أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: قطع شكيب بنموسى، وزير الداخلية المغربي، رحلته التي تدخل في إطار مهمة رسمية ضمن بعثة وزارية، موفدة إلى الخارج من طرف العاهل المغربي الملك محمد السادس، لشرح روح مشروع الحكم الذاتي الموسع في الصحراء وفلسفته وأبعاده، ليعود على عجل إلى العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، حيث قام، صبيحة اليوم بزيارة لمستشفى محمد الخامس للإطلاع على أحوال ضحايا هذه العملية وصحتهم، وعلى الخصوص محمد فايز ابن صاحب المحل الذي تعرض للإنفجار في حي سيدي مومون، أول أمس الأحد، وذلك للإشادة بشجاعته ووطنيته الصادقة في مواجهته للشخصين اللذين كانا يعدان عملهما الإجرامي الشنيع.

بعد ذلك، عقد شكيب بنموسى إجتماعًا أمنيًا طارئًا في مقر ولاية الدار البيضاء الكبرى، بحضور والي جهة الدار البيضاء الكبرى، والمدير العام للأمن الوطني، والمدير العام لمراقبة التراب الوطني، وعمال المقاطعات التابعة للولاية، ومسؤولي المصالح الأمنية.

وشدد المسؤول الحكومي، في كلمة له خلال الإجتماع، على إلتزام أقصى درجات الحيطة والحذر منوّهًا بالتعاون البناء والمثمر الذي يبديه المواطنون مع المصالح الأمنية للتصدي لظاهرة التطرف الدخيلة على المجتمع المغربي المشهود له بالتسامح والإنفتاح.

ودعا إلى مواصلة التعبئة التي تعرفها البلاد منذ عدة أسابيع بعد تأكيد معطيات ومؤشرات بأن هناك مخططات إرهابية يجري الإعداد لها لتنفيذها فوق البلاد. وأوضح بنموسى أن الهدف من هذه التعبئة المتواصلة للمصالح الأمنية والإدارة الترابية وكافة المواطنين هو محاربة خطر الإرهاب، مبرزًا أن خير وسيلة لإجتثاث هذه الظاهرة هو تجند الجميع لحماية الوطن من كل المخاطر التي تهدد أمنه وسلامته وتعكر صفو عيش المواطن.

ويأتي الإجتماع، بعد إطلاق السلطات الأمنية حملة ضد عناصر يشتبه في صلتها بالإنتحاريين المفترضين، من بينهم شقيق الإنتحاري الذي فجر نفسه، عبد الفتاح الرايدي المزداد سنة 1984 في الدار البيضاء، والمحكوم عليه في 2003 بالسجن خمس سنوات لإنتمائه إلى تيار السلفية الجهادية، وفي إطار قانون مكافحة الإرهاب.

انقطاع التواصل بين الإنتحاريين وquot;الرأس المدبرquot;

إلى ذلك، تتعقب السلطات الأمنية خيوط الشبكات العنكبوتية للكشف عن إرتباط الإنتحاريين المفترضين بسعد الحسيني (35 سنة)، الملقب بـquot;مصطفىquot;، والمشتبه في تورطه في إعتداءات 16 أيار (مايو) الإرهابية في الدار البيضاء.

وترجح مصالح الأمن أن يكون الحسيني، الذي يعتقد أنه ينتمي إلى الجماعة الإسلامية المغربية المقاتلة، والمعروف بكونه المسؤول عن اللجنة العسكرية للجماعة، كان قد شكل خلايا إرهابية داخل المغرب، ويحاول التنسيق فيما بينها لتنفيذ مخطط إجرامي، قبل أن يجري إعتقاله في منطقة سيدي معروف، في حي الحداوية في الدار البيضاء، داخل أحد مقاهي الإنترنت.

واعتبرت مصادر أمنية،أن إعتقال الحسيني، الذي يعتقد بأنه صنع المتفجرات التي استعملت في إعتداءات البيضاء كان من بين المخططين الرئيسين لها في محل للإنترنت، حيث تردد الإنتحاريين قبل تنفيذ مخططهم على محل مماثل في سيدي مومن، يظهر أنه كان هناك تنسيق لعناصر إرهابية فيما بينها، مرجحة أن يكون سعد هو حلقة الوصل فيما بينها، وأن إيقافه قلب حسابات باقي الخلايا النائمة، ما جعل الإنتحاريين المفترضين يبحثان عن خيط في مواقع جهادية محظورة يقودهما لتحديد المواقع المستهدفة.

ولم تستبعد المصادر أن تسفر التحقيقات معه عن مجموعة من المعطيات والخفايا المهمة، خاصة المرتبطة منها بملابسات الأحداث الإرهابية، التي هزت خمسة مواقع في العاصمة الاقتصادية سنة 2003.

ويعد الحسيني مهندسًا فيزيائيًا، خبيرًا في صناعة المتفجرات القوية، وكان قد درس في إسبانيا قبل أن يرحل إلى أفغانستان، حيث تلقى تدريبًا في معسكر الفاروق، وشارك في قتال القوات الأميركية، وبعد إشتداد القصف الجوي الأميركي على أفغانستان، هرب إلى سوريا، حيث إعتقلته سلطاتها على الحدود مع العراق، وسلمته إلى نظيرتها المغربية.

وكانت مصالح الأمن قد تعرفت إلى هوية الشخص الذي فجر نفسه وشريكه، ويتعلق الأمر بعبد الفتاح الرايدي، ويوسف الخودري الذي يعالج في المستشفى، وهو من مواليد 1989.
وكشفت مصادر أمنية أن المشتبه فيهما كانا يقطنان في quot;دوار السكويلةquot;، أحد الأحياء الصفيحية في العاصمة الاقتصادية، قبل أن ينتقلا للعيش في منطقة quot;المجذبةquot;، حيث باشرت مصالح الأمن حملة إعتقالات واسعة وسط مشتبه فيهم، مشيرة إلى أنهما كانا تحت تأثير المخدر.

وذكرت المصادر نفسها أن المشتبه فيهما، واللذين قضى أحدهما في تفجير حزام ناسف كان يضعه تحت ملابسه، كانا يحاولان الإبحار في إحدى المواقع المحظورة لتلقي رسالة من عناصر تابعة لتنظيم إرهابي خارجي لتلقي الضوء الأخضر لضرب المواقع المستهدفة، وموعد تنفيذ العملية، مرجحة إمكانية وجود عناصر أخرى كانت تستعد لعمليات مماثلة.