بغداد - دمر تفجير سيارة ملغومة في عملية انتحارية منطقة شارع المتنبي التاريخية المليئة بالمكتبات صباح اليوم الاثنين مما أسفر عن سقوط ما يصل الى 26 قتيلا واشعال النيران في متاجر وسيارات تصاعدت على أثرها أعمدة كثيفة من الدخان الاسود الخانق في المدينة.
وفي الوقت الذي وسعت فيه القوات الامريكية والعراقية نطاق الحملة الأمنية التي تشنها في حي مدينة الصدر وهو معقل لجيش المهدي في شمال شرق بغداد كان التفجير تحديا لرئيس الوزراء نوري المالكي الذي تعهد بالتعامل مع المسلحين السنة والشيعة بشكل متساو.
وقال شاهد من رويترز في مكالمة هاتفية من فوق سطح مبنى في شارع المتبني quot;الدخان الاسود في كل مكان.quot;
وأضاف أنه يسمع أصوات سيارات الاسعاف في المنطقة وان الشارع في حالة من الفوضى وان الارصفة ملطخة بالدماء وان واجهات المتاجر دمرت وتناثر الحطام في المكان.
وقال الشاهد الذي كان في مكتبة بالشارع عندما تحطمت الواجهة بسبب الانفجار quot;كان الدخان كثيفا للغاية حتى أنني تقيأت.quot; وطلب الشاهد الذي يعمل مع رويترز عدم نشر اسمه.
وتمكن رجال الاطفاء من اخماد النيران التي وصلت الى الطابق الثالث من بعض المباني وتناثرت صفحات الكتب على الارض بعضها محترق والبعض الاخر ملطخ بالدماء. وشوهدت جثث متفحمة ملقاة على الارض دفن نصفها تحت أنقاض واجهات المتاجر.
ووقع الانفجار على بعد نحو 50 مترا من مقهى الشهبندر الذي كان منارة للحياة الادبية التي كانت منتعشة يوما في بغداد.
وأضاف الشاهد من رويترز quot;شبت النيران في عدد من المحال واحترق أكثر من 15 سيارةquot; وقال انه ساعد في نقل عدد من المصابات الى سيارة تابعة للشرطة حملت سبعة منهن الى المستشفى وكانت الدماء تغطيهن.
وقال مصدر في الشرطة ان التفجير أسفر عن مقتل 26 واصابة 54. وذكر مصدر شرطة اخر أن عدد القتلى بلغ 16 مع اصابة 64. وقال شهود ان التفجير كان انتحاريا بسيارة ملغومة.
ودخلت الحملة الامنية التي تقوم بها القوات العراقية والامريكية أسبوعها الثالث في بغداد للقضاء على العنف الطائفي. وانتشرت القوات بأعداد كبيرة في شوارع العاصمة العراقية مما خفض فيما يبدو عمليات فرق الاعدام لكن القادة الامريكيين يقولون ان تفجير السيارات الملغومة ما زال يمثل مشكلة.
وقال أبو علي الذي بدت عليه علامات الذهول الشديد والذي يعمل في مبنى احترق فيه الطابق الارضي ولقي فيه عدة أشخاص حتفهم انه كان في الداخل عندما انفجرت السيارة ومضى يقول quot;لا أعلم أين ولداي.. سمعت أنهما أصيبا ولكنني لم أرهما.quot;
وشن أكثر من ألف جندي من القوات الامريكية والعراقية حملة على حي مدينة الصدر معقل جيش المهدي التابع لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر يوم الاحد دون مقاومة تذكر في الوقت الذي فتش فيه الجنود المنازل بحثا عن أسلحة غير مشروعة وقاموا بدوريات حراسة ليفتحوا بذلك جبهة جديدة في الخطة الامنية لبغداد.
وربما تمثل العمليات الجارية في مدينة الصدر اختبارا لمدى اصرار القوات العراقية والامريكية على تطبيق حملة أمنية ينظر لها على أنها اخر محاولة لمنع انزلاق العراق الى حرب أهلية شاملة.
وقال الجيش الامريكي انه لم تحدث أي أعمال عنف ولم تحدث أي اعتقالات أمس. وذكر سكان أن القوات الامريكية والعراقية تواصل تفتيش المنازل في حي جميلة بمدينة الصدر يوم الاثنين.
وانتقد الصدر وهو من المؤيدين الرئيسيين لرئيس الوزراء هذه الحملة الامنية وقال انها ستفشل ما دامت القوات الامريكية تشارك فيها.
وقلل الكثير من أعضاء جيش المهدي أنشطتهم أو تركوا بغداد على خلاف ما حدث عام 2004 عندما قامت الميليشيات الشيعية بانتفاضتين ضد القوات الامريكية.
وقال سكان في مدينة الصدر ان نقاط التفتيش التي كان يحرسها مقاتلون من جيش المهدي اختفت وحل محلهم أفراد من الجيش والشرطة العراقية يتأكدون من تفتيش كل سيارة تدخل المنطقة بدقة.
وقال الجيش الامريكي ان قواته احتجزت يوم الاثنين 36 من المشتبه بهم في حملات قرب الحدود مع سوريا وفي تكريت والفلوجة وبغداد مستهدفة المقاتلين الاجانب وتنظيم القاعدة في العراق.