واشنطن: يواصل خالد شيخ محمد، الذي أقرّ بمسؤوليته عن هجمات 11 سبتمبر/ أيلول الإدلاء باعترافاته، مقراً بالضلوع في عملية quot;ذبحquot; الصحفي الأميركي دانيال بيرل عام 2002 في باكستان. وقد كشف المسؤولون الأمنيون الأمريكيون عزمهم إصدار كافة اعترافات شيخ محمد في وثيقة خاصة، تشمل إقراره بارتكاب أكثر من 31 جريمة. وقد جاء في المعلومات التي كشفها الجيش الأميركي، أن شيخ محمد اعترف بارتكابه الجريمة قائلاً: quot;لقد ذبحت بيدي اليمنى المباركة عنق الأميركي اليهودي دانيال بيرل في باكستان، ولمن يريد أن يتأكد، هناك صور على الانترنت لي وأنا امسك برأسه.quot;

خالد شيخ محمد يعترف بدوره في هجمات 11 أيلول (سبتمبر)
وكانت وزارة الدفاع الأميركية قد عمدت في بيان سابق إلى حذف اعتراف شيخ محمد بذبح الصحفي الأميركي الذي يعمل في صحيفة وول ستريت، الأمر الذي أرجعه البنتاغون إلى رغبته بإطلاع عائلة بيرل عليه قبل نشره، بسبب quot;الدقة العالية والتصويرية التي قدمها الشيخ لعملية الذبح.quot; يذكر أن بيرل، الذي كان يشغل منصب مدير مكتب صحيفة الوول ستريت في آسيا الوسطى، تعرض للاختطاف في باكستان في يناير/كانون الثاني من العام 2002، قبل أن يتم توزيع شريط يظهر عملية ذبحه على يد شخص لم يظهر وجهه بوضوح. وقد حامت الشبهات حول شيخ محمد بعدما اعترف موقوف باكستاني قبل أربعة أعوام بمسؤوليته عنها أثناء التحقيق معه.

وأصدرت وزارة الدفاع مساء الأربعاء، نصاً لما ذكرت أنه اعترافات المتهم خلال جلسة الاستماع العسكرية، التي عقدت له السبت الماضي، بمعسكر quot;غوانتاناموquot; التابع للجيش الأميركي في خليج كوبا.

الحذاء المفخخ وتفجير قناة بنما

وجاء في الاعترافات أن خالد شيخ محمد أشار إلى مسؤوليته عن عدة هجمات على الولايات المتحدة، وفقاً لما جاء في quot;نص الاعترافاتquot; الذي أعلنته البنتاغون. ومن بين تلك الهجمات، التي قال محمد إنه مسؤول عن التخطيط لها، محاولة التفجير التي قام بها ريتشارد ريد بواسطة حذائه المفخخ، والتي كان يفترض أن تتم فوق المحيط الأطلسي أثناء وجوده في طائرة ركاب. كما اعترف بمسؤوليته عن تفجيرات النادي الليالي في جزيرة بالي السياحية بإندونيسيا.

وتضمنت الاعترافات الأخيرة التخطيط لشن هجمات على قناة بنما أو تدميرها، إلى جانب تدمير الجسور المعلقة والعالية في مدينتي نيويورك وشيكاغو الأمريكيتين.

وبحسب البنتاغون، فإن محمد قال إنه كان مسؤولاً كلياً عن التخطيط لنحو 29 هجوماً، فضلاً عن عدد آخر من الهجمات شارك في التخطيط والإعداد لها، من بينها محاولة اغتيال بابا الفاتيكان الراحل يوحنا بولس الثاني، أثناء زيارته للفلبين.

هجمات 11/9

وقد سبق لوزارة الدفاع الأميركية quot;البنتاغونquot;، أن أعلنت أن المشتبه في كونه العقل المدبر للهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر/ أيلول 2001، على الولايات المتحدة، خالد شيخ محمد، أقر بأنه كان المسؤول الأول عن التخطيط لتك الهجمات.

وفي بيان له، تلاه ممثل شخصي عسكري، قال خالد شيخ محمد: quot;لقد كنت المسؤول عن عملية 11/9 من الألف الى الياءquot;، بالإضافة إلى تخطيطه لهجوم آخر على مركز التجارة العالمي في العام 1993.

ولم يبد المتهم أي اعتذار أو ندم عن التخطيط لتلك الهجمات، التي استخدمت فيها طائرات ركاب مخطوفة، لمهاجمة برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، ومبنى وزارة الدفاع في واشنطن، إلا أنه أبدى بعض الأسف لمقتل أطفال بين ضحايا الهجمات. وقال: quot;أنا لا أحب قتل الناسquot;، وأضاف قوله: quot;لقد شعرت بالأسف الشديد لسقوط أطفال بين قتلى 11/9.quot;

وكانت وزارة الدفاع الأميركية quot;قد كشفت الاثنين، عن بدء عقد جلسات استماع لثلاثة quot;إرهابيينquot; من كبار قياديي تنظيم القاعدة المعتقلين في معسكر quot;غوانتاناموquot;، حول صلتهم بهجمات 2001. وقال مسؤولون في البنتاغون إنه تم عقد جلسة الاستماع الخاصة بالمعتقل خالد شيخ محمد (باكستاني الأصل)، السبت، فيما عقدت جلستان منفصلتان لكل من رمزي بن الشيبة، المشتبه في أنه كان من كبار مخططي الهجمات، وأبو فراس الليبي، القيادي بالقاعدة، في وقت سابق الجمعة.

وأشار المسؤولون إلى أن هؤلاء الثلاثة ضمن 14 معتقلاً، تعتزم السلطات الأمريكية عقد جلسات استماع لهم، فيما يتعلق بدورهم في تلك الهجمات، حيث تجري تلك الجلسات في خليج غوانتانامو بكوبا.

وتهدف جلسات الاستماع، التي تأتي في إطار تحديد مراجعة أوضاع المقاتلين، إلى تحديد ما إذا كان يجب اعتبار أي من هؤلاء العتقلين quot;مقاتل عدوquot; من قبل الرئيس، حتى يمكن محاكمته أمام محكمة عسكرية. وقد عقدت هذه الجلسات خلف أبواب مغلقة، حيث تم منع حضورها على الصحفيين، وفق ما قاله المتحدث باسم البنتاغون برايان ويتمان. وكانت جلسات مماثلة لمئات المعتقلين في غوانتانامو بين العامين 2004 و2005 مفتوحة أمام التغطية الإعلامية، وإن تم تقييد هذه الوسائل بشأن طبيعة المواد المسموح بنقلها ضمن التقارير. وقالت المصادر إنه سيتم نشر نسخة تتعلق بحيثيات الجلسة في وقت ما لاحق، كذلك سينشر علناً موجزاً حول أدلة ضد المتهمين. وأوضح المسؤولون أن أي أجزاء تتعلق بالأمن القومي، واردة في حيثيات جلسة الاستماع، سيتم حذفها من النسخ.

وكان وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس قد أصدر مؤخراً، مسودة كتيب يتضمن قواعد جديدة لمحاكمة المعتقلين في غوانتانامو، مما يسمح باحتجاز المشتبه بضلوعهم في أنشطة إرهابية، استناداً إلى شائعات أو إلى شهادات أخذت بالإكراه، إذا ما حكم قاضي بأن هذه الأدلة جديرة بالثقة. وقد أعدت المسودة بعد صدور قانون بأواخر 2005، يقضي بإنشاء لجان عسكرية لمحاكمة المشتبه بصلتهم بالإرهاب، خاصة بعد أن طلبت المحكمة العليا الأمريكية تعليق العمل بهذه اللجان لعدم دستوريتها. ويواجه ما بين 60 إلى 80 معتقلاً، من أصل نحو 400 شخص محتجزين في معسكر غوانتانامو، اتهامات محتملة بانتهاك قوانين الحرب.