إيلاف من لندن: نشبت مشادة حادة بين معارضين وموالين للنظام السوري خلال الجلسة الختامية للمؤتمر الرابع للإصلاح العربي الذي اختتم أعماله في الإسكندرية أمس.
وبدأت المشادة حين انتقد محيي الدين اللاذقاني الأمين العام للتيار السوري الديمقراطي ممارسات نظام الرئيس بشار الأسد وقال انه يفتقر إلى الشرعية السياسية ويهدد الوحدة الوطنية ويكرس الفساد والاستبداد وسياسة القبضة الأمنية كأسلوب وحيد في العمل السياسي إضافة إلى انه يشرد مئات الآلاف من السوريين ويعمل بانتظام على تفريغ البلد من الأدمغة والكفاءات العلمية في تبديد واضح لرأس المال الاجتماعي الذي لا تتم دونه أية نهضة حضارية.
وبرغم أنه تم الاتفاق على أن تقدم الأسئلة والمداخلات مكتوبة إلى المتحدثين في الجلسة الختامية إلا أن الموالين للنظام السوري وبينهم وزير الإعلام السابق عدنان عمران ورئيسة الاتحاد النسائي سعاد بكور والنائبة في البرلمان السوري ابتسام صمادي بدأوا في الصراخ والشغب داخل القاعة لانتزاع الرد بالقوة ولما تم لهم ذلك قال عمران أن جميع السوريين الذين يقيمون خارج وطنهم إما هاربون من الخدمة العسكرية الإلزامية أو متورطون في جرائم ضد الوطن.
وتبعته في الرد النائبة ابتسام صمادي التي قالت أن اللاذقاني وأمثاله نتاج للوعي الزائف الذي لم يدرك أصحابه بعد أن المطلوب من هكذا طروحات رؤوس الرئيس شافيز ونصر الله و المقاومة.
ورد اللاذقاني ساخرا فقال انه لا يدري ما علاقة شافيز بالقضية السورية وفي معرض إجاباته على أسئلة الجمهور بعد المشادة الحامية قال أنه يشفق على هؤلاء الرسميين وشبه الرسميين لأنهم مأمورون ويخافون العقوبة أن لم يردوا بهذه الطريقة. وأضاف أنه من الأفضل للنظام السوري والموالين له أن يكفوا عن تشويه المعارضة السورية بهكذا مزاعم مضحكة وأن يعترفوا بأخطائهم ويبادروا إلى الحوار مع المعارضين في الداخل والخارج قبل أن يولد الضغط والاحتقان الداخلي تيارات استئصاليه تنادي باجتثاث البعث في سورية كما حدث في العراق.
وقد بادر إسماعيل سراج الدين رئيس منتدى الإصلاح العربي إلى تهدئة المشادة السورية التي كانت الأعنف خلال أيام المؤتمر وقال أنه لا حاجة لكل هذا التوتر فالرأي يرد عليه بالرأي وليس بالصراخ وقد أعطي الطرفان حق الرد حسب الأعراف الديمقراطية.
واختتمت الجلسة التي شهدت ذلك التوتر بكلمة من الفنان حسين فهمي تحدث فيها عن أسباب استقالته كسفير للنوايا الحسنة من الأمم المتحدة التي لم تعمل شيئا لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان في الصيف الماضي.
وكان منتدى الإصلاح العربي الذي اختتم أعماله بالاسكدندرية أمس قد خصص مؤتمره الحالي لمناقشة قضايا المرأة والتنمية وحقوق الإنسان بحضور مكثف لوفود عربية وأجنبية ضمت مفكرين وسياسيين وأكاديميين ونشطاء في المجتمع المدني.
وجدير بالذكر أن منتدى الإصلاح العربي الذي أنبثق عن أول مؤتمر للإصلاح عام 2004 كان قد قام بصياغة (وثيقة الإسكندرية ) التي لخصت رؤية الإصلاحيين العرب في برنامج عمل ناقشته القمة العربية التي عقدت في العام نفسه ورفضت تبني معظم بنوده التي تنادي بالفصل بين السلطات وبرفع يد الدول عن القضاء والإعلام وتطالب بانتخابات حرة وتداول سلمي للسلطة والحد من الاعتقالات التعسفية وإطلاق حريات التعبير إلى جانب تكريس مبدأ المواطنة.

وقد أشارت تقارير التنمية المتلاحقة التي تصدرها الأمم المتحدة منذ أعوام إلى تلك الوثيقة التي شكلت تطورا لافتا في مسيرة المجتمع المدني العربي وأسفت لأن الحكومات العربية لم تستغل الفرصة لتحاور الإصلاحيين العرب حول رؤاهم وبرامج عملهم بدلا من مواصلة قمعهم وتجاهل مطالبهم العادلة خصوصا بعد اتفاق الجميع على نبذ العنف وتبني العمل السلمي كأسلوب وحيد للتغيير.