سمية درويش من غزة: تراجعت حركة حماس المكلفة بتشكيل الحكومة الحادية عشر، عن قرار اتخذته بعدم ترشيح وزراء سابقين أو نواب في المجلس التشريعي لحكومة الوحدة المرتقبة، حيت من المقرر أن يستثنى الوزراء الحاليين من هذا المنع. وقال د. صلاح البردويل الناطق الإعلامي باسم كتلة حماس البرلمانية، أن حركته أعادت النظر في هذا القرار، واستطرد قائلا، quot;من الممكن أن يكون من هؤلاء الوزراء والنواب، وزراء في حكومة الوحدة المرتقبة في قطاع غزة أو الضفة الغربيةquot;.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قد اجتمع ليلة أمس مع رئيس الوزراء المكلف إسماعيل هنية، في مقر إقامة الأول بمدينة غزة، حيث انتهى اللقاء بالاتفاق على استكمال المشاورات اليوم الاثنين على أن تعلن الحكومة في الأسبوع القادم.
ونقلت إحدى المواقع المحسوبة على حماس عن البردويل تأكيده، بأنه سيكون من نصيب قطاع غزة وزارات (الداخلية، الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الاقتصاد، والشباب والرياضة، إلى جانب وزير دولة)، أما الضفة الغربية فسيكون نصيبها وزارات (الأوقاف والشئون الدينية، التخطيط، السياحة أو المرأة، التربية والتعليم، والحكم المحلي، إلى جانب وزير دولة)، بينما تبقى وزارتي quot;العمل والعدلquot; متأرجحة بين الضفة وغزة، بحيث إذا تم حين اختيار أحدهما للضفة تكون الأخرى من نصيب قطاع غزة.
من جهته نفى فوزي برهوم الناطق باسم حركة حماس، أن تكون الحركة قد كشفت عن أسماء وزرائها المرشحين لتولي حقائب في الحكومة المقبلة، مؤكدا في تصريح صحافي، على أن مسألة تشكيل الحكومة ليست عقبة وقت بقدر ما هي عقد لاجتماعات مع الفصائل من قبل الرئيس محمود عباس.
وما زالت حقيبة الداخلية تشكل عقبة أمام الحركتين الرئيسيتين، حيث نص اتفاق مكة المكرمة، بان ترشح حماس وزيرا للداخلية من حركة فتح، وبالفعل رشحت حماس quot;حموده جروان وناصر مصلحquot; بحسب ما أكده د. إسماعيل رضوان المتحدث باسم حماس لـquot;إيلافquot; في وقت سابق، إلا أن مصادر فلسطينية تتحدث عن عدم إبداء حركة فتح موافقتها النهائية.
هنية : لا اعلان للحكومة قبل نهاية الأسبوع المقبل
بدوره قال رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف اسماعيل هنية اليوم انه لن يتم الاعلان عن حكومة الوحدة الوطنية قبل نهاية الاسبوع المقبل. وقال اسماعيل هنية خلال الاجتماع الاسبوعي للحكومة الفلسطينية quot;لن ننتهي من المشاورات او لن نعلن عن حكومة الوحدة الوطنية قبل نهاية الاسبوع القادمquot;. واضاف quot;سنستكمل اليوم وغدا المشاورات اثناء تواجد الرئيس في غزةquot;. وقد عقد اجتماع بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس وفي غزة تم خلاله البحث في تشكيلة حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية.
دعوة لتذليل العقبات أمام تشكيل الحكومة الفلسطينية
وفي ذات السياق دعت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إلى الإسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية من أجل التفرغ للمهام السياسية الوطنية المطروحة على جدول أعمال القيادة الفلسطينية.
وكان نبيل أبو ردينة الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية قد أكد منتصف ليلة أمس أن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية سيأخذ أسبوعا على الأقل، وأن المشاورات بين الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء إسماعيل هنية، ستستكمل اليوم الاثنين، نافيا أن يكون هناك أي عقبات جدية تعيق تشكيل الحكومة.
وناشد تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية، وعضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، جميع الأطراف الفلسطينية المعنية بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية إلى التحلي بأعلى درجات الحرص والمسئولية الوطنية وبروح الوحدة الحقيقية لتذليل ما يعترض تشكيل الحكومة من صعوبات.
وأكد رجل اليسار المكلف من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير التحضير للاجتماع التمهيدي للجنة الحوار الوطني في دمشق، أنه يتابع بالتنسيق والتشاور مع أحمد قريع quot;أبو علاءquot; رئيس اللجنة ومع سليم الزعنون quot;أبو الأديبquot; رئيس المجلس الوطني الفلسطيني وباقي أعضاء اللجنة، التحضير لاجتماع دمشق واللقاء مع قيادات القوى والفصائل الفلسطينية في العاصمة السورية من أجل وضع قرارات اللجنة الوطنية العليا للحوار الوطني في القاهرة في آذار عام 2005وتفاهمات مكة بين حركتي فتح وحماس موضع الترجمة العملية تمهيدا لاستئناف الحوار الشامل في أسرع وقت ممكن من أجل تفعيل وتطوير المنظمة.
وأشار خالد في بيان تلقته quot;إيلافquot; إلى أن ذلك يأتي تكاملا لجهود تشكيل حكومة الوحدة الوطنية مع جهود تفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية، وإعادة بناء مؤسساتها وهيئاتها على أسس ديمقراطية بانتخابات حرة ونزيهة وفق قانون التمثيل النسبي الكامل بدء بالمجلس الوطني الفلسطيني مرورا بالمجلس المركزي وانتهاء باللجنة التنفيذية.
إسرائيل ستقاطع وزراء فتح بمن فيهم فياض
من جهة ثانية قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية، بان بلادها لا يمكنها أن تعمل في وزراء فتح الأعضاء في حكومة الوحدة، بمن فيهم سلام فياض الذي يعتبر عزيز الأميركيين، والمرشح ليكون وزير المالية في الحكومة الفلسطينية. ونقلت صحيفة يديعوت عن مدير عام وزارة الخارجية أهرون ابرموفيتش خلال لقاءه مع كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية، قوله بان إسرائيل لا يمكنها أن تسلم بحكومة وحدة فلسطينية لا تقبل بشروط الرباعية الثلاثة. وكان ابرموفيتش، أرسل لإعداد التربة استعدادا لزيارة وزيرة الخارجية تسيبي لفني إلى واشنطن بعد عشرة أيام، ستلتقي خلالها بوزارة الخارجية كونداليزا رايس.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية، إلى أن لقاءات ابرموفيتش مع كبار مسؤولي الإدارة الأميركية، أكدت بان إسرائيل لا يمكنها أن تعمل في وزراء فتح الأعضاء في حكومة الوحدة، بمن فيهم سلام فياض الذي يعتبر عزيز الأميركيين، والمرشح ليكون وزير المالية في الحكومة الفلسطينية.
كما طرح ابرموفيتش، الحاجة للتنسيق بين إسرائيل والإدارة حيال الشروخ في مواقف الرباعية: روسيا باتت تدعو إلى حوار مع حماس، والاتحاد الأوروبي يسعى إلى أعادة فحص السياسة تجاه الفلسطينيين، كما بحث ابرموفيتش مع الأميركيين في مشروع القرار المتبلور في مجلس الأمن بشأن تشديد العقوبات بحق طهران.