العاهل الأردني يستقبل الفيصل وأبو الغيط الأربعاء
مبارك يلتقي الشرع لرأب الصدع بين دمشق والرياض

الشرع خلال المؤتمر الصحافي بعد لقائه مبارك
نبيل شرف الدين من القاهرة: تشهد العاصمة المصرية القاهرة هذه الأيام تحركاً بشأن ترتيبات إقليمية قبيل انعقاد القمة العربية في الرياض نهاية الشهر الجاري، وفي هذا السياق أجرى الرئيس المصري حسني مبارك مباحثات مع نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، وصفها مصدر دبلوماسي بأنها تتركز على الجهود المصرية لرأب الصدع بين كل من الرياض ودمشق والاتصالات الهادفة إلى التوصل لحل الأزمة اللبنانية قبيل انعقاد القمة العربية في العاصمة السعودية نهاية آذار (مارس) الحالي .

وعقب اللقاء، وقبيل مغادرته القاهرة، قال فاروق الشرع إن محادثات معمقة حول الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط دارت خلال الاجتماع، مؤكداً أنه يجري الآن التنسيق بين القيادتين من أجل إنجاح القمة العربية القادمة . وكشف الشرع عن الورقة التي ستطرحها سورية على قمة الرياض، قائلاً إنها تستهدف إصلاح الوضع العربي وإحياء التضامن ومواجهة التحديات، في مقدمتها ما وصفه بالفتنة التي يراد زرعها في العراق وضرورة مواجهة التداعيات التي يأتي على رأسها الاقتتال غير المبرر بين المذاهب في العراقquot; .

الملف اللبناني

من جانبه قال سليمان عواد المتحدث باسم الرئاسة المصرية إن فاروق الشرع سلم خلال الزيارة رسالة من الرئيس السوري لنظيره المصري، وأضاف أن المحادثات تركزت على جهود المصالحة وتنقية الأجواء العربية قبيل انعقاد القمة العربية المقبلة في الرياض يوم 28 من آذار (مارس)، لافتاً إلى أن quot;المحادثات تناولت أيضاً الأزمة اللبنانية وما ترافق معها من مسائل خلافيةquot;. وفي رده على سؤال عن تقويم مصر لزيارة الشرع وإذا كانت لإنهاء الفتور، قال المتحدث الرئاسي المصري quot;ليس هناك مجال للحديث عن توتر وفتور في العلاقات بين مصر وسورية، فالبلدان والشعبان لديهما علاقات تاريخية وصلت في فترة إلى حد الوحدة، وإن العلاقات بينهما لا تتسع لأي فتور أو توترquot;.

وكانت تقارير سياسية تحدثت عن وساطة دبلوماسية يقوم بها الرئيس المصري بين الأسد والعاهل السعودي لتجاوز ما أسمته الأزمة الصامتة بين البلدين على خلفية الأوضاع اللبنانية. هذا وقد أعلن في القاهرة أن كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية سوف تجري مباحثات مع المجموعة الرباعية العربية يومrlm;26rlm; من الشهر الحالي في اجتماع في مدينة الأقصرrlm; جنوب مصر,rlm; بمشاركة وزراء خارجية مصرrlm;،rlm; والأردن والسعودية،rlm; ودولة الإمارات.

وأعلنت السعودية عبر قنوات دبلوماسية أنها تنشد مواقف سورية أكثر مرونة تجاه الجهود التي تبذلها الرياض لحل الأزمة اللبنانية، خاصة الموقف السوري من إنشاء المحكمة الدولية، والذي يشكل أحد العراقيل أمام احتواء الأزمة السياسية الراهنة في لبنان .

لقاء الأردن

على صعيد متصل يجري كل من وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ونظيره المصري أحمد أبو الغيط يوم الأربعاء في عمان مباحثات مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وقال مصدر دبلوماسي مصري إن لقاء الملك عبد الله بوزيري الخارجية يأتي بهدف تنسيق المواقف العربية في قضايا المنطقة، وبالذات قضيتي فلسطين والعراق وذلك قبيل انعقاد القمة العربية في الرياض في الثامن والتاسع والعشرين من الشهر الجاري وزيارة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس للمنطقة نهاية الشهر الجاري في مدينة الأقصر جنوب مصر .

وأضاف المصدر ذاتها أن المسألة العراقية ستتصدر أجندة القمة العربية في الرياض وأهمية خروج العرب بموقف واضح إزاء هذه الأزمة المتفجرة سيكون ذلك بالغ الاهمية، خاصة وأن القاهرة ستستضيف دورة جديدة من منظومة دول الجوار العراقي على مستوى وزراء الخارجية، إذ سيمثل العرب خمس دول عربية الى جانب تركيا وإيران فضلاً عن العراق .

وقال علاء الحديدي المتحدث الصحافي باسم وزارة الخارجية المصرية إن لقاء الأردن سيتناول الأفكار والمقترحات المصرية الداعية إلى ضرورة العمل على تطوير النظرة إلى الأمن القومي العربي بحيث لا تقتصر على البعد الدفاعي التقليدي، وإنما يمتد ليأخذ في الاعتبار المفاهيم الجديدة للأمن القومي بأبعاده الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وبما يؤدي إلى وضع خطط عربية لتحديث التعليم وتطوير آليات التثقيف والتنشئة والإعلام، سعيا إلى تكريس مفاهيم وضوابط الانفتاح والتعامل مع الآخر والبعد عن التطرف والغلو والتعصب. وأوضح المتحدث الصحافي المصري أن تلك الأفكار تتضمن أيضا أهمية تركيز العمل العربي المشترك على تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية، خاصة التعاون في ما بين الدول العربية والتجمعات الاقليمية .

هذا وغادر القاهرة اليوم السفير هاني خلاف مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية متوجهاً إلى الكويت للتشاور مع المسؤولين الكويتيين حول الطروحات الكويتية بشأن تكثيف الاهتمام بالأبعاد الاقتصادية والتجارية للعمل العربي المشترك، بهدف دعم استقرار الشعوب العربية وتمكينها من مواكبة التقدم التكنولوجي السريع على المستوى الدولي .