أزمة تشتعل مع إنطلاق فعاليات ربيع الثقافة 2007:
لوحة موسيقية استعراضية تهدد وزير الإعلام البحريني

بعض اللقطات الاستعراضية يوم أمس
مهند سليمان من المنامة: بعد أمسية امتزج فيها الشعر بالموسيقى، وعلى أنغام هادئة لعبها على آلة العود الفنان اللبناني مارسيل خليفة - الذي بدأ تعاونا مع الشاعر البحريني قاسم حداد في مهرجان ربيع الثقافة 2007 في مملكة البحرين، ندد الإسلاميون بلقطة استعراضية رافقت الوصلة الموسيقية لقصة الحب الشهيرة quot;مجنون ليلىquot; وأعربوا عن غضبهم لتضمنها حركات quot;جنسية تمثيليةquot; اعتبروها تخدش الحياة الاجتماعية في البحرين. وأرادت مخرجة اللقطة الاستعراضية وهي من أصل لبناني وتحمل الجنسية الفرنسية، أن تروي الواقعة الحقيقية لقصة حب قيس وليلى وعلاقتهما الجنسية بحركات جسدية عبرت عن واقع الحب الذي وقع فيه الطرفان. وتضمنت الوصلة الاستعراضية لقطات عن ممارسة الجنس إضافة الى لقطة تخلع الراقصة فيها قميصها الذي ارتدت تحته قطنية قصيرة، فيما يتحسس الراقص جسدها وصدرها بفمه.
وحاولت quot;إيلافquot; الحصول على صور للقطات التي أثارت احتجاج المشاهدين والإسلاميين إلا أنها لم تحصل إلا على صور عامة للحفل.

وطالب بعض خطباء المساجد ونواب البحرين بوقف المهرجان والتحقيق في ما حصل كونه ينافي العادات والتقاليد البحرينية والإٍسلامية فيما اعتبر عدد من المثقفين أن ما حصل لقطات استعراضية تعبر عن واقع الحب ولا تخدش الحياء.

وقال النائب محمد خالد عضو كتلة الإخوان المسلمين في البرلمان لـquot;إيلافquot; إن quot;هذا ربيع السخافة وليس ربيع الثقافة، وان الثقافة بعيدة كل البعد عما يحدث عن هذا المهرجانquot;. وقال خالد quot;تلقيت عددا من الشكاوى تستنكر ما شاهدوه ليلة أمس من مناظر لا تليق بعاداتنا وتقاليدنا العربية الإسلامية الأصيلة، وأدعو وزير الإعلام إلى فتح تحقيق عاجل ومنصف حول هذه الشكاوى على أن لا تتكرر في المرات القادمة وسنحاسبه والقائمين على المهرجان بعد التأكد مما حدث تماما امسquot;.

ودعا خالد القائمين على المهرجان أن يجذبوا مهرجانات الثقافة العربية الإسلامية الأصيلة كمهرجان الجنادرية الذي يجلب الآلاف من الزوار والسياح من الداخل والخارج، مضيفا quot;لا أعلم إلى متى يتعالى المسؤولون أو القائمون على هذا المهرجان على الجمهور البحريني المثقف، والذي يعلم كل العلم أن هذه المهرجانات هي بعيدة كل البعد عن الواقع، وللأسف يبدو أن القائمين على المشروع لا يسمعون ولا يرون وليست عندهم ثقافة عن واقعناquot;.

وكان وزير الإعلام البحريني الدكتور محمد بن عبد الغفار افتتح مهرجان ربيع الثقافة 2007 مساء أمس في الصالة الثقافية والذي ينظمه قطاع الثقافة والتراث الوطني بالتعاون مع مجلس التنمية الاقتصادية ومركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث وتستمر حتى الثالث عشر من نيسان(ابريل) بمشاركة محلية وإقليمية وعالمية واسعة ومتميزة.

وأشاد وزير الإعلام بما يتضمنه مهرجان ربيع الثقافة 2007 من فعاليات وبرامج متنوعة ثقافية وفنية محلية وعربية وعالمية. وقال الوزير إن هذا المهرجان يعد فرصة طيبة لكي يطلع المواطن والمقيم وزوار البلاد على ثقافات وفنون وأدب مختلف الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة واكتشاف ما تزخر به من موروث ثقافي وفني أصيل منوها بان مهرجان هذا العام يتميز بتنوع الثقافات والفنون مما يسهم في التواصل بين مختلف الشعوب وتعزيز التعاون بينهما في المجالات الثقافية والأدبية والفكرية.

من جانبها قالت الشيخة مي بنت محمد ال خليفة الوكيل المساعد للثقافة والتراث الوطني في وزارة الإعلام خلال حفل افتتاح المهرجان أن برنامج مهرجان ربيع الثقافة لهذا العام يشتمل على العديد من الفقرات المحلية والعربية والعالمية التي تتنوع بين الشعر والمحاضرات والفن التشكيلي الى جانب الحفلات الموسيقية والعروض الراقصة والفنون المسرحية مؤكدة أن الاستثمار في الثقافة أصبح مطلبا ضروريا ولا يقل أهمية عن الاستثمار الاقتصادي اذ يتم من خلاله تسليط الضوء على أهمية التراث والآثار والدور البحريني في تاريخ التراث الإنساني.

وأضافت أن ربيع الثقافة يعد تجسيدا لإمكانية التواصل بين الثقافات وتأكيد ضرورة عقد مناسبات حوارية بين هذه الثقافات وتقبلها إرثا إنسانيا ينقله الفنان المبدع من مكان إلى آخر ومن زمن إلى قادم جديد في عملية أشبه باستمرارية الوجود البشري والناتج الفني الموازي لهذه الاستمرارية.
وقد بدأت أولى فعاليات المهرجان حيث قدم الفنان اللبناني المبدع مارسيل خليفة وصلة موسيقية غنائية وهي باكورة تعاونه مع شاعر البحرين قاسم حداد في أمسية امتزج فيها الشعر بالموسيقى أبرزت رؤية الشاعر حداد لقصة الحب الشهيرة quot;مجنون ليلىquot; في لوحات موسيقية غنائية.

ويتميز مهرجان ربيع الثقافة 2007 هذا العام بمشاركة مجموعة كبيرة من المبدعين البحرينيين من بينهم الفنان خالد الشيخ بمصاحبة فرقة محمد بن فارس كما يتضمن المهرجان اقامة حفل لبراعم فرقة محمد بن فارس التي تقدم عرضها الأول كفرقة تحت مظلة قطاع الثقافة والتراث الوطني.. كما سيحتضن متحف البحرين الوطني وللمرة الأولى في مدينة عربية خارج القاهرة المعرض الفرعوني المتميز ذا الشهرة العالمية بعد استضافته من قبل مدن عالمية شهيرة وستقام للمرة الأولى أيضا في البحرين ورشة واستعراض للطائرات الورقية بحضور قوى للفن الصيني في هذه الصناعة الفنية الجميلة.والمنتدى الفكري لدول مجلس التعاون الخليجي / والذي سيقام خلال يومي 14 و15 آذار / مارس الجاري بحضور مفكرين عرب بارزين و محاضرات في مجال التحديات الحالية والفرص المستقبلية وعلاقات العالم العربي في الدول الأخرى .ومحاضرات للحوار بين الثقافات والحضارات وفي مجال الفن التشكيلي يشارك فيها كل من الدكتور أحمد باقر وابراهيم بوسعد وعلى المحميد وخالد الفرحان وجعفر العريبي كما سيحتفل مركز الشيخ إبراهيم بن محمد ال خليفة للثقافة والبحوث بافتتاح / بيت الكورار / وهو أحدث البيوت البحرينية القديمة المعاد تجديدها وسيخصص هذا البيت لإحياء حرفة الكورار التي اشتهرت بها السيدات في مدينة المحرق وتطويرها من خلال المتدربات الشابات.

وسوف يكون لقلعة عراد التاريخية التي يعود تاريخها إلى القرن الخامس عشر حضورا متميزا في مهرجان هذا العام حيث سيتم ولأول مرة تدشين نظام اضاءة جديد كما ستستضيف القلعة العديد من الفعاليات الفنية التي ستقام خلال المهرجان كما تشارك في المهرجان فرقة كركلا من لبنان بعرض متميز تحت عنوان / الفن والتراث / إضافة إلى المطرب السنغالي العالمي يوسو اندور الفائز بجائزة جرامى العالمية وفرقة الطبول اليابانية العالمية / أوساكا دادادا دان تنكو / والمفكر العالمي محمد أركون الذي سيلقي محاضرة في الثالث عشر من آذار / مارس والشاعر العالمي أدونيس الذي سوف يلقي بعضا من قصائده المتميزة إلى جانب غيرهم من المبدعين العالميين.