أساس التفاوض مع إسرائيل يقوم على دولتين
مبارك يلتقي عباس ومفوضة الاتحاد الأوروبي

نبيل شرف الدين من القاهرة: تواصلت في العاصمة المصرية فعاليات سياسية ودبلوماسية واسعة، وصفت رسمياً بأنها تستهدف تحريك عملية السلام في المنطقة، وفي هذا السياق عقد الرئيس حسني مبارك اليوم الاثنين جلسة مباحثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، كما اجتمع مبارك أيضاً بالسيدة بنيتا فيريرو فالدنر، المفوضة الأوروبية للعلاقات الخارجية وسياسة الجوار الأوروبي. وعقب اللقاء قال رئيس السلطة الفلسطينية إن أسس التفاوض مع إسرائيل تقوم على فكرة إقامة دولتين فلسطينية وإسرائيلية على أساس الاتفاقيات الموقعة والشرعية الدولية وعلى أساس خطة خارطة الطريق.

من جانبه قال المتحدث باسم الرئاسة المصرية إن محادثات مبارك وعباس تناولت آخر التطورات على الساحة الفلسطينية والجهود المبذولة لإحياء عملية السلام وسبل تحقيق الوفاق الفلسطيني ـ الفلسطيني، كما تناولت المباحثات تطورات تشكيل حكومة الوحدة الوطنية برئاسة إسماعيل هنية، ومتابعة تنفيذ بنود quot;اتفاق مكةquot; والجهود العربية الرامية لرفع الحصار السياسي والاقتصادي عن الشعب الفلسطيني . وأضاف المتحدث الرئاسي أن محمود عباس أطلع الرئيس المصري على نتائج جولته العربية ـ الأوروبية الأخيرة والتي جاءت في أعقاب اللقاء الثلاثي الذي جمعه مع كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية وايهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي .

آلية دولية مؤقتة

من جانبها قالت بنيتا فيريرو فالدنر، المفوضة الأوروبية للعلاقات الخارجية وسياسة الجوار، إن الاتحاد الأوروبي سوف يطلق يوم السادس من آذار (مارس) المقبل، خطة عمل خاصة بسياسة الجوار الأوروبي الجديدة التي تسهم في تفعيل وتدعيم علاقات التعاون بين الاتحاد الأوروبي ودول الجوار ومن بينها مصر، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي لديه برنامج بتقديم 558 مليون يورو لمصر خلال الأعوام الأربعة المقبلة وأوضحت المسؤولة الأوروبية أنها استمعت إلى وجهه نظر مبارك المتعلقة بمجمل القضايا في الشرق الاوسط ، وكيف يسهم الاتحاد الأوروبي في دفع جهود السلام، وقالت إن اللقاء تناول نتائج اجتماع اللجنة الرباعية الدولية الذي عقد في برلين مؤخرا واحتمالات عقد الاجتماع المقبل للرباعية الدولية في القاهرة، وأضافت أن الاتحاد الأوروبي ينتظر ما ستسفر عنه مواقف حكومة الوحدة الفلسطينية بعد تشكيلها .

وأشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي لديه ما يعرف باسم (آلية دولية مؤقتة) لتقديم المساعدات للفلسطينيين في هذه الظروف الصعبة مثل احتياجات الشعب الفلسطيني للرعاية الصحية. وقالت فالدنر إن الاتحاد الأوروبي قدم معونات اجتماعية للفلسطينيين غير القادرين، تمهيدا لإطلاق آلية دولية دائمة تهدف إلى تقديم المساعدات للحكومة والمؤسسات الفلسطينية ولأغراض التنمية الاقتصادية والتي تمثل أهمية كبيرة للاتحاد الأوروبي، وهذا ما أوضحته لمبارك خلال محادثاتهما .

وأكدت أن الاتحاد الأوروبي سيساند الرئيس الفلسطيني محمود عباس معربة عن ثقتها أن يجنب quot;اتفاق مكةquot; الفلسطينيين نشوب حرب فيما بينهم، وقالت إن هذه الحرب الأهلية ليست في مصلحة أحد، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي ينتظر تشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية الجديدة، قبل أن يصدر حكمه على مواقفها .

سياسات الجوار

من جهة أخرى، قالت المفوضة الأوروبية إن سياسة الجوار الجديدة ستسهم في دعم التعاون بين الاتحاد الأوروبي ومصر في مختلف المجالات، وفي صدارتها التعليم حيث تم تخصيص 120 مليون يورو لتطوير هذا القطاع المهم ، إلى جانب توسيع التعاون في مجال الطاقة والذي ستناقشه بالتفصيل مع رئيس مجلس الوزراء ، وكذلك قضية الحفاظ على البيئة .

وأضافت فالدنر أنه سيتم بحث فتح الاسواق المصرية الأوروبية أمام منتجات الجانبين، ووصفت هذا التبادل التجاري المفتوح مستقبلا بانه فرصة عظيمة للجانبين لدفع حركة التجارة والاستثمار ، وأيضا لدفع برامج الاصلاح الاقتصادي والسياسي والاجتماعي في مصر.

وحول الخطوط العريضة لسياسة الجوار الأوروبي أوضحت فالدنر أنه وفقا لخطة العمل سنتعاون بشكل وثيق مع مصر في عدة مجالات رئيسية مثل التعليم وفتح الاسواق التجارية وتحريرها مشيرة إلى أنه سيتم التفاوض على الصادرات الزراعية، كما تقضي الخطة بتحرير أسواق الخدمات التي وصفتها بأنها على درجة كبيرة من الأهمية في الفترة القادمة للجانبين إلى جانب توسيع التعاون في مجال الصحة وكذلك قطاع الطاقة الحيوي مشيرة إلى أنه سيعقد مؤتمر في القاهرة قريبا حول الطاقة يضم مصر والاتحاد الأوروبي إلي جانب دول عربية وشرق أوسطية وأفريقية .