موسكو، واشنطن: تشهد العلاقات الأميركية الروسية ndash; الروسية توترا ملحوظا، وتشكل العلاقة مع الشرق الأوسط جوهرا لهذا التوتر. وعبر مدير الاستخبارات القومية الأميركية مايكل ماكونيل في كلمة له أمام أعضاء لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي عن القلق من انتشار النفوذ الروسي في الساحة السوفيتية سابقا وتوجه القيادة الروسية لزيادة النفقات العسكرية. وخلص إلى القول إن كل ذلك يمكن أن يضر بعلاقات روسيا مع الولايات المتحدة خاصة والغرب عامة.


ورأى الباحث الأميركي دميتري سايمس، رئيس مركز نيكسون، أن مدير الاستخبارات القومية الأميركية عبر عن انزعاج واشنطن من استقلال روسيا المتزايد وعدم موافقتها للولايات المتحدة في قضايا تعلق الولايات المتحدة أهمية كبيرة عليها كإيران ومن إزاحة شركات الطاقة الأجنبية من السوق الروسية ومما يجري داخل روسيا.
ويرى الخبير الروسي سيرغي كاراغانوف، رئيس مجلس السياسة الخارجية والدفاعية الروسي، أن تطورات الوضع في العراق أفقدت الولايات المتحدة التوجهات الإستراتيجية ولكن عندما ستبدأ الولايات المتحدة تخرج من الأزمة العراقية ستحتاج إلى التعاون مع روسيا.

صراع على القوة

وقال الباحث نيكولاي زلوبين من معهد الأمن الدولي في واشنطن إن إعلان السياسيين الأميركيين عن الخطر الذي تشكله روسيا حسب زعمهم إن دل على شيء فإنما يدل على عدم اطلاعهم على حقيقة الأمور وأيضا على وقوع السياسة الخارجية الأميركية في شرك التبعية للصراع السياسي الداخلي.


واعتبر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي كونستانتين كوساتشوف أن ما أعلنه مايكل ماكونيل لا يدل على تغيير الموقف الأميركي الرسمي تجاه روسيا، فجلّ ما في الأمر هو أن المسؤولين الأمنيين الأميركيين تحدثوا عن الخطر الروسي لتحويل الأنظار عن إخفاقاتهم في العراق.


وما قاله مايكل ماكونيل يدل على أن قلق سياسيي الولايات المتحدة من مستجدات السياسة الروسية على الصعيدين الداخلي والخارجي في تزايد مستمر.

روسيا عقبة امام اميركا

هذا في وقت أصبحت فيه روسيا تشكل عقبة كبيرة على طريق الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. ولم يعودوا في موسكو وواشنطن يتحدثون حول quot;الشراكة الإستراتيجيةquot;.ووصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف واشنطن عقب ختام زيارته الأخيرة للولايات المتحدة بأنها أصعب شركاء بلاده.


وترى بلدان الشرق الأوسط روسيا قوة تقدر على موازنة القوة الأميركية بحسب رأي الباحث الروسي الكسندر إيغناتينكو، رئيس معهد الدراسات الدينية والسياسية. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقناة quot;الجزيرةquot; مؤخرا إن روسيا اليوم لا تختلف اختلافا يذكر مع أي بلد عربي على القضايا السياسية.


ورافق وفد كبير من قطاع الأعمال الرئيس بوتين حينما زار المنطقة مؤخرا. ويرى الباحث يفغيني ساتانوفسكي أن الاعتبارات الاقتصادية وحدها أصبحت تحكم العلاقات الروسية العربية التي لم يعد للأيديولوجية مكان فيها. ويُذكر أن بلدان الشرق الأوسط استحوذت على 21% من الصادرات الروسية من الأسلحة في عام 2006، وثمة أمل في أن تصبح السعودية وقطر أيضا في عداد شاري الأسلحة الروسية.

ويرى المحلل الروسي فاليري نيستيروف من شركة quot;ترويكا ديالوغquot; أن شركات الطاقة الروسية أيضا تستفيد من تفعيل السياسة الخارجية الروسية في الشرق الأوسط مشيرا إلى أن شركة quot;لوك أويلquot; تنفذ مزيدا من المشاريع في السعودية وإيران ومصر وأن quot;تات نفطquot; تعمل في ليبيا وأن quot;غاز برومquot; كثفت الاتصالات بالجزائر.


ولفت بوتين في كلمة له في اجتماع قادة الدول الصناعية الثماني الكبرى المنعقد في سانت بطرسبورغ في تموز / يوليو الماضي إلى أنه وجد بلدان الشرق الأوسط شركاء يتحلون بالروح البناءة حينما واجه الحرب في إقليم الشيشان في بداية حكمه بينما وجهت الدول الغربية نقدها إلى قسوة الجيش الروسي.
وأضاف أن روسيا لن توقع بيانا حول الشرق الأوسط يسيء إلى علاقاتها مع العالم الإسلامي.