خلف خلف من رام الله: كشف فيلم وثائقي إسرائيلي يحمل اسم quot;المبعوثquot; عن عرضٍ إسرائيلي قُدّم لإيران لمساعدتها في البدء بمشروعٍ نووي في عهد الشاه محمد رضا بهلوي، والفيلم من إخراج يوسي أشدوت، وسيبث الأسبوع القادم في السينماتيك في تل أبيب. ويظهر في هذا الفيلم السفير الإسرائيلي السابق في طهران مئير عزري الذي مثل إسرائيل هناك مدة 17 عاماً، وهو يدلي بشهادته حول هذه المسألة؛ حيث يظهر أن إسرائيل كانت قد أعربت عن استعدادها لمساعدة إيران في إقامة مفاعلات نووية.

ويظهر من الفيلم أن شمعون بيرس نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي حالياً، عندما كان نائباً لوزير الدفاع كان قد التقى مع الشاه في طهران، وعرض عليه مساعدة إسرائيل لإقامة مفاعلٍ للطاقة في بوشهر، لكن شمعون بيرس امتنع عن التعليق على هذا الكشف للصحافة الإسرائيلية.

ويروي السفير السابق عزري (82عاماً) الذي حضر ذاك اللقاء، أن فكرة إقامة مفاعلاتٍ للطاقة كانت قد طُرحت في مؤتمر علمي دولي عقد في إسرائيل في بداية الستينيات، وشارك في المؤتمر مندوبون إيرانيون، وأحد المواضيع التي طرحت للبحث في المؤتمر كان إقامة محطات طاقةٍ نووية.

وحسب الفيلم فقد تحمس الشاه محمد رضا بهلوي لهذا المشروع المقترح آنذاك، وفي وقتٍ لاحق أعلن عن نيته إقامة ما لا يقل عن 20 محطة طاقة نووية في أرجاء إيران، الأمر الذي سيساعد في تقدم قطاع الصناعة هناك، كما يظهر الفيلم أن الإيرانيون قد قدروا الإمكانيات العلمية لإسرائيل.

وذكرت صحيفة معاريف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق دافيد بن غوريون روى في مذكراته عن عالمي ذرة إيرانيين كبيرين كانا قد زارا مكتبه في أيار/مايو من العام 1958، وقالا له خلال اللقاء: quot;لقد سمعنا أنكم في مجال العلوم تعدون في مرتبة الأمريكيينquot;، كما أوضحا رغبتهما في إقامة علاقاتٍ مع الأسرة العلمية في إسرائيل.

ويذكر الفيلم أن الشاه تخلى لاحقاً عن المساعدة التي عرضتها إسرائيل عليه في المجال النووي، ومنح الامتياز إقامة المفاعلات في بوشهر لشركة سيمنس الألمانية، ولشركات أخرى فرنسية لبناء مفاعلات أخرى، وبدأ الألمان بالفعل ببناء المفاعل، ولكنهم أوقفوا عملهم في أعقاب الثورة الإسلامية في العام 1979، وقد أكملت في العقد الأخير شركات روسية إقامة المفاعل، ويتوقع أن يبدأ المفاعل بالعمل في أيلول المقبل بناءًْ على التقديرات الإسرائيلية، أما بالنسبة لباقي المفاعلات التي خطط لها الشاه فقد بقيت على الورق.

وذكرت صحيفة معاريف أن السفير عزري -الذي قيل عنه أنه لم يكن هناك بابٌ في طهران لم يكن بوسعه فتحه- قد كشف عن تعاونٍ أمني وثيق كان قائماً بين إسرائيل وإيران، وإلى جانب الملحق العسكري في السفارة الإسرائيلية في طهران العقيد يعقوب نمرودي، وضع عزري الأسس لصفقاتٍ عديدة ومتنوعة، بعضها لم ينشر بعد، ويروي عزري قائلاً: quot;لقد بعنا للإيرانيين دباباتٍ قديمة من الجيش الإسرائيلي، وهم باعوا بعضاً من الدبابات لباكستان، وإسرائيل وإيران تقاسمتا الأرباحquot;.

وأضافت الصحيفة أنه يظهر من وثائق لـ quot;CIAquot; انكشفت في طهران أن إسرائيل وإيران قد تعاونتا في مجال صواريخ أرض ndash; أرض، وحسب وثائق أجنبية، فإن عايزر وايزمن وزير الدفاع في حكومة مناحيم بيغن قد وقع على الاتفاق لبناء مصنعٍ للصواريخ في إيران، وتذكر تلك الوثائق أن خبراء إسرائيليين كانوا قد أُرسلوا إلى إيران وبدؤوا ببناء المصنع، لكن توقف عملهم وجرى تهريبهم عائدين إلى إسرائيل في أعقاب عدم استقرار الأوضاع في إيران واندلاع الاضطرابات التي أدت في نهاية 1978 إلى سقوط نظام الشاه، وبعد وقتٍ قصير من ذلك إلى إقامة الجمهورية الإسلامية بقيادة آية الله الخميني، ومن الجدير بالذكر أن هذا الكشف يثير استهجان المستويات الإسرائيلية التي تعبر دوماً عن القلق الإسرائيلي من النشاط النووي الإيراني.