لندن: انفردت صحيفة التايمز البريطانية بنشر تفاصيل عن هروب القاضي الذي أصدر حكم الإعدام على الرئيس العراقي السابق صدام حسين وطلبه اللجوء السياسي في بريطانيا للعيش فيها بشكل دائم مع أسرته. فقد ذكر تقرير احتل معظم الصفحة الأولى من الصحيفة أن القاضي رؤوف عبد الرحمن، الذي ترأس محكمة الجنايات العليا في العراق، قد انتقل إلى بريطانيا مع أفراد عائلته مستخدمين تأشيرات زيارة، ولكنه تقدم بطلب لجوء سياسي لأنه بات يخشى على حياته في بلاده.

وأضافت الصحيفة أن القاضي البالغ من العمر 65 عاما قد وصل إلى بريطانيا قبل أسبوعين من إعدام صدام في الثلاثين من شهر كانون الأول /ديسمبر من العام الماضي.

من حلبجة
يذكر أن عبد الرحمن، وهو كردي من مواليد مدينة حلبجة التي فقدت أكثر من خمسة آلاف من أبنائها خلال هجوم بالأسلحة الكيماوية عام 1988، كان قد أصدر أحكاما أخرى بالإعدام بحق مسؤولين كبار آخرين في نظام صدام. وقالت التايمز إن وزارة الداخلية البريطانية تعتبر تقدم القاضي العراقي بطلب للجوء السياسي في بريطانيا من أكثر القضايا التي تتعامل معها الوزارة من حيث الحساسية وذلك منذ تعيين جون ريد على رأس الوزارة قبل حوالى سنة.

وأضافت الصحيفة أن مكان تواجد عبد الرحمن في بريطانيا لم يعرف بعد، إلا أنه يعتقد بوجوده تحت حماية مشددة. فقد نقلت التايمز عن متحدث باسم الوزارة قوله: quot;نحن لا نناقش حالات لجوء سياسي فردية على الإطلاقquot;.

تفاصيل قليلة
ولم ترشح تفاصيل كثيرة عن هروب عبد الرحمن وعائلته إلى بريطانيا وذلك، كما تقول الصحيفة، بسبب الخطر الذي عرّض نفسه له بقبوله ترؤس جلسات محاكمة صدام. واعتبر داشتي جمال من الاتحاد الدولي للاجئين العراقيين أن وصول القاضي العراقي إلى بريطانيا يضع الحكومة أمام مأزق دبلوماسي.

وقال جمال: quot;لقد أثبت هروب القاضي رؤوف إلى بريطانيا أن الحكومة العراقية غير قادرة على تأمين الحماية لأي كان في العراق، وهي لا تمثل الشعب العراقيquot;. الشأن العراقي حظي أيضا بمساحة واسعة في الصفحات الداخلية من التايمز التي نشرت تقريرا آخر لمراسلها في واشنطن، توم بالدوين، يتحدث فيه عن quot;أصداء فيتنام التي تتعالى في الوقت الذي يخطط المتظاهرون لمسيرة حاشدةquot;.