الزج بها الى حتفها.quot; واضاف quot;ما وجدته حقا على نحو مقزز هو ان بصمات السيد بوش وبصمات (رئيس الوزراء البريطاني) جوردون براون وبصمات معظم مرشحينا للرئاسة ظاهرة على جثة السيدة بوتو.quot; وقال انهم الان quot;يواجهون حالة من الفوضى العارمةquot; مع تدهور الاحوال في باكستان وعدم وجود خطة واضحة لمكافحة ضغوط متجددة في افغانستان من القاعدة وحليفتها حركة طالبان.

وقال المحلل انطوني كوردسمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ان قوة طالبان تضاعفت في المناطق الحدودية الغربية من باكستان خلال الاشهر الاثنى عشر الى الاشهر الثمانية عشر الماضية. واضاف ان اغتيال بوتو سيجعل من الصعوبة بمكان على الولايات المتحدة ان تقنع الرئيس مشرف بشن حملة صارمة على الاقاليم الحدودية. وقال كوردسمان quot;أي شيء من شأنه ان يضعف باكستان... يخلف حالة من الفراغ يمكن ان تستغلها القاعدة.quot;