واشنطن: تواجه ادارة الرئيس جورج بوش مناخا عاما من تراجع الثقة يتجلى في غالبية ديموقراطية تود فرض جدول للانسحاب من العراق واستياء من اقالة مدعين فدراليين، اضافة الى اتهامها بكشف عميلة لوكالة الاستخبارات المركزية.ورغم كل ذلك، لم تنته مصاعب الادارة الاميركية عند هذا الحد.فاعتبارا من الاسبوع المقبل، وفي موازاة تصاعد التظاهرات ضد الحرب في العراق في الذكرى الرابعة لاجتياح هذا البلد، سينتهز مجلس النواب فرصة مناقشة مشروع قانون مالي لطلب سحب القوات الاميركية في موعد اقصاه خريف عام 2008.

وافاد استطلاع للرأي نشرته مجلة نيوزويك السبت على موقعها الالكتروني ان 47 في المئة من الاميركيين يعتبرون ان الادارة الجمهورية قامت بتسييس بعض القطاعات الى ابعد حدود على غرار القضاء.وهكذا، فان 58 في المئة من الاميركيين بينهم 45 في المئة جمهوريون، يؤكدون ان اقالة ثمانية مدعين فدراليين جاء على خلفية اعتبارات سياسية.وتتفاعل قضية المدعين منذ اسابيع عدة وقد تجبر وزير العدل البرتو غونزاليس على الاستقالة.

وادلى مدعون مقالون كانوا يتولون قضايا حساسة سياسيا بافاداتهم هذا الاسبوع امام الكونغرس، مؤكدين انهم تعرضوا لضغوط من نواب جمهوريين، وكشفت وثائق رسمية ان مسؤولين كبارا في البيت الابيض كانوا ضالعين في اتخاذ القرار الذي افضى الى اقالة هؤلاء.فوفق وثائق رسمية لوزارة العدل، اضطلع كارل روف القريب من الرئيس جورج بوش بدور رئيسي في قرار اقالة المدعين المعنيين، وذكر ايضا اسم هارييت ميرز الرئيس السابق للاجهزة القضائية في البيت الابيض.

وتم تداول اسم كارل روف خلال الاشهر الاخيرة في اطار قضية اخرى تتصل بكشف الصحافة لهوية العميلة السرية في وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه) فاليري بليم.وخلال ادلائها بافادتها امام لجنة في الكونغرس الجمعة، اتهمت بليم البيت الابيض بالقضاء على حياتها المهنية عبر كشف هويتها.وكانت صحيفة كشفت في تموز/يوليو 2003 ان بليم تعمل لمصلحة الاستخبارات المركزية.

وعلقت بليم quot;كأنني تلقيت ضربة في معدتي، انتهت حياتي المهنية في لحظة وفكرت على الفور في سلامة عائلتي والعملاء الاجانب والشبكات التي عملت معهاquot;.وقبل ايام من كشف اسمها في الصحافة، اتهم زوجها السفير السابق جوزف ويلسون ادارة بوش بالكذب عبر تأكيدها ان الرئيس العراقي الراحل صدام حسين حاول شراء كميات كبيرة من اليورانيوم من النيجر.

ويعتبر كشف هوية عميل سري جريمة في الولايات المتحدة، واظهر التحقيق لتحديد مصدر تسريب المعلومات ان اسم بليم وعملها كانا موضع تداول في اوساط مسؤولين في البيت الابيض وبين صحافيين قبل ان يكشفا على الملأ.لكن احدا لم يلاحق في موضوع التسريب. وحده، المدير السابق لمكتب نائب الرئيس ديك تشيني ادين اخيرا بالكذب على القضاء.واكدت بليم ان quot;مسؤولين كبارا في البيت الابيض ووزارة الخارجية استغلوا اسمي وهويتي من دون اي حرص او اعتبارquot;، منددة بـ quot;اسباب محض سياسيةquot;.


كل هذه القضايا تصدم الرأي العام، وخصوصا اذا اضيفت اليها الفضيحة الاخيرة حول ظروف العلاج السيئة التي يتعرض لها جرحى العراق وافغانستان في مستشفى والتر ريد العسكري في واشنطن.واوردت نيوزويك ان ثلاثين في المئة فقط من الاميركيين يوافقون على اداء رئيسهم، علما ان هذه النسبة تتراجع الى 27 في المئة حين يتصل الامر بسياسته في العراق.