مكة (السعودية): تميز اسماعيل هنية الذي كلفه الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم الخميس تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، بمواقفه المعتدلة في حركة حماس، وهو من الجيل الجديد في صفوفها. وقد كلف هنية (44 عاما) الذي عين في اذار/مارس الماضي رئيسا للحكومة التي شكلتها حماس، على اثر فوز الحركة في الانتخابات التشريعية في كانون الثاني/يناير 2006، تشكيل حكومة الوحدة الوطنية في ختام اجتماع بين حركتي حماس وفتح في مكة (السعودية).

ويتحدر هنية من اسرة فلسطينية لاجئة من قرية الجورة في مدينة عسقلان (جنوب اسرائيل). وقد ولد عام 1963 في مخيم الشاطىء للاجئين الفلسطينيين في غزة ولا يزال يسكن في هذا المخيم الفقير.انهى دراسته الابتدائية والاعدادية في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) وحصل على الثانوية العامة من معهد الازهر الديني بغزة، ثم التحق بكلية التربية قسم اللغة العربية في الجامعة الاسلامية وتخرج منها.

ونشط اسماعيل هنية في الكتلة الاسلامية الذراع الطلابية للاخوان المسلمين والتي انبثقت منها لاحقا حركة حماس، ثم اصبح عضوا في مجلس طلبة الجامعة الاسلامية في غزة المشكل من الكتلة خلال عامي 1983 و1984.ثم تولى منصب رئيس مجلس الطلبة خلال عامي 1985 و1986 حيث شهدت الجامعة الاسلامية خلال تلك الفترة خلافات حادة بين الكتلة الاسلامية والشبيبة الفتحاوية الذراع الطلابية لفتح التي كان يتزعمها محمد دحلان.

بعد تخرجه تولى هنية مناصب عدة منها امين سر مجلس امناء الجامعة الاسلامية بغزة ثم مدير الشؤون الادارية في الجامعة، فمدير الشؤون الأكاديمية في الجامعة ثم اصبح عضو مجلس امناء الجامعة الاسلامية.واعتقل هنية اكثر من مرة في السجون الاسرائيلية خلال الانتفاضة الاولى التى اندلعت في 1987 حيث سجن ل18 يوما في عام 1987 كما اعتقل عام 1988 لمدة ستة اشهر.

اما المرة الثالثة فكانت الاطول حيث اعتقل عام 1989 وامضى ثلاث سنوات في السجون الاسرائيلية.وابعدت اسرائيل هنية الى مرج الزهور في جنوب لبنان مع العشرات من قياديي حماس والجهاد الاسلامي وفتح في 17 كانون الاول/ديسمبر 1992 حيث استمر ابعاده سنة.

ومن بين ابرز المناصب التي تولاها هنية ادارته لعدة سنوات مكتب الشيخ احمد ياسين مؤسس حركة حماس وزعيمها الروحي الذي اغتالته اسرائيل في 22 آذار/مارس 2004.وكان عضوا في لجنة الحوار العليا للحركة مع الفصائل والقوى الاسلامية والوطنية الفلسطينية والسلطة الفلسطينية، كما كان عضوا في لجنة المتابعة العليا للانتفاضة ممثلا عن حركة حماس.

وبعد الاغتيالات التى تعرضت لها قيادة حماس في السنوات الماضية اصبح احد اعضاء المكتب السياسي الذي يراسه خالد مشعل.

ويحظى هنية بشعبية كبيرة في اوساط حماس حيث يشتهر بهدوئه ومواقفه المعتدلة وتأكيده الدائم على الوحدة الفلسطينية كما يقيم علاقات قوية مع قيادات الفصائل الفلسطينية المختلفة.وقد تعرض هنية لمحاولة اغتيال بينما كان برفقة الشيخ ياسين في السادس من ايلول/سبتمبر عام 2003 عندما القت طائرة حربية اسرائيلية قنبلة على منزله في غزة غير ان هنية والشيخ ياسين وسكان المنزل نجوا من عملية القصف.وهنية الملقب بابو العبد متزوج وله 13 ولدا.