خلف خلف وبشار دراغمهمن رام الله، القدس، وكالات:قالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس بعد محادثات مع القادة الفلسطينيين الاحد انها لا ترى اي مؤشرات على ان حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية الجديدة ستلبي الشروط التي وضعها الغرب.وصرحت رايس للصحافيين عقب اجراء محادثات منفصلة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت quot;لم ار شيئا حتى الان يشير الى ان هذه ستكون حكومة تلبي الشروطquot; التي وضعتها اللجنة الرباعية حول الشرق الاوسط لرفع المقاطعة عن الحكومة.الا انها اكدت ان واشنطن ستنتظر لترى تشكيلة وبرنامج الحكومة الجديدة التي تضم كل من حركتي فتح وحماس والمتوقع تشكيلها خلال اسابيع.

وقد وضعت وزيرة الخارجية الاميركية كوندليزا رايس لمساتها الأخيرة اليوم الأحد على القمة بعد اجتماعها الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، ولكن أوساط فلسطينية رفيعة تحدثت لـ ايلاف ترى أن توقيت هذه القمة بين عباس ورايس وأولمرت يثير زوبعة من التساؤلات حول جدواها في ظل عدم وجود حسن نوايا بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بل على العكس من ذلك فان التشاؤم لدى الطرفين واضح، وهذا يعني بأنها لن تكون على بث الروح في الحل السياسي.

وبدورها صحيفة يديعوت نقلت اليوم الأحد عن الأوساط المحيطة في أولمرت إشارتها أنها تعلق القليل جدا من الآمال على القمة التي تعقد غدا قبل الظهر في فندق قلعة داود في القدس. وقالت الصحيفة: ويبدو أن الطرفين، الإسرائيليين والفلسطينيين، يبذلان جهودا لعدم المس بمكانة رايس ولهذا فهم يتعاونان، ولكنهما يريدان أساسا أن يرونها تواصل طريقها إلى المحطة التالية.

وفي مكتب الرئيس الفلسطيني أيضا لا يؤمنون بأن القمة ستجلب أي تغيير سياسي، كما يتطلع المواطنون الفلسطينيون إلى أنه من الضروري قبل البحث في إقامة دولة فلسطينية ينبغي الوصول إلى اتفاق لرفع الحواجز التي تقتل الحياة وتحول المدن والقرى لكنتونات مفصولة عن العالم، وتنعقد القمة الثلاثية في أسوأ وقت من ناحية الفلسطينيين وكذلك الإسرائيليين الذين يعانون من مشاكل داخلية جمة.

الرئيس محمود عباس أوضح اليوم بعد اجتماعه مع رايس أن القمة الثلاثية التي ستجمعه مع أولمرت ستخوض في مسألة الأفق السياسي، مضيفاً أننا سنتطرق بالتأكيد إلى اتفاق مكة، الذي تم في الأراضي المقدسة برعاية الملك عبد الله بن عبد العزيز، خادم الحرمين الشريفين.

تل أبيب وواشنطن..جبهة واحدة

يأتي هذا فيما تشير التصريحات الصادرة عن المسؤولين الإسرائيليين أن الولايات المتحدة وإسرائيل قد اتفقتا في نهاية هذا الأسبوع - ضمن جبهة واحدة- وفي أعقاب اتصالات أجراها رئيس الوزراء الإسرائيلي مع الرئيس الأميركي جورج بوش، ولقاء رايس ndash; لفني على رفض الاعتراف في حكومة الوحدة الفلسطينية التي تم التوافق عليها في مكة، وهذا كله بمواجهة محمود عباس.

وبعبارة أخرى فإنه لن يكون هناك أي بوادر حسن نية أو عقد مؤتمر صحافي خلال المرحلة الأولى من القمة الثلاثية غداً، كما أن رئيس الوزراء أولمرت لن يُدلي بأي بيان، حسبما قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي اليوم، وحسب المصادر الإسرائيلية فأن الجانب الفلسطيني حتى اللحظة غير موجود في الصورة؛ إذ أن الدعم الأميركي للحكومة الفلسطينية التي سيتم تشكيلها مشروطٌ بتنفيذ قرارات الأسرة الدولية، وبالأمس خلال لقاء لفني - رايس هذا ما تم الاتفاق بشأنه بالضبط؛ حيث ذكرتا أن اتفاق مكة لا يلبّي مطالب الأسرة الدولية، وأن من المنطقي أن تعمل هذه الحكومة على التقليل من معدل العنف ، والاعتراف بحق الشراكة، والاعتراف بالمبادئ الدولية.

الى ذلك، عبرت حركة حماس عن خشيتها من ممارسة رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت ووزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ضغوطا على الرئيس الفلسطيني محمود عباس (إبو مازن) خلال القمة الثلاثية المقررة يوم غد. وعبرت حماس عن خشيتها من ممارسة ضغوط بشأن اتفاق مكة المكرمة وحكومة وحدة وطنية فلسطينية.

و حذرت العديد من قيادات حركة حماس داخل السجون الإسرائيلية من الاستجابة للضغوط الإسرائيلية والأميركية المتوقعة خلال لقاء رايس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت ، و الرئيس الفلسطيني محمود عباس

و قال الشيخ محمد جمال النتشة ان زيارة رايس للمنطقة تهدف إلى عرقلة تشكيل حكومة الوحدة التي تم التوافق على تشكيلها في اتفاق مكة مضيفا انه كلما ابتعد الشعب الفلسطيني وقيادته عن الاستجابة للضغط الخارجي كان اقرب للوفاق والوحدة والانسجام , وكان اقرب لنبض الشارع الفلسطيني..

من جهته قال المهندس عباس السيد ان هناك علامات استفهام كثيرة تدور حول توقيت هذه الزيارة وغاياتها ومدى تأثيرها على الواقع الداخلي , وقال إنه لا يشك بان نتائجها ستكون منحازة متسائلا : متى كانت هذه الزيارات في خدمة الشعب الفلسطيني ؟.. وطالب السيد بعدم التفاؤل كثيرا من جدوى هذه الزيارات واللقاءات

أما عدنان عصفور فقد وجه انتقادا شديدا للسياسة الخارجية الأميركية تجاه القضية الفلسطينية , وقال إنها لا تمثل طرفا حياديا , إنما كانت دائما في صالح الطرف المعتدي. وقال ان الولايات المتحدة الأميركية , لطالما وقفت في وجه العديد من القرارات الدولية التي تدين إسرائيل ..واختتم عصفور بقوله إن الشعب الفلسطيني لا يعول كثيرا على هذه اللقاءات , وانه يمر في فترة حرجة يحتاج فيها أن تصغي القيادة الفلسطينية لنبض الشارع.. لا لاملاءات الخارج.

إذا اعترفتم..سنعدكم بالدولة

هذا فيما قالت صحيفة معاريف اليوم أيضا أن رئيس السلطة الفلسطينية سيتلقى غدا وعدا إسرائيليا - أميركيا بإقامة دولة فلسطينية، ولكن إلى جانب ذلك سيتم الإيضاح له بأنه إذا أصرت الحكومة الفلسطينية الجديدة على مواصلة سياستها الحالية، فمن شأنه أن يفقد علاقاته مع إسرائيل ومع الولايات المتحدة.

وفي ختام سلسلة من المكالمات الهاتفية أجرت في نهاية الاسبوع بين وزيرتي الخارجية تسيبي لفني وكونداليزا رايس وبين رئيس الوزراء إيهود أولمرت والرئيس الأميركي جورج بوش جرى تنسيق الموقف بالنسبة للقاء القمة الثلاثية التي تنعقد غدا بين أولمرت، رايس وأبو مازن. وسيحصل رئيس السلطة من أولمرت ورايس على أفق سياسي في شكل دولة مستقلة، ولكن من اجل أن يجسدها سيكون ملزما بحمل الحكومة الفلسطينية الجديدة على القبول التام لشروط الرباعية الثلاثة - نبذ الإرهاب، الاعتراف بإسرائيل واحترام كل الاتفاقات السابقة مع الفلسطينيين.

وحسب المصادر الإسرائيلية فان رايس ستوضح في القمة غدا لابو مازن انه إذا لم تتبين الحكومة الفلسطينية الجديدة مبادىء الرباعية فانه يخاطر بالاعتراف التي يحظى به في القدس وفي واشنطن. عمليا، رايس وأولمرت سيوضحان لابو مازن انه من لحظة تشكيل حكومة الوحدة سيلغى التمييز السياسي الذي تضربه اسرائيل والولايات المتحدة بين مؤسسة الرئاسة والرئيس ابو مازن وبين حكومة حماس المقاطعة.
أبو مازن لاختراق الجبهة الواحدة

وبالمقابل، قدرت محافل سياسية إسرائيلية كبيرة ، بان أبو مازن سيحاول في اللقاء الثلاثي العثور على ثغرات في الموقف الأميركي والانتزاع من رايس تصريحا يقضي بان تعترف واشنطن بالحكومة الفلسطينية الجديدة لفترة اختبار، وذلك كي يتمكن من أن يعرض على الشعب الفلسطيني إنجازا سياسيا استراتيجيا في شكل رفع المقاطعة الاقتصادية عن السلطة.

وتقول المصادر أن أولمرت ورايس لن يعرضا على أبو مازن الموقف النهائي الإسرائيل في المفاوضات على التسوية الدائمة. حيث سيرفض أولمرت الحديث في القمة بالتفصيل عن المواضيع المركزية الثلاثة في الطريق إلى التسوية: حدود دقيقة، تقسيم القدس وموضوع اللاجئين الفلسطينيين. وسيكتفي أولمرت بعرض طبيعة الدولة الفلسطينية بخطوط عامة، وسيوضح بان إسرائيل ستوافق على استبدال المحادثات على الدولة الفلسطينية بـ مفاوضات مفصلة على إقامة الدولة الفلسطينية وذلك فقط بعد أن تتبنى الحكومة في المناطق الشروط الأساس بكاملها.