دبي، بوغوتا:اعتبر جيمس بيكر، وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، أن جلوس الولايات المتحدة مع الإيرانيين والسوريين على طاولة واحدة في بغداد، ضمن quot;مؤتمر بغداد الدوليquot; الذي عقد السبت، يصب في إطار تطبيق التوصيات التي تقدم بها في تقريره المشترك مع السيناتور الديمقراطي لي هاملتون، quot;مجموعة دراسة العراقquot; أو ما عُرف باسم : تقرير بيكر - هاملتون. ووصف بيكر، في حديث لشبكة CNN العلاقة مع طهران بأنها تمر حالياً (من خلال مؤتمر بغداد) بمرحلة quot;الحبو الذي يسبق السيرquot;، معتبراً أن تقريره المشترك مع هاملتون، quot;كان يرمي إلى دفع طهران للمساعدة في ضمان استقرار العراق، كما فعلت في أفغانستان.quot;

وشكك بيكر في إمكانية نجاح ضربات عسكرية قد توجّه للبرنامج النووي الإيراني، وقال: quot;أعتقد إن طهران قد تعلمت بعض الدروس من ضرب إسرائيل للمفاعل العراقي.quot; كما اعتبر الوزير الأميركي السابق quot;مؤتمر بغدادquot; بأنه يندرج في سياق quot;عدم رغبة الولايات المتحدة بإحداث حالة من عدم الاستقرار، تؤدي إلى الضغط على زناد تفجير المنطقة.quot; وفي ذات الوقت، طالب بيكر الإدارة الأميركية بعدم استغلال quot;مؤتمر بغدادquot; لطرح الملف النووي الإيراني، الذي طالب بحصر النقاش حوله quot;داخل مجلس الأمنquot;، مشيراً إلى وجوب تكرار النموذج الكوري الشمالي في التعامل مع طهران.

حديث الوزير الأميركي الأسبق، جاء على هامش لقاء عقده مع الصحفيين في دبي، بالإمارات العربية المتحدة، أيّد خلاله زيادة عدد القوات الأميركية في العراق، معتبراً أن ذلك quot;قد يساهم في ضمان أمن بغداد.quot; وفيما يتعلق بالأصوات المطالبة في الكونغرس بضرورة إعادة القوات الأمريكية، عبر بيكر عن رفضه لأي تحديد جدول زمني لانسحاب القوات الأمريكية من العراق، معتبراً أن ذلك quot;سيصب في مصلحة الأعداء.quot;

بيكر، الذي رفض ما تردد حول تجاهل الرئيس الأميركي جورج بوش لتوصياته، برر التأخير في التنفيذ، بالقول إن البيت الأبيض quot;أراد إتمام تنفيذ رؤيته قبل تطبيق رؤى التقرير.quot; ونوه بالجهود المبذولة حالياً لدعم اقتصاد العراق، وتحسين أداء حكومته وجيشه، والتفاوض مع جيرانه، التي اعتبر أنها quot;من صلب توصياته.quot;

وحذّر بيكر من خطر النزاع السني - الشيعي في المنطقة، مؤكداً أن معارضته لتقسيم العراق جاءت لتفويت الفرصة أمام خلق ثلاثة كيانات، quot;تتدخل إيران في القسم الشيعي منها، وتدعم الدول العربية القسم السني، فيما يواجه الأتراك القسم الكرديquot;، مطالباً بضرورة إيجاد توزيع عادل لثروات العراق النفطية.

وبرز في حديث الوزير الأميركي السابق، تركيزه على ضرورة تقديم مبادرات خاصة لدفع سوريا إلى إعادة التحاور في المواضيع السياسية من حيث توقفت في أواخر التسعينيات، عارضاً لما قد تقدمه دمشق من حيث quot;دفع حماس للاعتراف بإسرائيل، ووقف نقل السلاح إلى حزب الله.quot; غير أن بيكر، اشترط أن تقوم دمشق بالتعاون في موضوع التحقيق الدولي بقضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، ووقف التدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية، حسب قوله.

كما طالب بيكر بضرورة تفعيل مبادرات السلام في المنطقة على جميع المسارات، وخاصة المسارين السوري واللبناني، لافتاً إلى ضرورة الحفاظ على quot;وحدةquot; هذين المسارين بسبب ما اعتبره quot;نفوذ دمشق الكبير في لبنان.quot; وأبدى بيكر تفاؤله لمستقبل الشرق الأوسط، وخاصة على صعيد إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، الذي قال إنه quot;لم يعد الصراع الوحيد في المنطقةquot;، مرجحاً نجاح مساعي إنهاء الصراع، بسبب عدم رغبة الإسرائيليين والعرب في خوض المزيد من الحروب.

بوش يحث سوريا وايران على اثبات القول بالفعل

من جهته دعا الرئيس الاميركي جورج بوش اليوم الاحد سوريا وايران الى تحويل نياتهما الى افعال بعد المؤتمر الدولي في بغداد من خلال منع دخول الاسلحة ومنفذي العمليات الانتحارية الى العراق.وقال بوش في اشارة الى تصريحات سوريا وايران حول رغبتهما في مساعدة جارهما العراقي quot;بالطبع، اننا نشيد بهذه التصريحات عليهما الآن اثبات القول بالفعلquot;.

وقال في بوغوتا خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الكولومبي الفارو اوريبي quot;انني احب رؤية الاقوال تقترن بالافعال، ومن ثم اعلق، فمن السهل الكلام في السياسة والدبلوماسية الدوليةquot;.

واضاف الرئيس الاميركي quot;ان كانا يريدان حقا المساهمة في احلال الاستقرار في العراق، سيكون عليهما وقف تدفق الاسلحة ومنفذي العمليات الانتحارية اليهquot;.