إيلي الحاج من بيروت: كشفت مصادر أمنية في بيروت أن قوى الأمن تمكنت من القبض على معظم أفراد شبكة تفجير وإغتيالات إرتكبت جريمة تفجير حافلتي الركاب في بلدة عين علق في منطقة المتن الشمالي صباح 13 شباط (يناير) الماضي، وقالت إنهم ينتمون إلى تنظيم quot;فتح الإسلامquot;، وهو فصيل فلسطيني كانت جهات سياسية وأمنية لبنانية قد إتهمته بتشكيل ذراع أمني للنظام السوري في لبنان. وأوضحت المصادر أن القوى الأمنية تمكنت من القبض على السوري مصطفى شيو حيث كان يقيم في شقة في محلة كرم الزيتون في الأشرفية، كذلك أوقفت خمسة من رفاقه وتمكن إثنان من الإفلات، وجميعهم من تنظيم quot;فتح الإسلامquot; وبينهم سوريون. وإعترف المعتقلون بأنهم إرتكبوا جريمة تفجير الحافلتين في عين علق التي أوقعت ثلاثة قتلى ونحو عشرين جريحًا، كما خططوا لإغتيال 26 شخصية لبنانية.

وذكر مصدر حكومي، طلب عدم كشف هويته، أن أفراد الشبكة أدلوا بإعترافات كاملة أبرزها أنهم كلفوا بالتحضير لإعتداءات ضد قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل). كما اعترف الموقوفون بأنهم كانوا ينوون وضع سلسلة متفجرات تستهدف مصالح اجنبية اميركية واوروبية في لبنان، وانهم تمكنوا من تأمين تمويل اضافي بعد نجاح الشبكة في سرقة مصرفين في الغازية (الجنوب) وطرابلس (الشمال)، وحاولوا سرقة احد الصيارفة في منطقة الحمراء (بيروت).

و قد اكد وزير الداخلية اللبناني حسن السبع ايقاف اربعة اشخاص تابعين لشبكة (فتح الاسلام). واوضح السبع في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الاعلام غازي العريضي اثر جلسة عقدتها الحكومة اللبنانية ان الموقوفين الاربعة وهم من الجنسية السورية اعلنوا انتمائهم quot;لشبكة (فتح الاسلام) الفلسطينية وهي جزء من (فتح الانتفاضة) المتعاونة مع الاجهزة الامنية السوريةquot; موضحا ان ان quot;(فتح الاسلام) هو مجرد عنوان للتمويه ليس علاقة بالاسلامquot; مشيرا الى انه جار البحث عن رجل خامس.

من جهته قال الوزير العريضي ان الحكومة اللبنانية اشادت بدور الاجهزة الامنية في ايقاف تلك المجموعة. واضاف ان هؤلاء الاشخاص ذكروا في اعترافاتهم ان رؤساءهم طلبوا منهم الاستعداد لتنفيذ عملية تفجير اخرى قبل تاريخ ال14 من فبراير تستهدف بيت الكتائب في بكفيا مسقط راس الرئيس اللبناني الاسبق امين الجميل والرئيس الاعلى لحزب الكتائب ووالد وزير الصناعة بيار الجميل الذي اغتيل في نوفمبر الماضي.

واسفر حادث تفجير الحافلتين الذي وقع في قرية (عين علق) في منطقة بكفيا في ال13 من فبراير الماضي الى مقتل ثلاثة اشخاص واصابة اخرين. وقد ادرج هذا الحادث الذي وقع عشية الذكرى الثانية لاغتيال رفيق الحريري الى لائحة هجمات يحقق فيها محققون دوليون.

ما هو تنظيم quot;فتح الإسلامquot;؟

وكان قد إزداد خلال العامين الماضيين تحرك المجموعات الإسلامية quot; الجهاديةquot; في لبنان، وشكل تأسيس مجموعة quot;فتح الاسلامquot; أبرز تطور ميداني نظرًا إلى إنضمام عشرات من المسلحين إليه ووجودهم في بعض المخيمات الفلسطينية لا سيما مخيم نهر البارد الذي يبعد نحو ٢٦ كيلومترًا عن عاصمة الشمال طرابلس.ويرابط الجيش اللبناني على مدخله للتدقيق في الهويات خصوصًا أن التهم الموجهة إلى عناصر هذه المجموعة متعددة، فهم متهمون بأنهم مدسوسون من سوريا لإغتيال شخصيات لبنانية والقيام بعمليات تفجيرية ضد قوة quot; اليونيفيلquot; في الجنوب. وهناك من يعتبرهم تابعين لتنظيمquot; القاعدةquot; ويستقدمون المقاتلين من العراق ودول أخرى مثل مصر والسعودية. أما المصادر القيادية في quot;فتح الاسلامquot; فكانت تنفي هذه الإتهامات وتقول إن مؤسس هذه الحركة quot;شاكر العبسيquot;، فلسطيني أردني ترك الأردن صغيرًا، وهو يتنقل منذ السبعينات بين المخيمات في سوريا ولبنان، وإن عناصر هذه الحركة هم مثل العسكريين في حركة quot; فتحquot; الموجودة في البلدين يتمركزون حيث يطلب إليهم أن يكونوا.

وكانت عناصر هذا التنظيم موجودة في مختلف المخيمات اللبنانية قبل الصدام الأمنيالذي وقع في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي في مخيم البداوي بينه وبين تنظيمات أخرى، إنسحب على أثره عناصر التنظيم وتجمعت في مخيم نهر البارد وإحتلت مباني تابعة لquot;فتح الانتفاضةquot; المنشقة أصلاً عنquot; فتحquot; وإتخذوا من المخيم مركزًا أساسيًا لهم.
وقد إنفصلت عناصر هذه المجموعة عنquot; فتح الانتفاضة quot;لأنها في رأيها ذات رؤيا قومية علمانية، وهم لا يرون سبيلا غير الاسلام، ولا سبيل للوصول إلى الهدف إلا بإعلان راية quot;لا إله الى اللهquot;.

ويرفض quot;فتح الاسلامquot; من لا ينتمون إلى دول الطوق، باعتبار أنهاquot; أولى بالدفاع عن فلسطينquot;، ويقول إن هدفه هو تحرير فلسطين والوصول إلى القدس، ولا علاقة له بالوضع الداخلي اللبناني. وينفي تهمة إرتباطه بالنظام في سوريا.

أما عندما يُسأل المسؤولون عن هذا التظيم وعن سبب تمركزه في أبعد مخيم عن الحدود اللبنانية مع فلسطين، فيجيبون أن العمل يتم على مرحلتين، الأولى هي التي يعيشها التنظيم الآن وهدفها إصلاح القاعدة الشعبية التي أفسدتها التنظيمات والأنظمة لحمل الراية، وهذا يتطلب مكانًا هادئًا وآمنًا، وفي المرحلة الثانية حين تكون الجماهير قد أصبحت مهيئة للإنطلاق لن يقف أمامها كائن على الإطلاق.

وكان بعض متابعي quot;فتح الإسلامquot; في لبنان يقولون إنه مجرد حالة عابرة، فيما يرى متعاطفون معه أنه قوة ضاربة تستقطب الكثير من الإسلاميين المستقلين الذين يبحثون عن راية تأويهم. ولا شيء أكيدًا وجازمًا في هذا المجال، لأن عدد عناصر التنظيم غير معروف في الوقت الحالي ولا مصادر تمويله معروفة. وربما تكشف التحقيقات الأمنية مدى فاعلية quot;فتح الاسلام وحجمه في quot;خريطةquot; التنظيمات الإسلامية المتشددة في لبنان.