إيلاف: كشفت مصادر عربية لـ laquo;الرأيraquo; أن الرئيس السوري بشار الأسد على استعداد للذهاب بعيدًا من أجل التوصل إلى مصالحة مع القيادة السعودية على رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.

وقالت إن الرئيس السوري بعث إلى العاهل السعودي برسائل، عن طريق وسطاء بين البلدين، قال فيها إنه على استعداد للتوجه إلى الرياض للاعتذار منه والاكتفاء بتقبيل رأسه في مطار العاصمة السعودية والعودة بعد ذلك من حيث أتى. كذلك كشفت المصادر أن الاسد بعث الى القيادة السعودية رسائل أخرى عدة فحواها انه لم يكن يقصد الملك عبدالله في خطابه الذي ألقاه في آب(أغسطس) الماضي إثر توقف الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان نتيجة الحرب التي افتعلها laquo;حزب اللهraquo;.

وكان الرئيس السوري قدألقى خطابًا طويلاً فور توقف القتال وتبنى فيه الانتصارالذيحققه laquo;حزب اللهraquo; وتحدث عن laquo;أنصاف الرجالraquo; الذين لم يقفوا في تلك الحرب مع الحزب. واعتبرت القيادة السعودية نفسها معنية بهذا الكلام، خصوصًا انها كانت بين الذين وجهوا اللوم إلى laquo;حزب اللهraquo;على افتعاله الحرب الاسرائيلية على لبنان. لكن الرسائل التي وجهها الأسد أكدت انه كان يقصد سياسيين لبنانيين لم يدعموا laquo;حزب اللهraquo; خلال حرب الصيف على رأسهم قادة تيار 14 آذار (مارس)، وليس الملك عبدالله أو غيره من الزعماء العرب.

وذكرت المصادر في هذا السياق أن الأسد أقدم على خطوتينمن أجل استرضاء السعوديين. تمثلت الأولى في تسريب رسالة إليهم تشير إلى انه أبلغ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لـ laquo;حماسraquo;بوجوب التوصل الى اتفاق مع محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية في مكة مهما كلف الأمر وأن الفشل ممنوع في مكة. وأراد بذلك إظهار انه لم يعرقل الجهود السعودية الهادفة إلى التوصل الى اتفاق فلسطيني - فلسطيني.

وكانت الخطوة الأخرى التبرع بإرسال معلومات الى السعوديين بأن سفير المملكة في بيروت عبدالرحمن خوجة يمكن أن يتعرض لمحاولة اغتيال. وأرفق التحذير بتقرير للاستخبارات السورية يشير الى ان تنظيمين أصوليين يستهدفان الخوجة، أحدهما laquo;جند الشامraquo;.

يذكر أن الاسد تلقى من وزير الدولة عضو مجلس الوزراء السعودي عبدالله بن أحمد زينل قبل أيام رسالة من خادم الحرمين تتضمن دعوة إلى حضور مؤتمر القمة العربية في الرياض الشهر المقبل. ولم تحدد المصادر العربية ما كانرد القيادة السعودية على محاولات التقارب السورية. واكتفت بالقول إنه ليس ما يشير، أقله الى الآن، الى أي تغيير في موقفها من الرئيس السوري وان السعودية laquo;قرأت تمامًا ما قصده الرئيس السوري في خطابه في أغسطس الماضيraquo;، laquo;لكنها تغلّب دائمًا المصلحة العربية العامة على ما عداهاraquo;.