أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: أفادت مصادر أمنية مطعة أن حوالي 46 إرهابيا مفترضا يستعدون إلى الدخول للمغرب بهدف تنفيذ اعتداءات ضد مؤسسات أجنبية وفنادق سياحية. وأكدت المصادر نفسها أن هذه العناصر، التي يوجد ضمنها مبحوث عنه في اعتداءات 16 مايو الإرهابية بالدار البيضاء، تدربوا في معسكرات تابعة لجماعة السلفية لدعوة والقتال الجزائرية التي غيرت إسمها، بناء على إذن واستشارة بن لادن، ليصبح quot;القاعدة في بلاد المغرب الإسلاميquot;، في صحراء مالي، مشيرا إلى أنه جرى تشديد المراقبة ورفع درجة اليقظة والتأهب في جميع النقط الحدودية، في خصوصا في المناطق الشرقية للمملكة.

اعتقال 7 اسلاميين للاشتباه في علاقتهم بالارهاب بالمغرب
وكانت المصادر نفسها أكدت، في إفادات ل quot;إيلافquot;، أن تعليمات من جهات عليا صدرت لمختلف الأجهزة الأمنية تقضي برفع حالة التأهب إلى درجة quot;اللون الأصفرquot;، أي تشديد المراقبة واليقظة في مختلف المرافق الحساسة والمؤسسات الأجنبية والفنادق السياحية والمحلات التجارية الكبرى.

واضطرت هذه التطورات المفاجئة، توضح المصادر نفسها، إلى التعجيل بعقد اجتماع أمني رفيع المستوى، يوم عطلة نهاية الأسبوع، بالمعهد الملكي للشرطة بالقنيطرة، وذلك من أجل تدارس جميع الإجراءات الواجب اتخاذها لإحباط هذا المخطط الإرهابي، وكذا لإطلاع المسؤولين الأمنيين على حجم الخطر الذي يتهدد المملكة والمخطط الذي يسعى المشتبه فيهم إلى تنفيذه.

ومباشرة بعد الاجتماع، تضيف المصادر، توصل ولاة الأمن في مختلف مدن المملكة بملف يتضمن بورتريهات تقريبية مرسومة بجهاز الكومبيوتر لأزيد من 30 شخصا يشتبه في انتمائهم إلى خلية إرهابية لها امتدادات دولية وتربط صلات وثيقة بالجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية، مشيرة إلى أن اللائحة تضم quot;إرهابيين مغاربة وجزائريين وتونسيين وليبيينquot;.

وحملت هذه المعلومات الاستخباراتية، التي جاءت نتيجة التنسيق مع الأجهزة الأوروبية والأميركية، السلطات الأمنية إلى تعزيز وجودها في عدد من المؤسسات الأجنبية والمحلية، كما ذهبت إلى حد منع توقيف سيارات مدنية بجانب الدوائر الأمنية، والتؤكد مسبقا وبشكل مدقق من هوية كل من يحاول ولوج هذه المرافق لقضاء غرض إداري أو الحصول على وثيقة.

وأعقب اجتماع القنيطرة سلسلة من اللقاءات لمسؤولين أمنيين على الصعيد الجهوي وجهت فيه أوامر صارمة لرؤساء الدوائر تقضي برصد جميع التحركات في محيط بعض المباني، والعمل لساعات إضافية حتى تبقى درجة اليقظة في المستوى نفسه المطلوب طيلة الأربع والعشرين ساعة. ولم تخف المصادر إمكانية توصل المتهمين إلى إدخال كميات من الأسلحة والمتفجرات، مرجحة تلقيهم تدريبات عسكرية في معسكرات تابعة للجماعات السلفية داخل الجزائر وخارجها، كما لم تستبعد تسلل بعضهم من أوروبا.

وعزت المصادر عينها التعزيزات الأمنية الاستثنائية التي تعرفها طنجة quot;شمال المغربquot; إلى ورود معلومات تفيد وجود أحد هذه العناصر الخطيرة في فندق بالمدينة، رافضة في الوقت نفسه الكشف عن ما إذا كان ضمن المتهمين الثلاثة الذين يخضعون حاليا لتحقيقات مكثفة على يد عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء.

ولوحظ في مداخل العاصمة الاقتصادية تحركات غير مسبوقة لشاحنات وسيارات عسكرية من طراز quot;تجيبquot; تتوجه إلى المدينة وعلى متنها العشرات من الجنود، لم يتسنى التأكد من المهمة التي استقدمو من أجلها أو الوجهة التي تقصدها، أم أن هذه العملية روتينية ليس إلا. وكان اجتماع القنيطرة ضم ولاة الأمن ورؤساء المقاطعات الأمنية ورؤساء الأمن الجهويين عبر المملكة، بحضور شكيب بنموسى، وزير الداخلية، وفؤاد عالي الهمة، الوزير المنتدب بالداخلية، وياسين المنصوري، المدير العام للإدارة العامة للدراسات والمستندات، والشرقي اضريس، المدير العام للأمن الوطني، وعبد اللطيف حموشي، المدير العام لإدارة مراقبة التراب الوطني، ومحيي الدين أمزازي، الوالي المدير العام للشؤون الداخلية.

وتناول الاجتماع، حسب البلاغ لوزارة الداخلية، تقييم الوضع الأمني للبلاد والإجراءات المتخذة من أجل تأمين وضمان الأمن للمواطنين وممتلكاتهم، مضيفا أنه جرى كذلك quot;بحث الوسائل، التي يتعين اعتمادها من أجل تحصين بلادنا ضد أي تهديد إرهابيquot;.

يشار إلى أن ثلاثة أشخاص أوقفوا، الجمعة الماضية، في احدى المدن، التي لم يكشف عنها، قبل أن يجري نقلهم إلى الدار البيضاء للتحقيق معهم. وذكرت مصادر أمنية أنهم يتحدرون من ضواحي القنيطرة وتتراوح أعمارهم ما بين 30 و40 سنة، في حين لم تكشف عن وجود علاقة للموقوفين بمخطط إرهابي يرجح أنه كان يستهدف مدنيين ومرافق سياحية وتجارية في طنجة التي تعرف حاليا تعزيزات أمنية مكثفة عند مداخل الفنادق والباحات لتفتيش السيارات.