الأكراد يرحبون بترحيل عرب المدينة مقابل تعويضات
عشائر عربية ترفض إلحاق كركوك بكردستان

اجراءات لتنظيم اقامة اللاجئين العراقيين في سوريا

طالباني: لاعلاقة لزيارتي لدمشق بإجراءاتها ازاء العراقيين

المالكي ينفي اتهامات بانحيازه طائفيا والهاشمي الى الكويت

غارات جوية تقتل مسلحين للقاعدة بالعراق

أسامة مهدي من لندن: تصاعدت حدة الخلافات القومية حول مشكلة مدينة كركوك العراقية الشمالية الغنية بالنفط مع اقتراب استحقاقات تطبيع الأوضاع فيها والتي قررها الدستور العراقي .. وذلك برفض عشائر المدينة اليوم قرار لجنة التطبيع بترحيل العرب منها مقابل تعويضات مادية وعينية ومعارضة إلحاق المدينة بإقليم كردستان الذي يحكمه الاكراد منذ العام 1991. وأبلغ مصدر عراقي quot;إيلافquot; اليوم أن مجلس العشائر العربية في كركوك (255 كم شمال بغداد) أنهى مؤتمرا موسعا حضرته ألف شخصية عربية امس بقرارات ترفض ترحيل عرب المدينة وإلحاقها بإقليم كردستان كما يطالب الأكراد . وأصدرت اللجنة العليا لتطبيق المادة 140 من الدستور العراقي قرارا أمس بعودة العوائل الوافدة من المناطق المتنازع عليها الى مناطقهم السابقة بعد منحهم مبلغا قدره 20 مليون دينار وقطعة أرض سكنية في مناطقهم الأصلية ونقل سجلاتهم وجميع المستمسكات الرسمية لهم.

ورفض مجلس العشائر العربية هذا القرار اليوم إثر مؤتمر حضره شيوخ ووجهاء العشائر العربية في المحافظة ومحمد خليل عضو اللجنة العليا لتطبيق المادة 140 وعضو مجلس المحافظة . وقرر المجلس تنظيم تجمعات وتظاهرات جماهيرية للمطالبة بسحب القرار وتعديله بتخيير الوافد بين العودة او البقاء في كركوك.

كما شارك في المؤتمر الذي عقد تحت شعار quot;عراقية كركوك ووحدة العراقquot; ممثلون عن المجلس الاستشاري العربي والتجمع العربي والمجلس الحوزوي لعشائر الجنوب والتيار الصدري والحزب الإسلامي العراقي وجبهة الحوار الوطني ومنظمات للمجتمع المدني.

وقال المنسق العام للمؤتمر احمد حميد العبيدي في تصريح صحافي إن اكثر من الف شخصية عربية سياسية ومستقلة الى جانب شيوخ العشائر وضباط الجيش السابق اكدت عدم ارتباط كركوك بأي اقليم سوى بغداد , وأوضح ان المجتمعين طالبوا الحكومة بتأجيل تطبيق المادة 140 الى حين quot;إكمال التعديلات الدستورية وفق المادة 142 الخاصة بذلك . وتنص المادة 140 على تطبيع الأوضاع في المدينة وإجراء إحصاء سكاني منتصف العام الحالي واستفتاء على مصير المدينة بين إلحاقها في إقليم كردستان او بقائها مستقلة من المقرر ان يجري أواخر العام الحالي وهو الاستفتاء الذي تطالب الجبهة التركمانية العراقية بتأجيله لسنوات عدة.ويطالب الأكراد بإلحاق كركوك بإقليم كردستان الأمر الذي يعارضه العرب والتركمان حيث يسكن المدينة حوالى مليون نسمة هم خليط من التركمان والأكراد والعرب مع اقلية كلدانية اشورية.

وقد اصدر هاشم الشبلي وزير العدل العراقي امس قرارا يقضي بإعادة عرب العراق من كركوك إلى مناطق سكناهم الأصلية ومنحهم مقابل ذلك تعويضات مالية اثر اجتماع عقدته في بغداد اللجنة العليا لتنفيذ المادة 140 .

خلافات كردية تركمانية عربية حول قرار الترحيل

واكد التجمع العربي في كركوك ردا على هذا القرار أن أيا من عرب العراق لن يغادروا كركوك أبدا وسيدافعون عن أرضهم وأملاكهم من الهجمة الجديدة ولا توجد قوة في الأرض تستطيع طرد العرب من كركوك. لكن الأحزاب الكردية رحبت بقرار اللجنة بإعادة العرب الوافدين الى مناطقهم الاصلية . وقال رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني إن كركوك مدينة كردستانية quot;واستراتيجيتنا الوحيدة إزاءها هي تنفيذ المادة 140 من الدستور العراقي الدائم مع توجهنا بان تكون كركوك مدينة نموذجية للتعايش القومي والديني بعيداً عن اي حساسيات او حزازات بين الكرد والعرب والتركمان والكلدوآشوريين فيهاquot;.

وبصدد طموحات الكرد في تشكيل دولتهم المستقلة قال ان المسألة لا تشكل حلماً في رأينا بل هي واقع تاريخي يؤكد ان للشعب الكردي كامل الحق في بناء دولته المستقلة وفي كل الامور انا مع الحوار والحل السلمي لكل القضايا، الا ان النظام الفيدرالي هو الحل الأنسب للمسألة الكردية في عراق اليوم.

غير ان سعدالدين اركيج رئيس الجبهة التركمانية العراقية قال إن إجبار العرب الوافدين على مغادرة المدينة وإعطاءهم التعويضات هو امر غير سليم، اذ يجب ان يعطى لهم الحق في الاختيار بين مغادرة كركوك او الاستقرار فيها. واضاف ان ما يحصل الان في مدينة كركوك امر خطر جدا من مظاهر الانفلات الامني وعدم الاستقرار . وحذر من ان صدور قرار كهذا في هذا الوقت قد يؤدي الى تصادم بين القوميات . واتهم الاكراد بمحاولة تغيير ديموغرافية المدينة واضاف ان laquo;هناك أعدادا هائلة من الأكراد نزحوا من المحافظات بل حتى من خارج العراق بعد عام 2003 الى مدينة كركوك، من اجل تغيير ديموغرافيتها . وطالب باعادة مدينة كركوك الى وضعها الطبيعي .

تحذيرات دولية

وفي وقت سابق حذرت الامم المتحدة من quot;أزمة تلوحquot; في مدينة كركوك العراقية وقال تقرير لها إن المدينة قد تصبح نقطة اشتعال اقليمية. وتراقب دول مجاورة مثل تركيا بالفعل الأحداث في كركوك عن كثب حيث إن لها صلات تاريخية بالتركمان وتساورها شكوك عميقة في الطموحات الكردية. وخضعت كركوك في عهد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين لسياسة quot;تعريبquot; طرد خلالها العديد من الاكراد والتركمان من ديارهم وحل محلهم عرب غالبيتهم العظمى شيعة من الجنوب.

وقالت مجموعة دراسة العراق التي قدمت تقريرها الشهر الماضي للرئيس الاميركي جورج بوش ان هناك quot;خطرا كبيراquot; من أن الاستفتاء سيشعل المزيد من أعمال العنف في كركوك. وحذرت تركيا في الاسبوع الماضي من أنها قد لا تقف مكتوفة الايدي اذا سيطر الاكراد على كركوك على الرغم من ان محللين يستبعدون تدخلا عسكريا من قبل تركيا وهي حليف للولايات المتحدة في حلف شمال الاطلسي. لكن أنقرة قد تزيد ضغوطها الدبلوماسية والتجارية لان الاراضي التركية توفر ممرات برية حيوية لصادرات النفط العراقية المحتملة للغرب.