فهد العامر من الكويت: بالرغم من اجواء الفرح والاحتفالات الشعبية والرسمية التي تشهدها الكويت هذه الايام والتي تصادف عطلة عيدي التحريروالاستقلال الا ان كل هذا لم يمنع من انشغال الشعب الكويتي quot;باول الافرازات السياسية التي ابتدرت من طلب طرح الثقة بوزير الصحة الشيخ احمد العبدالله والمرجح التصويت عليه في جلسة يوم الاثنين المقبلquot;. اول الافرازات تجسد فيquot;احساس وسائل الاعلام الشعبية بخطورة التيارات الدينية علي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الكويت مما ادى الى هروب الشعب الكويتي الى الخارج بحثا عن الترفيه والتسلية، ونأيا بنفسه عن الدوامة السياسية التي اعتادت القوي الدينية جر البلد اليها لتحقيق مصالحم الحزبيةquot;.

ونتيجة لذلك تبنت الصحف اليومية وعلى قدر المساواة نهجا جديدا في توجيه اللوم لقيادات الفكر الديني وتحميلهم مسؤولية ما توصلت اليه الكويت من حلة جمود طالت مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفنية. جريدة quot;القبسquot; كشفت امس في صفحتها الاولى عنquot;صفقة بين الحكومة والحركة الدستورية وهي الاسم الحركي لتنظيم الاخوان المسلمين الدولي، quot;اما جريدةquot;السياسةquot; فاشارت الى quot;معركة تصفيات حسابات بين السلف والحركة الدستوريةquot;. جريدة quot;الانباءquot; نشرت في اول ايام عيدي التحرير والاستقلال صورة للكويتيين المغادرين هربا من الاجواء التي تعيشها الكويت بسبب سياسة الفكر الديني التي خضعت لها البلاد منذ تحرير الكويت من الاحتلال العراقي عام 1991quot;وحتي اللحظة.

الكاتب الصحافي في جريدة quot;القبسquot;محمد مساعد الصالح قال في عموده اليوميquot;كنت انوي البقاء في الكويت خلال عطلة الاعياد لاستمتع بمهرجانquot;هلافبرايرquot;، ولكن مشكلة حالت دون بقائي في الكويت اثناء هذه العطلة وهذه المشكلة اسمتها الصحفquot;ازمة البيضquot;- في اسقاط واضح علي ماآلت اليه البلد- ويختتم مقاله ساخرا:quot;لهذا قررت قطع اجازتي التي كنت انوي خلالها البقاء في الكويت والذهاب الى لبنان وعسى الله يستر علينا quot;مايحوشناquot; صندوق متفجرات بدلا من كرتون بيضquot;.

اما الكاتب فؤاد الهاشم والذي يكتب عمودا يوميا في جريدة quot;الوطنquot;الكويتية قال في عموده تحت عنوانquot; ديرة..مطاوعة وجنوسquot;، quot;كنت في العاشرة من عمري عامي 1962و1963 حين شاهدت احتفالا بالعيد الوطني، وتذكرت كان العرض عسكريا والناس احضروا غداءهم معهم لان الحفل في الهواء الطلق منذ الصباح الباكر وحتي مغيب الشمسquot;، ويضيف الهاشم: quot;كانت الافراح شكلها غير ولها طعم ولون وحتي رائحة بينما الاحتفالات اليوم بعيدنا الوطني وعيدنا التحرير تشبهquot;مرقة الهواquot; ويضيف: quot;لم نعد نعرف ايهما اكثر تعدادا في البلد الآن.. المطاوعة ام الجنوس؟

الكويت اصبحت تعشق اللون الاسود وصارت ترتدي عباءة سوداء فوق الدشداشة القصيرة وعلي راسها شعر بنظام سبايكي ومدهون بالجلquot;، ويتابع الكاتب: quot;في الوقت الذي تجرف فيه جرافات البلدية الاسوار التي تحيط بحدائق المواطنين نست ان تجرف الاسوار التي وضعناها علي انفسنا وعقولنا وحياتنا، قوائم الممنوعات تورمت وتضخمت وانتفخت حتي اصبحت مجلدات واضابيرماتشيلها البعارين والافيال ونسافات سكس ويلزquot; ويضيف: quot;كل هذا تحت شعار عاداتنا وتقاليدنا وثوابتنا وضوابطنا وخرابيطنا، وكأن من عاداتنا التجهم ومن تقاليدنا البكاء ومن ثوابتنا الكآبة ومن ضوابطنا شق الجيوبquot;. ويتابع: quot;كلما سالت احد اصدقاء العمر عن حال اولاده لا اسمع منه سوى الا اجابتين لاثالث لهما، اما الولد يقوم بتكسير اجهزة التلفزيون في البيت لانه صار مطوع اوquot;يحوس في المخيمات لانه تحول الى..جنس ثالثquot;.

اما المفكر الدكتور احمد البغدادي الذي يكتب عمودا يوميا في جريدة quot;السياسةquot;، فكتب مقالة تحت عنوان quot; ياوزارة الاوقاف لسنا رعية والف الف شكر لاميركاquot;. وقال: quot; الخطاب الديني دعوي يفتقد العقلانية، كما ان حامل درجة الدكتوراه في الشريعة لاعلم لديه، والدليل علي ماتقدم ماتضمنته خطبة الجمعة التي اعدها مكتب الشؤون الفنية بوزارة الاوقاف حيث جاءت الخطبة بعيدة كل البعد عن العقلانية والمنطق، ومظهرة حكومة وشعب الكويت وكأنها ناكرة لفضل الحكومة والشعب الاميركي ودول الحلفاء التي ساهمت بالقوة العسكرية وقدمت ابناءها شهداء لتحرير الكويتquot;. ويضيف: quot;اما اللاعقلانية فتتبدى بشكل فاضح في استخدام الخطيب كلمتي الراعي والرعية، وهي مصطلحات تدل علي العبودية والاستعباد للحاكم في الماضي وهي مصطلحات حفلت بها كتب الفقهاء الاقدمين مقابل خلو كتب الفقه من الحريات وحقوق الانسانquot;.