موسكو: اعتبر عدد من المراقبين الروس ان اعلان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يوم السبت لدى عودته إلى موسكو من الولايات المتحدة أن محادثاته في واشنطن كانت ناجحة مشيرا في الوقت عينه إلى أن المشكلة الوحيدة التي يتعارض الموقفان الروسي والأمريكي تجاهها هي كوسوفو مجرد تظاهر بالرضى .فالمراقبين رأوا أن المحادثات أظهرت أن الجانبين لا يستطيعان إيجاد لغة تفاهم مشتركة حيال أغلبية القضايا الدولية المحورية، خاصة قضية الشرق الأوسط. فقد رفض الجانب الأمريكي تلبية دعوة الجانب الروسي إلى بدء الحوار مع حركة quot;حماسquot; وإشراك سورية وإيران في العملية السلمية. وكانت النتيجة أن البيان الصادر في ختام اجتماع اللجنة الرباعية في واشنطن تجاهل ذلك. وليس هذا فقط بل قررت quot;الرباعيةquot; أن توافق على تمديد الحصار المالي الذي فرضته الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على فلسطين في يناير 2006. وبالتالي فإن الجانب الروسي اضطر إلى القبول ببيان لا يمكن أن يرضيه.

ويرى المراقبون انه تم تجديد رفض الاقتراح الروسي بعقد مؤتمر دولي خاص بالشرق الأوسط والذي ترفضه الولايات المتحدة وإسرائيل لاعتقادهما بأن عقد مؤتمر كهذا سيحتم إشراك القوى الصديقة لموسكو والمعادية لواشنطن وهو ما سيغير ميزان القوى المشاركة في عملية السلام لغير صالح الولايات المتحدة وإسرائيل.

وحول التصريحات التطمينية التي قال فيها المسؤولون الأمريكيون إنه ليس لديهم خطط لشن الحرب ضد إيران يرى المراقبين إنها لم تبدد التخوفات من إمكانية أن تشن الولايات المتحدة عملية عسكرية على إيران. كما أظهرت محادثات لافروف في واشنطن أن الجانب الأمريكي لا ينوي العدول عن قراره بفرض عقوبات على الشركات الروسية التي تتهمها واشنطن بأنها دخلت في تعاون عسكري مع إيران.

أما بالنسبة لخطط واشنطن لإقامة نظام دفاعي مضاد للصواريخ بالقرب من روسيا، وهي خطط يُعتقد أنها تستهدف روسيا، فإن quot;ما سمعناه لا يقنعنا بأن هذا رد مناسب على ما يهدد منع الانتشار النووي والصاروخي على أرض الواقعquot; كما قال لافروف لدى عودته إلى موسكو.

وعلى الصعيد العلاقات الثنائية أكد الجانب الأمريكي استعداده لرفع قيود فرضها البرلمان الأمريكي على التبادل التجاري مع روسيا في زمن الاتحاد السوفيتي لمعاقبة الأخير على تقييد هجرة اليهود إلى إسرائيل. غير أن لافروف اعترف بأن واشنطن لم تعط ردا على سؤال من يعترض في الولايات المتحدة على رفع القيود التجارية. وخلص لافروف إلى القول إن quot;هذا يعني أن هناك قوى خفية تمنع رفعهاquot;.