لقاء مكة وانعكاساته الفلسطينية الإسرائيلية

موسى في موسكو: رهان عربي على إيفانوف

موسى ينتقد الرباعية ويدعولإشراك دمشق

وسيم الدندشي من الرياض، جدة، وكالات: عشر مرات هو العدد الذي أعلن فيه قادة الفصائل المتعاركة في فلسطين هدنة مؤقتة لوقف القتل والخطف، والذي بلغ معدله خلال أيام قليلة نسبة قياسية مقارنة بعدد الأيام القليلة منذ ابتدأت المواجهات المحلية الفلسطينية. ليعطي ذلك صورة واضحة لحجم التدهور الذي وصلت إليه العملية السياسية منذ لقاء الطرفين في دمشق الأسبوع الماضي، والتي تدخلت فيه بشكل مؤثر لمحاولة إنجاح اللقاء بين عباس ومشعل، ولم يتحقق ذلك سوى بمؤتمر صحفي أكد فيه الطرفان على الوحدة الوطنية، ونبذ العنف والاقتتال.

فشل .. ونجاح

عدة اعتبارات تجعل ما فشل تحقيقه في دمشق قابلا للنجاح والتحقق في مكة، منها طبيعة النداء العلني الذي وجهه العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز للطرفين باسم العروبة والإسلام، ليضع الطرفين في مواجهة موحدة أمام الرأي العام الفلسطيني أولا والعربي والإسلامي ثانياً، والذي يسعى كلا الطرفين ألا يخسر شيئا من التأييد المعنوي، والتعاطف الشعبي بسبب الدخول في متاهة الاقتتال الداخلي، وثاني تلك الاعتبارات ما ذكره الرئيس الفلسطيني أبو مازن لصحيفة الأخبار اللبنانية في عددها الصادر اليوم من أنquot; فرصة الحوار في مكة هي الخيار الأخير قبل قيام حرب أهلية بين الطرفينquot;، حيث من الصعوبة بحال فيما بعد إن لم يتفق الطرفين جمعهما على طاولة واحدة.

الحل المؤقت

استبعد المحلل السياسي والكاتب الصحفي بجريدة الرياض عادل الطريفي أن يتم التوصل بين الطرفين المتقاتلين إلى حل شامل جذري لأبعاد الأزمة الحالية، معتبراً أن ما يجتمع الطرفين من أجله هو البحث عن حل مؤقت للأزمة.
وقد خالف محمد نزال مندوب حماس في دمشق جميع التصريحات الدبلوماسية لممثلي حركة حماس وعلى رأسهم رئيس الوزراء الحالي إسماعيل هنية قائلاquot; على الطرفين الذهاب إلى مكة لبحث موضوع الحكومة الوطنية الفلسطينيةquot;، حيث أنها المخرج الأفضل لحماس من الأزمة الحالية، وبعد تجربة قاسية في الحكم، توقع الكثير من المحللين السياسيين فشلها من أبرزهم عبد الرحيم علي مدير المركز العربي لدراسة الحركات الإسلامية عازياً ذلك لعدم وجوب تجربة حقيقية سابقة في إدارة الحكم، بالتالي عدم وجود مشروع واضح لبناء دولة.

أوراق سياسية وأمنية

فالملفات التي ستطرح على طاولة النقاش متعددة ومتشابكة، ولابد للطرفين تقديم شيء من التنازلات في سبيل الوصول إلى صيغة حل تشابه المنطق اللبناني، أي لا غالب ولا مغلوب. من أبرز تلك الملفات تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، قدمت حماس حال التفاوض حولها عدة تنازلات جوهرية وصلت إلى التخلي عن منصب رئيس الوزراء لطرف أكاديمي مستقل فشل الطرفين في الاتفاق عليه، والدعوة إلى انتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة تتوافق مع الدستور، وقد دعا إليها محمود عباس أبو مازن، فيما ترفضها حماس وتعتبرها انقلابا حقيقياً، خاصة بعد مشكلة الرواتب التسعة التي عجزت حماس تسديدها لموظفي الدولة مما أدى إلى تراجع كبير لها في التأييد الشعبي، ومنها أيضا وثيقة الأسرى، واستئناف عملية السلام التي من الممكن بغض النظر عن تجاوب الطرف الإسرائيلي الوصول فيها إلى توافق عميق، خاصة بعد قبول حماس علناً بفكرة الدولة الفلسطينية المجاورة لأخرى إسرائيلية، بعد شعارات ثورية برفض جميع ما اتفقت عليه منظمة التحرير مع الطرف الإسرائيلي، هذا في الجانب السياسي، أما فيما يتعلق بالمسائل الأمنية فتتضمن الجدل حول القوة التنفيذية التابعة لـ quot;حماسquot;، والتي يقدر عددها بنحو 10 آلاف مجند، فيما يبلغ عدد أفراد قوات أمن الرئاسة والأخرى التابعة لفتح بنحو 60 ألف مجند، أضف إلى ذلك قضية الجندي الإسرائيلي المخطوف، ومسألة الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، ومعالجة حالة الانفلات الأمني التي تمارسها الأجنحة المسلحة التي تسعى للحصول في مقعد مؤثر في هذه الأزمة.


العاهل السعودي يستقبل أبو مازن أول الواصلين

استقبل العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في قصره بجدة في تمام الساعة الثالثة والنصف من عصر اليوم الرئيس محمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية والوفد المرافق له، الذي وصل إلى المملكة في وقت سابق اليوم تلبية لدعوة خادم الحرمين الشريفين لقادة الشعب الفلسطيني إلى لقاء عاجل في رحاب بيت الله الحرام لبحث أمور الخلاف بينهم بكل حيادية ودون تدخل من أي طرف .
وفي بداية الاستقبال رحب خادم الحرمين الشريفين بالرئيس محمود عباس ومرافقيه في المملكة العربية السعودية .

وأعرب الملك عبدالله عن أمله في أن يسفر اللقاء المرتقب لقادة الشعب الفلسطيني في مكة المكرمة عن حل يرضي الله تعالى ويحقق آمال وتطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق والشعوب الإسلامية والعربية وكل من آزر القضية ودعمها.

وأكد خادم الحرمين الشريفين أن ما يحصل في أرض فلسطين الشقيقة لا يخدم غير أعداء الأمة الإسلامية والعربية وأنه إذا استمر سيحرم الشعب الفلسطيني من ثمرة نضاله البطولي على مدى السنين من أجل تحقيق حقوقه الوطنية .

من جهته أعرب الرئيس محمود عباس عن شكره وتقديره للملك عبدالله بن عبدالعزيز على دعوته الكريمة لقادة الشعب الفلسطيني للالتقاء في مكة المكرمة لبحث أمور الخلاف بينهم والوصول إلى حلول عاجلة لما يجري على الساحة الفلسطينية . ونوه بالمواقف الثابتة للمملكة العربية السعودية من القضية الفلسطينية ودعمها الدائم لحقوق الشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة على ترابها الوطني وعاصمتها القدس. وأشار إلى أن دعوة خادم الحرمين الشريفين تأتي في سلسلة مبادراته المستمرة لإيجاد حلول عادلة ودائمة للقضية الفلسطينية .

أول الواصلين

وقد وصل الرئيس محمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية إلى جدة مساء اليوم، وكان في استقباله في مطار الملك عبدالعزيز الدولي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية ومعالي نائب رئيس المراسم الملكية الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز الشلهوب، ومدير عام فرع وزارة الخارجية بمنطقة مكة المكرمة السفير محمد بن احمد طيب، والسفير الفلسطيني لدى المملكة جمال عبداللطيف وعدد من المسؤولين.

ويرافق الرئيس الفلسطيني خلال زيارته إلى المملكة وفد يضم ممثل الرئيس الشخصي روحي فتوح وعضو المجلس التشريعي رئيس كتلة فتح عزام الأحمد، وعضو المجلس التشريعي محمد دحلان، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح نصر يوسف، ومستشار الرئيس الاعلامي نبيل عمرو، ورئيس المراسم عبدالكريم عويضة، ورئيس الحرس الرئاسي شحادة إسماعيل.