غلق الحدود مع سوريا وايران عشية بدء خطة أمن بغداد
خلية أزمات برئاسة المالكي و85 الف عسكري


عبود هاشم قائد خطة أمن بغداد الجديدة
أسامة مهدي من لندن: قرر العراق اليوم غلق حدوده مع ايران وسوريا لمدة ثلاثة ايام وفرض منع التجول ليلا وحظر حمل السلاح للافراد والقيام بعمليات تفتيش واسعة في جميع انحاء مدينة بغداد التي قسمت الى 10 مناطق وتشكيل خلية ازمات برئاسة رئيس الوزراء نوري المالكي ونشر حوالى 85 الف عسكري من عناصر القوات العراقية والمتعددة الجنسيات عشية البدء بتطبيق الخطة الامنية في العاصمة التي اطلق عليها (فرض القانون) .

وقال رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة العراقية نوري المالكي في بيان تلاه من التلفزيون الرسمي قائد خطة امن بغداد الفريق الركن quot;عبود كنبر هاشمquot; الذي وضعت تحت امرته قوات وزارتي الدفاع والداخلية في العاصمة انه تقرر غلق المنفذين الحدوديين الوليد وربيعة مع سوريا والمنافذ الحدودية الاربعة مع ايران وهي زرباطية وشلامجة وحاج عمران وبيشماغ لمدة ثلاثة ايام وذلك ضمن اجراءات امنية مشددة اخرى توازي اعلان الطوارئ .

وقد تم تقسيم مدينة بغداد الى عشرة قطاعات عسكرية هي الاعظمية والمنصور والكاظمية والصدر وبغداد الجديدة والرصافة والكرخ والكرادة والرشيد اضافة الى المناطق الخاضعة للفرقتين 6 و 7 ليسهل السيطرة عليها . وتقرر فرض حظر التجول للافراد والعجلات من الساعة الثامنة مساء وحتى السادسة صباحا لدى بدء تنفيذ الخطة خلال 48 ساعة . كما تقرر تعليق اجازات حمل السلاح والذخيرة لجميع المواطنين عدا افراد وزارتي الدفاع والداخلية ومؤسسات الحماية المدنية وحماية الشخصيات . واجازت القرارات التي اعلنها المالكي ايضا الاعتقال والتحقيق مع كل شخص يشتبه فيه وتفتيش أي ممتلكات خاصة او عامة ومصادرة الاسلحة غير المرخصة او المهربة وغير الشرعية ومن ضمنها المتفجرات والذخيرة .

وسيتم فرض قيود على حركة المركبات واقامة نقاط تفتيش واسعة في انحاء العاصمة لمراقبة حركتها وتمشيط الشوارع والاماكن العامة .. اضافة الى فرض رقابة صارمة على الاتصالات والطرود والبريد والبرقيات ومراقبة مشددة على الادارات والمؤسسات والاماكن العامة .

وهدد المالكي في بيانه بمعاقبة كل شخص يقوم بعمليات ارهابية او من يؤوي هؤلاء باقصى العقوبات وفقا لقانون مكافحة الارهاب .. وقال انه ستتم احالة جميع الضالعين بعمليات قتل واختطاف وتدمير املاك وتهجير وامتلاك اسلحة الى محكمة الجنايات الكبرى التي ستعقد جلسات خاصة سريعا لمعاقبة المخالفين .

وشدد على قوات وزارتي الداخلية والدفاع بتعقب واعتقال كل المجموعات المسلحة خلافا للقانون ومعاقبتها وفقا لقانون مكافحة الارهاب . ودعا هذه القوات الى عدم التعرض للمساجد ودور العبادة الا في حالات الضرورة القصوى وعندما تحول الى مصادر تهديد للامن العام .

كما هدد بمعاقبة أي شخص يشغل دار عائلة مهجرة مؤكدا ضرورة إخلاء جميع الدور التي هجرها اصحابها وسكنها اخرون خلال 15 يوما وبعكسه سيعاقب المخالفين. واضاف انه سيتم حجز كل مركبة ذات زجاج مظلل او ارقام غير واضحة او يكون اصحابها لايمتلكون اوراقا رسمية صحيحة بملكيتها .

وشدد المالكي على القوات المنفذة لخطة امن بغداد بضرورة مراعاة حقوق الانسان عند تنفيذها وان يقوم قائد الخطة بتقديم تقرير اسبوعي له عن مجرياتها والتقدم الذي تحققه .

المواطنون وخطة امن بغداد
وفي وقت سابق اليوم قال المالكي أثناء لقائه مجموعة من أساتذة وطلاب جامعة بابل (100 كم جنوب بغداد) التي زارها صباحا إن الخطة ستطبق خلال هذا الأسبوع وسوف لن يرافقها منع للتجوال في بغداد خلال النهار وستكون الحياة طبيعية ويمارس الناس أعمالهم كالمعتاد.

واضاف المالكي الذي أشار إلى أن تفاصيل الخطة سيعلنها قائد شرطة العاصمة العراقية خلال الساعات ال48 المقبلة إن شوارع بغداد ستشهد انتشارا واسعا لقوات الشرطة والجيش العراقيين وذلك حفاظا على الأمن في العاصمة أثناء تطبيق الخطة الامنية.

إلى ذلك شهدت العاصمة العراقية، بغداد، بجانبيها الكرخ والرصافة اليوم انتشارا واسعا و مكثفا لقوات الجيش والشرطة في إطار الاستعدادات لبدء الخطة الأمنية التي تواجه تحديات كبيرة تتمثل بالتفجيرات المستمرة والتي كان آخرها تفجير سيارة مفخخة قرب جامعة أهلية غرب بغداد اليوم وراح ضحيتها نحو 50 بين قتيل وجريح، في حصيلة جديدة، بينهم عدد من الطلبة.

وظهر الانتشار الأمني الكثيف وما رافقه من وضع نقاط تفتيش للسيارات والأفراد خصوصاً على الجسور التي تربط جانبي العاصمة العراقية على انسيابية سير المركبات، ما تسبب بحصول اختناقات مرورية كبيرة ساهم فيها إغلاق قوات الامن بعض الطرق والجسور الرئيسة.

وقد انقسم العراقيون إزاء خطة امن بغداد الجديدة خطة فرض القانون بين متفائل بنجاحها وبين متشائم يستند في تشاؤمه إلى استمرار التفجيرات وأعمال العنف خلال الأيام الماضية فضلاً عن فشل الخطط الأمنية السابقة في ضبط الأمن في العاصمة العراقية غير أن المتفائلين يردون أن الإمكانات القتالية والسياسية والإعلامية والاقتصادية التي وضعت تحت تصرف الخطة الجديدة تختلف من حيث الكم والنوع عن تلك التي رصدت للخطط السابقة .
ويقف المواطن البغدادي الذي أنهكه الوضع الأمني المتردي والوضع المعيشي الصعب والقلق على المستقبل منتظرا ما ستؤول إليه خطة أمن بغداد التي ستشهد أوسع انتشار عسكري بمشاركة 50 ألف من قوات الجيش والشرطة العراقيين و35 الف جندي أميركي .


اللواء عبود قنبر قائدا لخطة امن بغداد
وعلى الصعيد نفسه قال مستشار المالكي النائب سامي العسكري من قائمة الائتلاف الموحد اليوم الثلاثاء إن الخطة الامنية الجديدة هي الاولى التي ستكون عراقية بحتة وإن قائد عمليات خطة امن بغداد اعطيت له صلاحيات كبيرة.

وأضاف العسكري أن القائد عبود كنبر هاشم قائد عمليات خطة امن بغداد لن يسمح لقيادات الكتل السياسية بالتدخل في شؤون الاجهزة الامنية من توصيات وتوجيهات , وقال انه اعطيت الصلاحيات الكاملة لقادة المناطق العشر في بغداد بعدم السماح لاي شخصية سياسية التدخل في شؤونهم العسكرية او التدخل في الخطة الامنية كما كان يحدث في السابق والتي ادت الى فشلها. وأكد العسكري ان المالكي حذر القيادات السياسية من التدخل في شؤون الخطة الامنية كما بلغوا ضباط الجيش بأن لا يستلموا الاوامر من اي جهة سياسية من داخل الائتلاف او خارج الائتلاف والا سيكونوا عرضة للمساءلة والمحاسبة.

واوضح العسكري أن هاشم سيوصل امره الى القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي والذي هو عازم على وضع حد لهذه التدخلات سواء بالاعتقال او بغيره. واشار في تصريح لوكالة انباء اصوات العراقي الى ان التحضيرات للخطة الامنية قد بدأت وان تنفيذ اي خطة يؤدي الى مضايقات منها منع تجوال وقطع الجسور والشوارع وهذه هي الضريبة التي يدفعها المواطن لكي ينعم بالامن حتى يتوقف التدهور الامني. واضاف أن مدينة بغداد قسمت الى عشر مناطق وكل منطقة فيها قائد عسكري ترتبط به قطعات من الجيش والشرطة وباسناد من القوات الاميركية وبعد تطهير المناطق من العناصر الارهابية ستبدأ عملية الخدمات وهذه هي الخطوة الثانية.

يذكر ان قائد عمليات خطة امن بغداد عبود كنبر هاشم كان ضابطا في القوات البرية في الجيش العراقي السابق وشارك في الحرب العراقية الايرانية في الثمانينات من القرن الماضي اثناء خدمته في البصرة.

مسؤولان اميركيان : الارهابيون يريدون فرض ارادتهم على العراق
ومن جهة اخرى قال القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة في بغداد دانييل سبكهارد والقائد العام للقوة متعددة الجدنسيات في العراق ديفيد بترايوس في الذكرى الاولى لتفجير مرقد الامامين العسكريين في سامراء ان الاشرار يريدون فرض ارادتهم على العراق.

وقال المسؤولان الاميركيان في تصريح مشترك ارسلت نسخة منه الى quot;إيلافquot; اليوم ان المجاميع الارهابية ارتكبت في العراق عملاً فاجعاً وخسيساً محاولة إثارة العنف الطائفي من خلال مهاجمة ضريح الامامين العسكرين . واضافا انه quot;في هذه الذكرى نستنكر كل من يحاول تدمير أحد المراقد المقدسة في العراق ويحاول تقويض تأسيس حكومة حرة . مازال العديد منهم بيننا اليوم محاولين فرض إرادتهم على هذه الامة . شنت قوى الشر هذه يوم أمس واليوم هجمات أكثر جبناً مستهدفة الشعب العراقيquot; . وقالا quot; بهذه المناسبة وفي استذكار مهيب لضحايا هجمات يوم امس واليوم نود أن نشارك العراقيين الامنين في كل مكان حزنهم على من ضحوا بأنفسهم من اجل عراق أمن وموحد . عزاؤنا الشديد والعميق الى الشعب العراقي بالنيابة عن المجتمع الاميركي في العراقquot;.