واشنطن: دعا وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط اليوم الولايات المتحدة الى بذل المزيد من الجهود لتحقيق السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين وترجمة اقوالها الى افعال على الأرض. وقال أبو الغيط في كلمة امام مؤتمر بمعهد بروكنغز هنا قبل لقائه وزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس في وقت لاحق ان جولة رايس القادمة في الشرق الأوسط لحضور اجتماع مشترك مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس quot;ينبغي ان يجري التعامل فيها مع الافعال وان تظهر تصميما امريكيا على تحقيق السلام وبذل الجهود للتقريب بين مختلف الاطرافquot;.

واضاف ان الجميع يدركون متطلبات التسوية للصراع الفلسطيني الاسرائيلي وينبغي عليهم القبول بتحقيق هذه التسوية معربا عن الحاجة الى ان تبذل الولايات المتحدة جهودا في هذا الصدد تتسم بوجودة رؤية وتصميم على تحقيق السلام وليس مجرد الحديث حول قضايا السلام. واعرب أبو الغيط عن الحاجة الى ان تظهر واشنطن quot;اهتماما عميقاquot; بتحقيق السلام بين الفلسطينيين واسرائيل محذرا في الوقت نفسه من استبعاد حركة حماس من العملية السياسية في الاراضي الفلسطينية.

وقال ان quot;الولايات المتحدة والقوى الاقليمية والعالم اجمع ينبغي ان يدركوا ان حماس هي حقيقة واقعةquot; مؤكدا على ضرورة ان تدرك الادارة الامريكية ان حل القضية الفلسطينية quot;سيعني حل نصف مشكلات الشرق الأوسط تقريباquot;. ومن المقرر أن تشارك رايس في اجتماع ثنائي في القدس بين أولمرت وعباس في 19 الجاري في محاولة جديدة لاستئناف محادثات السلام المتوقفة بين الفلسطينيين والاسرائيليين.

وترفض اسرائيل اجراء محادثات سلام مع الفلسطينيين في ظل ترؤس حركة حماس للحكومة فيما تطالب واشنطن واطراف دولية اخرى الحركة بتنفيذ ثلاثة شروط هي الاعتراف باسرائيل ونبذ العنف والاقرار بالاتفاقيات السابقة في مقابل انهاء مقاطعة دولية للحكومة الفلسطينية. وتسببت هذه المقاطعة بتفاقم الظروف المعيشية للفلسطينيين وادت الى وجود صراع على السلطة بين حركتي فتح وحماس اللتين اخفقتا في الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية لانهاء المقاطعة الدولية وعودة مفاوضات السلام مع اسرائيل.

وأعرب ابو الغيط عن امله في نجاح اجتماعات مكة التي تستضيفها السعودية لحل المشكلات بين فتح وحماس ووقف الاقتتال الداخلي بين الفلسطينيين مشيرا الى ضرورة الا تسفر تلك اللقاءات عن توقيع اتفاق لوقف القتال بين الطرفين فقط بل ان تقود كذلك الى تحقيق الوحدة والتماسك بين الفلسطينيين.

واعتبر ان المسألة quot;ليست وقف القتال فقط بل ان الفكرة الرئيسية ينبغي ان تكون ايجاد تحرك فلسطيني يتفق على جهود تحقيق السلام وايجاد مناخ سياسي ملائم وأطراف ملتزمة بالسلامquot;. وتعليقا على الوضع في العراق قال أبو الغيط أن مصر ستدعم قرار الولايات المتحدة بارسال المزيد من القوات الى العراق في حال ما كان الهدف من ذلك هو حل القوى المسؤولة عن العنف الطائفي هناك وفتح الباب امام العملية السياسية ومساعدة هؤلاء الذين يقاطعونها على الاندماج فيها.

وتجنب وزير الخارجية المصري اتهام ايران بلعب دور اساسي في اذكاء العنف الطائفي بالعراق مكتفيا بالقول أنه quot;قد يكون هناك بعض الدول المجاورة للعراق التي تتدخل في شؤونهاquot; مشددا على ضرورة ان يسعى هؤلاء الى الحفاظ على وحدة العراق. واعتبر ان تعديل الدستور العراقي على نحو يمنح السنة سلطات اكبر ووضع حد لعملية اجتثاث البعثية سوف يسهم في حل مشكلات العراق مشيرا الى ان بلاده وعددا اخر من دول المنطقة تعارض مغادرة القوات الامريكية العراق في ظل الاوضاع الراهنة.

وحذر من ان quot;استمرار العنف الطائفي مع مغادرة القوات الامريكية ووجود المشكلة الفلسطينية الاسرائيلية سيؤدي الى استشراء الصراع من لبنان غربا الى الخليج شرقاquot;. كما حذر من شن اي هجمات عسكرية ضد ايران مؤكدا ان quot;الشرق الاوسط لديه مشكلات كافية فبالاضافة الى القضية الفلسطينية والعراق هناك صراعا في السودان والصومال ومن ثم فان المنطقة تمر باكثر مراحلها صعوبة على مدار تاريخهاquot;.

ويزور ابو الغيط واشنطن بصحبة رئيس جهاز المخابرات العامة الوزير عمر سليمان في للاجتماع الى وزيرة الخارجية كونداليزا رايس ومستشار الامن القومي ستيفن هادلي وعدد من قيادات الكونغرس.