الحل المرتقب للازمة ينتظر وصول موسى
هدنة لبنان موقتة بانتظار ذكرى اغتيال الحريري

السنيورة مع يوسف
ريما زهار من بيروت: بعدما كان الاول في الحديث عن بوادر ايجابية في لبنان الذي يمر بأزمة حادة حاليًا، بات رئيس المجلس النيابي نبيه بري الاول ايضًا في الحديث عن شكوك في ما خص الهدنة التي يمر بها لبنان حاليًا. وهذا يدفع باللبنانيين الى التشاؤم على اعتبار ان الرئيس نبيه بري شكل دائمًا مرجعًا لكل ما يمكن ان يبني حورًا بين مختلف الافرقاء، كما بات من المواقع التي لا تمر مبادرة عربية في لبنان الا من خلاله.
ويقول مصدر معارض ان تفاؤل الرئيس نبيه بري كان مرده الاشارات الايجابية بعد المحادثات التي جرت بين الامير بندر بن سلطان واحمد لاريجاني بخصوص الازمة اللبنانية.
ويضيف المصدر ان هذه المحادثات دخلت حيزًا مهمًا وكانت قريبة من الوصول الى حل على مستوى الموضوعين الاساسيين الذين يتخبطان فيهما لبنان، وهما موضوع المحكمة الدولية وحكومة الوحدة الوطنية.
وعلى مستوى الحكومة فان المحادثات بين القطبين اعطت للمعارضة الثلث الضامن على ان يبقى فؤاد السنيورة رئيسًا للوزراء، اما في ما خص المحكمة الدولية فقد تم التوصل الى ارجاء هذا الموضوع الى نهاية التحقيق الدولي الذي يقوم به القاضي الالماني سيرج براميرتس.
وكان الهدف الاساسي من هذه المباحثات كسب الوقت وكان يعتقد كل من الطرف السعودي والايراني بان هذه المحادثات وما تم التوصل اليه يمكنها ان تطمئن الافرقاء المحليين والدوليين بمن فيهم روسيا التي تتحفظ على هذا المشروع.

ويعتبر المصدر ان شخصية الامير بندر كانت رئيسية في المحادثات وانها كانت اشارة على نجاحها لان المعروف عن هذا الاخير ان له علاقات جيدة مع الادراة الاميركية، ولن يأخذ اي مبادرة تعارضها اميركا، خصوصًا وان الاميركيين لا يمكن ان يقوموا بمحادثات مباشرة مع ايران.
وكانت المحادثات قد وصلت الى حد كبير من الايجابية ولم تكن تنتظر سوى وصول الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الى لبنان من اجل تثبيت هذه المحادثات واعطائها طابع الانجاز.
لكن التطورات الاخيرة خلال الايام القليلة الماضية، أظهرت ان هذه المحادثات لم تصل الى نتيجة، لان الاتفاق بين السعوديين والايرانيين اصطدم بمعارضة داخلية ودولية.
ويؤكد المصدر المعارض ان المحادثات اصطدمت خصوصًا بالمحكمة الدولية كما يظهر خشيته من عدم امكانية استمرار الهدنة التي يسير فيها لبنان حاليًا.

احداث مؤلمة

وبالنسبة للمصدر نفسه فان كل الافرقاء في لبنان يعلمون الآن خطورة الوضع فيه، بعد الاحداث المؤلمة التي جرت خلال ثلاثاء الاضراب وخميس الجامعة العربية، ويعتبر المصدر المعارض ان الاكثرية حاولت جهدها ازالة مخيمات الاعتصام من وسط بيروت، لكن الامر لم يأت بنتيجة اذ ان المعارضة تصر على بقائها حتى تحقيق كل المطالب، لكن هذا لا يعني بان المعارضة تنوي اثارة المشاكل خلال الذكرى الثانية لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط(فبراير) المقبل، وفي هذا الصدد يتابع المصدر المعارض فان الرئيس بري ينوي ايضًا الحديث خلال هذه الذكرى كي لا يعتبر البعض انها تفرق اللبنانيين بل تجمعهم.
من جهتها تخشى قوى الاكثرية من المعارضة ان تصعد اعتراضها واعتصامها بعد 14 شباط(فبراير) وهذه الاتهامات والاتهامات المضادة تعطي فكرة واضحة عن مدى التأزم وعدم الثقة بين الفريقين.
وفي هذا الجو المشحون، ورغم الهدنة المعلنة، فان الامل الوحيد يبقى الزيارة المرتقبة للامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، حتى لو لم تكن المعارضة تأمل الكثير من هذه الزيارة.
وهكذا يمكن القول ان لبنان سيمر بهدنة هشة حتى تاريخ 14 شباط( فبراير) والامل في هذا الخصوص ان توحد هذه الذكرى المؤلمة كل اللبنانيين تحت شعار لبنان للجميع.